السرطان، هو المرض المزمن الوحيد الذي يمكن الشفاء منه كشف البروفيسور سامي أحمد الخطيب الأمين العام لرابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان ورئيس جمعية الأورام الأردنية، بأن 125 إصابة جديدة في المتوسط لكل 100 ألف مواطن تسجل سنويا بالدول العربية. مشيرا إلى أن هذا الرقم يبقى تقديريا لأن الكثير من هذه الدول ومن بينها الجزائر حسبه تعتمد على سجلات إقليمية أو جهوية وتفتقد لسجلات وطنية شاملة يتم ضبطها بانتظام، من أجل تقديم إحصائيات دقيقة والتعرف على الحالات الجديدة، ومن ثم وضع استراتيجيات ناجعة لمكافحة السرطان. وزراء الصحة العرب مطالبون بضبط استراتيجية كشف مبكر الإستشاري في معالجة الأورام السرطانية والكشف المبكر، أوضح للنصر على هامش مشاركته في الطبعة السادسة للأيام الدولية لعلم أمراض السرطان من 15 إلى 17 أكتوبر الجاري بقسنطينة التي تمحورت حول سرطانات الجهاز البولي والتناسلي، بأن الولاياتالمتحدة على سبيل المثال تسجل سنويا 450 إصابة جديدة بالسرطان لكل 100 ألف شخص، وإذا قارناه برقم 125 إصابة جديدة تقريبا لكل 100 ألف شخص، المسجلة في الوطن العربي، فإننا يمكن أن نقول بأن الدول العربية لم تصل بعد إلى مرحلة كارثية في حربها على المرض الخبيث، ويفسح لها المجال واسعا للتركيز على عوامل الوقاية والتوعية والتثقيف.داعيا وسائل الإعلام العربية إلى التعاون مع الأطباء من أجل نشر التربية والعادات الصحية الناجعة التي تقي من السرطات بين كافة المواطنين، بدءا بحثهم على الخضوع لفحوصات طبية دورية مبكرة، وشدد البروفيسور: "السرطان مرض خبيث لن يرحمهم، أنصح النساء والرجال بعدم الخجل من إجراء هذه الفحوص المبكرة ودور الطبيب هام في إقناعهم وتشجعيهم، وكذلك وسائل الإعلام". خمسة أنواع للسرطان... في ما يتعلق بأنواع السرطان الأكثر انتشارا بالدول العربية، قال بأن عددها خمسة، الأول: هو سرطان الثدي بالنسبة للنساء، أما بالنسبة للرجال، فقد سجلت بعض الدول سرطان الرئة في المقدمة، وسجلت أخرى سرطان القولون وهو في المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات. وبالنسبة لسرطانات الجهازين البولي والتناسلي وهي في تزايد ملحوظ، فإن الأكثر ظهورا حسبه ، هو سرطان المثانة ثم غدة البروستاتة، والخصية والكلى، وبالنسبة للنساء فإن أكبر عدو هو سرطان عنق الرحم، وتختلف نسب الإصابات من منطقة إلى أخرى، وأوضح محدثنا من جهة أخرى: "إن أكثر من 60% من سكان البلدان العربية تقل أعمارهم عن 29 عاما، والفئة العمرية بين 20 و29 عاما هي الأكثر تعرضا لسرطان الخصية وهو نوع جديد من السرطانات، لكنه يتكون من خلايا خبيثة تنمو وتتطور بشكل بطيء، والكشف المبكر يؤدي إلى الشفاء بنسبة 100%، أما اذا تأخر تشخيص الداء فإن نسبة الشفاء تتقلص إلى 10% فقط". وأضاف بأن سرطان غدة البروستاتة، يصيب الرجال عادة في سن متقدمة، تتجاوز ال 55 عاما.. فالعنصر الأساسي في الإصابة هو العمر، وهو أيضا من السرطانات البطيئة النمو والتطور... ويكفي اجراء تحليل بسيط للدم للكشف المسبق عنه. فوجود نسبة عالية من بروتين معين يجعل الطبيب يشخص تضخم هذه الغدة والاصابة بمرض خبيث، ومن السهل علاجه في المراحل الأولى وامتثال المريض للشفاء. لكن للأسف - استطرد قائلا - "يأتي إلينا المصابون بسرطان البروستاتة في مراحل متقدمة من المرض بعد تحويلهم من طرف أطباء المسالك البولية أو أطباء العظام، فهذا المرض "شغوف" بالانتشار في العظام". الرجال مطالبون أيضا بالخضوع للتحليل الدوري لتجنب ذلك يدعو الطبيب الأردني كافة الرجال الى الخضوع بعد سن ال 50 لتحليل دوري للدم كوقاية من هذا السرطان، كما أن الفحص السريري العادي لدى الطبيب يمكن أن يكشف تضخم الغدة أو عدمها... ولاحظ تزايد الاصابات في الوطن العربي بسرطان المثانة والسبب الرئيسي - حسبه - في ظهوره إلى جانب عنصري التقدم في العمر والجنس هو التدخين. مشيرا إلى أن الإنسان كلما تقدم في العمر يزداد تعرضا للمواد المسرطنة خاصة الكيميائية - أما نسبة الاصابة بسرطان الكلى فهي قليلة في الوطن العربي والكشف المبكر والعلاجات الحديثة ترفع نسبة الشفاء. وشدد محدثنا على: "ان سرطان عنق الرحم هو العدوّ اللدود للمرأة، وهو الأكثر انتشارا بين النساء العربيات بعد سرطان الثدي، وأسبابه عديدة، وأهمها الاصابة بالتهابات فيروسية متكررة، ويمكن اكتشاف الاستعداد للإصابة بالمرض قبل 10 سنوات كاملة من ظهوره والتدخل الطبي الفعال في الوقت المناسب، وهنا يكمن دور الوقاية والكشف المبكر والتثقيف الصحي والتوعية... فمن الضروري أن تبدأ المرأة اجراء فحوصات عنق الرحم مباشرة بعد زواجها لثلاث مرات متكررة كل شهرين. ثم مرة كل ثلاث سنوات... أما اذا بلغت الثلاثينات، مرة كل سنتين وفي الأربعينيات مرة كل سنة... فالتقدم في العمر أهم عنصر للتعرض للاصابة بالسرطان والكشف المبكر عن طريق تحليل خلايا من عنق الرحم وقاية فعالة".... وبخصوص سؤالنا عن الجانب الوراثي في الاصابة، رد محدثنا بأن الدراسات الحديثة المتواصلة تشير إلى أن تأثير العامل الوراثي موجود بالنسبة للاصابة بكل من سرطانات القولون والمستقيم والمبيض والثدي، لكنه قليل وبالتالي لا داعي لتخويف العائلات التي تضم بين أعضائها مريضا بالسرطان واستدرك قائلا: "ان المصابات بسرطان الثدي نسبة التأثير بالعنصر الوراثي لديهن تتراوح بين 5 و7% ، مما يجعلنا نطلب كأطباء متخصصين من بنات وأخوات وأم المرأة المصابة بهذا السرطان اجراء فحوصات مُنتظمة ومسبقة، وأنصح كافة النساء بالفحص اليدوي الذاتي بعد 3 إلى 4 أيام من الدورة الشهرية ابتداء من سن البلوغ إلى جانب الخضوع للكشف الطبي الدوري المبكر... أما بعد سن الأربعين، فإن التصوير بالأشعة ضروري مرة في السنة!! ثم أضاف: "أتوجه بنداء إلى كافة وزارات الصحة العربية لأنها المسؤولة الأولى عن صحة المواطنين من أجل وضع استراتيجيات وطنية مدروسة من أجل مكافحة السرطان والوقاية منه عن طريق تطبيق الفحوصات الدورية والكشف المبكر ولما لا جعلها إلزامية ولو في في أماكن العمل!" وختم حديثه مشددا: " ان السرطان هو المرض المزمن الوحيد الذي يمكن الشفاء منه".