شرعت السلطات البلجيكية في التحقيق مع زوجة الجزائري زهير مهداوي، الذي ألقت مصالح الدرك الوطني القبض عليه بمنطقة ثاموقرا ببلدية أقبوا. وأفادت مصادر ل"الخبر"، بأن زهير أب لطفلة من زوجته البلجيكية التي هجرها قبل عامين، في انتظار استكمال العدالة الجزائرية التحقيق بعد الحصول على رد بخصوص طلبات الإنابات القضائية التي تقدمت بها لثلاث دول، وهي فرنساوبلجيكا والمغرب التي سافر إليها بتكليف من أباعود المغربي الأصل. علم من مصادر على صلة بالتحقيق، أن زهير دخل إلى الجزائر بطلب من عائلته بأقبو، التي أمرته بعدم السفر إلى المغرب بعد أن اشتد الخناق على شبكة أباعود الإرهابية التي كانت وراء تفجيرات 13 نوفمبر بباريس. وكانت مصالح الدرك بأقبو قد تأكدت فعلا بأن الفيديو الذي ظهر فيه زهير هو فعلا له، بحيث تم تداول الأخبار بالمنطقة بشكل لافت للانتباه، غير أنه لم يتم التبليغ عنه لدى السلطات المختصة، بدليل بقائه عدة أيام في قريته دون أن يكتشف أمره، وتمكنه أيضا من الدخول إلى التراب الوطني دون أن يتم توقيفه من طرف شرطة المطار، غير أن مصالح الاستعلامات العامة التابعة للدرك تمكنت من اكتشاف أمر تواجد مهداوي بأقبو، ما دفعها إلى التقدم بطلب إلى قيادة الدرك الوطني التي راسلت النائب العام لمجلس قضاء بجاية للتحقيق في القضية. وقد حاول زهير مهداوي إنكار أن الشخص الذي ظهر في الفيديو يشبهه، لكن أدلة الدرك أكدت عكس ذلك، ليعترف في الأخير بأنه ربط علاقة بشبكة أباعود في بلجيكا، التي تنشط في حي مولينيك ببروكسل، والذي يسمى "رقة أوروبا"، نسبة إلى معقل داعش في سوريا مدينة "الرقة"، وأكد أنه كان ينوي السفر، عقب التفجيرات، إلى سوريا عبر تركيا، لكنه تراجع عن ذلك خوفا من أن يكتشف أمره. وقد حاول بعد ذلك الدخول إلى المغرب، لكن عائلته طلبت منه العدول عن ذلك، خصوصا بعد أن تأكد أفراد من عائلته أن الشخص الذي ظهر في الفيديو هو ابنهم. وتعول السلطات الفرنسية على إنهاء التحقيق مع زهير مهداوي قصد التوصل إلى تفكيك خيوط شبكة أباعود، والوصول إلى صلاح عبد السلام الذي يعد أحد أخطر المطلوبين للسلطات في فرنسا، والذي نشرت أجهزة الأمن الفرنسية مذكرة بحث واعتقال بحقه، بعد الاشتباه في تورطه في هجمات باريس، التي خلفت أكثر من 130 قتيل ونحو 200 جريح. ويكون مهداوي قد التقى بصلاح عبد السلام الحامل للجنسية البلجيكية في حي مولينيك أيضا.