شهدت عدة مدن إسبانية امس الاربعاء مظاهرات عارمة تندد بالعدوان العسكري المغربي في منطقة الكركرات بالصحراء الغربية وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وفي هذا الاطار, ندد المتظاهرون أمام القنصلية المغربية في مدينة برشلونة باقليم كاتالونيا "بخروقات الإحتلال المغربي، و انتهاكاته المتواصلة للمواثيق الدولية" , مطالبين المغرب بالامتثال للشرعية الدولية و"الخروج الفوري من الأراضي الصحراوية المحتلة". كما ندد المتظاهرون بمدينة الباثيتي بمنطقة كاستيا لامانتشا, بالخرق المغربي "السافر" لوقف إطلاق النار, معبرين عن "دعمهم و مساندتهم للجيش الصحراوي في كفاحه المسلح ضد الاحتلال المغربي", ومحملين المجتمع الدولي مسؤولية التباطؤ في فرض تسوية سلمية للقضية الصحراوية وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية. وعبر المتظاهرون من أبناء الجالية الصحراوية في إسبانيا عن تصميمهم على انتزاع حقهم في تنظيم استفتاء حر و عادل و نزيه لتقرير مصيرهم و تصفية الاستعمار وفق القرارات الأممية, مؤكدين "أن ما ضاع حق ووراءه مطالب". وفي مدينة تولوسا بإقليم الباسك, طالبا المتظاهرون المجتمع الدولي "بضرورة تحمل مسؤولياته في الصحراء الغربية, و الوفاء بالتزاماته و تطبيق اللوائح الدولية وردع الاحتلال المغربي" . وشارك في هذه المظاهرات الكثير من المتضامنين الإسبان مع كفاح الشعب الصحراوي والمؤيدين لحقه المشروع في إقامة دولة مستقلة على كامل الأراضي الصحراوية المحتلة. وعبرت احدى المتظاهرين السيدة آنا ترابيرو في تصريح لوسائل الاعلام عن تضامنها "المطلق واللامشروط مع الشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل حريته", داعية إلى "المزيد من الصمود و الكفاح حتى تحقيق النصر و الإستقلال". من جهته, أكد المتضامن الإسباني، السيد غريغوريو أن الشعب الصحراوي يقود اليوم "حرباً مشروعة دفاعاً عن النفس و عن أرضه المسلوبة منهُ منذ عقود"، لافتا إلى أن العدوان المغربي على مدنيين صحراويين عزل في منطقة الكركرات خرق "سافر" لاتفاق وقف إطلاق النار . وذكرت السيدة مآرتآ سيرانو أنه "من حق الشعب الصحراوي الدفاع عن نفسه و عن وطنه", فيما قالت السيدة اليانوس بأن ما تشهده المدن الإسبانية من مظاهرات مساندة لكفاح الشعب الصحراوي هو "خير دليل على وقوف أحرار العالم مع هذا الكفاح المشروع". - حقوقيون يؤكدون أن العدوان العسكري المغربي على الكركرات خرق لوقف إطلاق النار - واجمع حقوقيون صحراويون و إسبان شاركوا في هذه المظاهرات التضامنية على أن "الاعتداء المغربي على المعتصمين الصحراويين في الثغرة غير الشرعية بالكركرات خرق لاتفاق وقف إطلاق النار وانتهاك لكل المواثيق الدولية". و في هذا الاطار, أكدت المحامية الإسبانية, ديونيسيا غوميز , في تصريح صحفي "أن من حق الشعب الصحراوي الدفاع عن نفسه ضد العدوان المغربي السافر, و خرقه المتواصل لوقف إطلاق النار, الذي كان آخره يوم 13 من نوفمبر من الشهر الجاري". وطالبت السيدة ديونيسيا حكومة بلادها ب "تحمل مسؤولياتها التاريخية و القانونية في الصحراء الغربية", مشيرة إلى أن "كفاح الشعب الصحراوي كفاح مشروع ولا لبس فيه و أن ما يتعرض له الشعب الصحراوي طيلة أكثر من أربعة عقود لشيء مؤسف". ووجهت المحامية الإسبانية رسالة للشعب الصحراوي طالبته فيها ب"الصمود ضد العدوان المغربي, وأن يتذكر أن كل أحرار العالم معه". و في نفس السياق, طالبت المحامية الصحراوية, الدعجة محمد سالم , من جهتها في تصريح صحفي "أحرار العالم بالوقوف مع الشعب الصحراوي الذي يتعرض للظلم و الإحتلال منذ أكثر من خمسة و أربعين عاما,، ولازال يتعرض لهُ حتى يومنا هذا من خلال الحصار القمعي و البوليسي للمدن المحتلة من الصحراء الغربية و انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان". و أكدت السيدة الدعجة أن " كل القوانين الدولية تؤكد على مشروعية كفاح الشعب الصحراوي وعلى دفاعه عن نفسه, و بأن القاصي و الداني يعرف ذلك و يعرف بأن الإحتلال المغربي تماطل كثيراً". وأضافت المحامية الصحراوية أن "العودة للكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير الوطن المغتصب و عودة الصحراويين إلى وطنهم حر مستقل". وكانت عدة مدن اسبانية قد شهدت خلال الأسبوع الجاري مظاهرات عارمة ضد الخرق المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركرات بعد الاعتداء العسكري على المدنيين الصحراويين العزل المعتصمين بالثغرة غير القانونية بمنطقة الكركرات.