خلُص رؤساء الأندية المحترفة إلى ضرورة الاتفاق على تسقيف الأجور لوضع حدّ لمشكل تراكم الديون من موسم إلى آخر، بينما طالب العديد منهم رئيس الاتحادية بالتدخل من أجل تمكينهم من الاستفادة، أيضا، من دعم مؤسسات وطنية، على غرار سوناطراك. خلال الاجتماع المنعقد أمس بين رؤساء الأندية ورئيس الاتحادية، محمّد روراوة، بحضور رئيس الرابطة محفوظ قرباج بالمركز التقني بسيدي موسى، على هامش الجمعية العامة الاستثنائية، طرح عدة رؤساء المشكل المالي الذي يشكّل هاجسا للجميع منذ انطلاق الاحتراف، وطالب العديد منهم رئيس الاتحادية بالتدخل من أجل تمكينهم من الاستفادة من نفس امتيازات الأندية الأربعة وهي مولودية الجزائر ومولودية وهران وشباب قسنطينة وشبيبة الساورة التي تملك حق التمويل من مؤسسة سوناطراك وفروعها. وراح أحد رؤساء الأندية يخاطب الرئيس روراوة بقوله إن كل الأندية تختنق وبأنها لم تعد قادرة على تحمّل المزيد، مضيفا "نريد حلا للمشكل المالي، ومن حقنا الاستفادة من دعم شركة وطنية مثلما هو الحال للأندية الأربعة"، بينما اتفق الحضور على ضرورة تسقيف الأجور هذه المرة، رغم فشل المحاولة في وقت سابق حين دعا رئيس "الفاف" الأندية إلى تحمّل مسؤولياتها وتسقيف الأجور للتخلص من تراكم الديون عليها. ومن المقرر أن يلتقي رؤساء الأندية مع رئيس "الفاف" ورئيس الرابطة يوم 30 نوفمبر بفندق الهيلتون، على هامش سحب قرعة كأس الجزائر، من أجل وضع خارطة الطريق لتنفيذ هذا الاقتراح وجعله عمليا، حيث طالب بعض الرؤساء بضرورة تسليط عقوبات على كل من يخالف اتفاق تسقيف الأجور. وأمام غياب رئيس اتحاد الجزائر، ربوح حدّاد، الذي يعيش في بحبوحة مالية، وبوجود سوناطراك وفروعها التي تقدّم أموالا ضخمة للأندية الأربعة، فقد تم لفت الانتباه إلى ضرورة إرغام هؤلاء على احترام الاتفاق مستقبلا، وعدم منح رواتب خيالية للاّعبين، كون ذلك سيجعل من مشروع تسقيف الأجور فاشلا. وحسب مصدر عليم، فإن قناعة أغلب رؤساء الأندية أن رواتب اللاّعبين تعتبر أهم سبب لتفاقم حجم الديون، وخلص المجتمعون إلى أنه من الضروري جعل كتلة الأجور السنوية لا تتعدى 10 ملايير سنتيم، حتى يتم الاستفادة من الأموال المتبقية التي تُسدّد كرواتب حاليا، من تهيئة المنشآت الرياضية وتدعيم الفئات الشبانية. مالك يُحرج روراوة وأمام شكاوى رؤساء الأندية والتأكيد على أن المشكل المالي هو الذي جعلهم غير قادرين على إنجاح مشروع الاحتراف، راح رئيس الاتحادية يدعو هؤلاء إلى إشراك اللاّعبين الشبّان الذين لا يكلّفون أي شيء ماليا. وقال رئيس "الفاف"، وهو يخاطب رؤساء النوادي بأن أي فريق لا يملك الإمكانات ما عليه سوى إشراك العناصر الشبانية، غير أن رئيس شباب بلوزداد، رضا مالك، قاطع الرئيس روراوة لينبّهه بأن ذلك غير ممكن، كون الاعتماد على الشبّان لا يضمن بالضرورة تحقيق نتائج إيجابية، وبأن ذلك سيزيد من حدّة الضغط على رؤساء الأندية. ولم يتوقّف رضا مالك عند هذا الحد وهو يخاطب روراوة، بل أحرجه بالقول "لو لم تعتمد على براهيمي وفغّولي وسليماني وآخرين، لما نجحت في تأهيل المنتخب إلى المونديال، وبالتالي، كيف تطلب منّا الاعتماد على الشبّان". جمعية استثنائية للرابطة لضمّ المنتدى من جانب آخر، رضخ رؤساء الأندية المحترفة الأولى والثانية لرئيس الاتحادية، أمس، ووافقوا بالإجماع على جعل المنتدى الذي أسّسوه من أجل الدفاع عن مصالحهم وإسماع صوتهم للسلطات، تابعا بصفة قانونية إلى رابطة كرة القدم المحترفة. وقد خرج كل رؤساء النوادي في قمة السعادة وبنشوة الانتصار، مقتنعين بتقدّمهم بخطوات إلى الأمام من أجل إيجاد حلّ لمشاكلهم المالية، وحلول توفيقية مع السلطات لتفادي الإفلاس المترتّب عن إدخال "الفاف" الجميع في عهد الاحتراف في ظرف قياسي، بعدما ثمّنوا اقتراح رئيس الاتحادية عليهم، بجعل المنتدى مستقبلا منضويا تحت لواء الرابطة وينشط بالتعاون مع رئيس الرابطة محفوظ قرباج، من منطلق أن ذلك سيسهّل عليهم التواصل مع وزارة المالية وحتى الوزارة الأولى. وتم الاتفاق، خلال الاجتماع الذي ضمّ رئيس الاتحادية برؤساء النوادي الجزائرية المحترفة برابطتيها الأولى والثانية، أمس، بالمركز التقني بسيدي موسى، على عقد جمعية عامة استثنائية لرابطة كرة القدم المحترفة في الفترة الممتدة ما بين 15 إلى 20 يوما، حتى يتم تقنين إدماج منتدى رؤساء الأندية إلى الرابطة لتصبح هيئة معترفا بها في المخطط التنظيمي، على أن يتم إشعار الرابطة بأي خطوة من طرف المنتدى من أجل إيجاد حلّ لكل مشاكلهم المالية، خاصة بشأن مراسلة السلطات. وتم تعيين ثلاثة رؤساء من أجل تمثيل المنتدى على مستوى الرابطة مستقبلا، إلى حين عقد الجمعية العامة الاستثنائية، ويتعلّق الأمر برئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، ورئيس جمعية وهران محمّد مورو، والناطق الرسمي لأولمبي الشلف عبد الكريم مدوار، على أن يتم التواصل في كل مرة مع رئيس الرّابطة من أجل إيجاد حلول للمشاكل المطروحة. المنتدى الذي تأسس أصلا لجعل رؤساء الأندية يحدّدون مصيرهم بأيديهم بعيدا عن الاتحادية التي أدخلتهم في مشاكل كبيرة، حسبهم، بسبب دفعهم إلى الاحتراف دون التحضير له، تم احتواؤه رسميا من طرف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بعدما فشل في مرات سابقة في ترويض هؤلاء، خاصة حين رفض الجميع مطلبه بتسقيف الأجور رغم حجم الديون المتراكمة على هذه الأندية. وفي الوقت الذي يعتقد فيه كل رؤساء الأندية بأنهم حققوا مكسبا كبيرا، وبأن لواء الرابطة سيجعلهم يُسمعون صوتهم إلى السلطات، فإن رئيس "الفاف" قضى على تكتّل شكّل له صداعا منذ عدة سنوات، وأصبح بمقدوره التحكّم في تحرّكات كل الرؤساء. تكييف قوانين "الفاف" مع المرسوم الوزاري وسبق اجتماع رؤساء الأندية مع رئيس "الفاف"، عقد الجمعية العامة الاستثنائية بالمركز التقني بسيدي موسى، ولم تستغرق الدورة أكثر من عشرين دقيقة، حيث عرض رئيس "الفاف" القوانين الجديدة، والقانون الداخلي للمناقشة قبل أن يتم اعتماده بالإجماع، من طرف 98 عضوا حضروا من أصل 108 أعضاء. ووقف الحضور دقيقة صمت ترحمّا على أرواح بعض الأسماء في كرة القدم الجزائرية التي رحلت عنّا، على غرار عبد النور بقة، رئيس سابق ل«الفاف"، وسليم بوروحو، نائب رئيس رابطة كرة القدم لولاية الجزائر الذي توفي مؤخرا.