مباشرة بعد إعلان الحكم الغامبي عن نهاية المواجهة والتأكد من تأهل الموب إلى النهائي، خرج الكثير من البجاويين للاحتفال بالإنجاز الأول من نوعه للفريق الذي تأسس عام 1954، فشكلوا مواكب ضخمة بسياراتهم التي جابت أهم الشوارع مطلقة العنان لمنبهات. كما وقف العديد من عشاق اللونين الأخضر والأسود على الأرصفة، تعبيرا عن فرحتهم بأهازيج أعادت إلى الأذهان أجواء السعادة بالتتويج بكأس الجزائر صائفة 2015. معظم الأحياء الشعبية ومنها إحدادن وصغير وسيدي أحمد وغيرها قضت تقريبا ليلة صاخبة ابيضت سماؤها بالمفرقعات وتزينت بالألعاب النارية التي صنعت مشهدا رائعا، تسابق المشاركون على تخليده بالصور ليبقى للذكرى والتاريخ. واعترف مسيرو الفرق التي قدمت إلى بجاية في إطار المنافسة الإفريقية، سواء رابطة الأبطال أو كأس الكاف، بالدور الفعال لأنصار الفريق البجاوي، فالمصريون والتوانسة ومؤخرا المغربيون أكدوا كلهم اندهاشهم وانبهارهم بالدعم غير المنقطع للأنصار طيلة فترات المباريات. فبالإضافة إلى تزيين الملعب بمختلف الرايات ورفع اللافتات فهم يرفعون معنويات اللاعبين خاصة أثناء الأوقات الصعبة، وهو ما رجح الكفة في قلب الموازين مرات عديدة، كما أشاد به المدرب ناصر سنجاق نفسه، الذي أشار إلى أن الجمهور له نصيب مما وصل إليه أشباله. صيت البجاويين تعدى الحدود، فرافقوا التشكيلة في تنقلاتها، متحدين طول المسافات وارتفاع المصاريف، لاشيء يعلو على حبهم للألوان، وهي العادة المكتسبة منذ تواجد الموب في القسم الجهوي ووفقوا في فرض تصنيفهم وطنيا وإقليميا. وانشغلت عاصمة الحماديين، نهار أمس، بالحدث الرياضي الذي صنعته الموب، فلا حديث إلا بما عاد به الفريق من العاصمة المغربية الرباط. الكل معجب بالنتيجة المحققة والموصوفة بالتاريخية، كما أشاد الجميع بمردود اللاعبين فوق الميدان، ويمكن تلخيص المواقف في العبارات التالية: اللاعبون كانوا رجالا وشرفونا وضحوا إلى آخر دقيقة، فليس من السهل إقصاء الممثل المغربي صاحب السمعة الكبيرة وقهره بملعبه وأمام جمهوره، وهذا دليل على الإرادة والشجاعة ويثبت قوة الموب خارج قواعدها.