بعد نصف شهر من انطلاق الحركة الاحتجاجية للأساتذة المتعاقدين، 8 أيام سيرا على الأقدام من بجاية إلى بودواو في "مسيرة الكرامة"، و7 أيام من "اعتصام الكرامة"، لا يزال الأساتذة المتعاقدون يتحلون بنفس العزيمة والإصرار، والأمل في تلبية مطلبهم القاضي بالإدماج المباشر وغير المشروط، بالرغم من الظروف غير الإنسانية التي يعيشها هؤلاء على أرصفة شوارع بودواو. "بلغوا الوزيرة أننا صامدون ومصرون على مطلبنا الذي لا رجعة فيه، وبلغوا عنا تشكراتنا لسكان بودواو المتضامنين معنا"، بهذه العبارات استقبلنا الأساتذة المتعاقدون المعتصمون في ميدان "الإدماج" ببودواو. وبالرغم من الظروف غير الإنسانية التي يعيشها الأساتذة على أرصفة حي 950 مسكن في يومه السابع على التوالي، فإن "الخبر" لمست وهي تتحدث إلى المعتصمين نفس العزيمة والإصرار اللذين يتحلى بهما المعتصمون إلى غاية تلبية مطلبهم القاضي بالإدماج المباشر وغير المشروط في مناصبهم. كما تحول ميدان الإدماج إلى قبلة لطلبة الجامعات وتلاميذ الثانويات وأساتذة مرسمين وشخصيات سياسية ونشطاء وحقوقيين ونقابيين ومواطنين، كلهم تعاطفوا مع قضيتهم، وهو ما زاد الأساتذة قوة وإصرارا على مواصلة الاحتجاج. كما صنع، أمس الناشط السياسي رشيد نكاز الحدث في الميدان، من خلال إعلانه مساندته المطلقة للأساتذة المتعاقدين في مسعاهم، كما جلب معه عددا من الخيم التي منعت عناصر الأمن وصولها إلى الأساتذة، في وقت استقبل بحفاوة كبيرة على غرار عدد كبير من الشخصيات التي زارت الميدان وأبدت تعاطفها مع مطلب الأساتذة المتعاقدين. من جهة ثانية، انتقد وبشدة الأساتذة المعتصمون في ميدان الإدماج تصرف الوفد الوزاري الذي قدم إلى بودواو، مساء أمس الأول، والذي رفض الحديث مع الأساتذة المتعاقدين في ميدان الاعتصام، مشترطا عليهم الحضور إلى الثانوية لتجديد إعلامهم بقرار الوزارة القديم والمرفوض من طرف الأساتذة المتعاقدين. وطلب المعتصمون من الوفد الوزاري في المرة القادمة أن يترفع قليلا، معربين عن استحسانهم لقرار نقابة الكنابست القاضي بالدخول في إضراب وطني يوم الأربعاء متبوع باعتصامات أمام مديريات التربية بكل الولايات. ودعا هؤلاء بالمناسبة كل النقابات إلى الانخراط فيما رسمته نقابة الكنابست التي أعلنت مساندتها للأساتذة المحتجين في مسعاهم القاضي بالإدماج غير المشروط والمباشر.