شنّت، مع بزوغ فجر أمس، عناصر من شرطة مكافحة الإرهاب الفرنسية، مدعومة بوحدات خاصة من الجيش عملية دهم واسعة بضاحية سان دوني شمال باريس. وسُمع إطلاق نار مكثف ودوي انفجار خلال المداهمة، وأغلقت طرق المنطقة التي انتشر فيها عدد كبير من سيارات الشرطة، وحث نائب عمدة المنطقة، ستيفان بو، السكان على البقاء ببيوتهم، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق بهجوم جديد، وإنما بتدخل من جانب الشرطة. وكان مصدر في الشرطة صرح لفرنس برس بأن البحث جار عن عبد الحميد أباعود، العقل المدبر لهجمات باريس الدامية، التي وقعت مساء الجمعة الماضي. من جهتها قالت وزيرة العدل الفرنسية، كريستيان توبيرا، في تصريح لإذاعة أوروبا1، إن المداهمة نفذت في إطار التحقيقات في اعتداءات باريس. وقالت مصادر أمنية إن 6 مسلحين كانوا متواجدين في أحد منازل ضاحية سان دوني شمال باريس، وتمكنت قوات مديرية مكافحة الإرهاب في الشرطة القضائية، من إنهاء العملية بمقتل المشتبه به الأول، والمفترض بأنه العقل المدبر للهجمات، عبد الحميد أباعود، ومقتل ثلاثة أشخاص بينهما امرأة قالت الشرطة إنها فجّرت نفسها بعبوة ناسفة، وتوقيف ثلاثة أشخاص (اثنين في شقة وواحد في أخرى) إضافة إلى مؤجر الشقة الذي صرّح بأنه لا علم له بضلوعهم في التفجير، أثناء عملية المداهمة، التي وصفت بأنها الأوسع منذ هجمات باريس يوم الجمعة الماضي. وترجّح مصادر أمنية فرنسية بأن يكون البلجيكي من أصل مغربي، عبد الحميد أباعود (27 عاما)، المدعو ”البلجيكي”، والمعروف في سوريا بلقب ”أبو عمر سوسي” بعد انضمامه إلى صفوف داعش، هو المشتبه به الأول والمفترض بأنه العقل المدبر للهجمات، التي راح ضحيتها 129 شخص وجرح فيها المئات. ويعتبر أباعود أحد أبرز وجوه تنظيم ”الدولة الإسلامية” في أوروبا، وهو متورط في العديد من العمليات الإرهابية على الصعيد الدولي. وظهر أباعود في تسجيل فيديو يخاطب فيه الكاميرا بينما يقود سيارة تسحب جثثا مشوهة نحو حفرة. وحكم القضاء البلجيكي غيابيا عليه بالسجن لمدة عشرين عاما في جويلية ضمن محاكمة شبكات تجنيد جهاديين في بلجيكا إلى سوريا. وورد اسم أباعود في الصحف البلجيكية منذ العام 2014 بعد أن أقدم على خطف شقيقه يونس وأخذه إلى سوريا عندما كان لا يزال في الثالثة عشرة من عمره. وتقدم والد أباعود عندما انقطعت عنه أخبار نجليه بدعوى مدنية ضد ابنه البكر، لكن الشرطة لم تصدقه. وذكرت الشرطة الفرنسية أن أباعود أشرف على التمويل والتخطيط لهجوم باريس، كما أنه العقل المدبر للخلية الإرهابية التي ضبطت في 16 يناير الماضي ببلجيكا، قبل انتقالها إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، وهو متطرف من أشهر جلادي التنظيم الإرهابي، ذهب إلى سوريا وأصدر أمراً بشن العملية من اليونان أو من تركيا.