وجه العميد كارتر هام القائد الأعلى للقوات الأمريكية لإفريقيا (افريكوم) أمس،صفعة قوية للمجلس الانتقالي الليبي و السلطات المغربية على حد سواء، بإعلانه تكذيبا لإرسال الجزائر لمرتزقة إلى ليبيا كما روج له الطرفان لمدة أسابيع خلت. و قال كارتر هام في ندوة صحفية نشطها بمقر سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر اليوم "لم أر أي شيء رسمي او أي تقرير يتحدث عن إرسال الجزائر لمرتزقة إلى ليبيا". وشدد المسؤول الأمريكي في هذا الصدد أن "العكس هو الصحيح إذ أن العام و الخاص يعرف أن الجزائر كانت دائما تدعم الأمن الجهوي و مكافحة الإرهاب من أجل منع وجود مرتزقة أو حركة أشخاص أو أسلحة بالمنطقة". و أضاف مسؤول الأفريكوم أنه مع ذلك توجد "حركة حرة" لمرتزقة "نحو و انطلاقا من ليبيا". و لمواجهة هذا النوع من الحركات ابرز هام أهمية مقاربة إقليمية بين الدول المعنية تهدف إلى تعزيز مراقبة الحدود و مكافحة أكثر فعالية ضد التهديدات. و بخصوص السلاح أكد مسؤول الافريكوم أن انشغال الشركاء بالمنطقة بشأن "الانتشار" الأسلحة القادمة من ليبيا و التي قد تصل إلى بلدان أخرى و تقع بين أيدي تنظيم القاعدة هو كذلك انشغال الولاياتالمتحدة. موضحا أن "جهود و تعاون الجميع ضروري لمواجهة هذا الانتشار" فيما شدد أنه سجل اللقاءات التي انعقدت بين الجزائر و مالي و موريتانيا و النيجر لمناقشة هذه المسألة. وكان الوزير الأول أحمد أويحي،اتهم مسؤولين مغاربة بالتأمر على الجزائر من خلال "لوبي" شكلوه في واشنطن محاولة لتوريطها في المستنقع الليبي، وذلك خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس الأول في ختام أشغال لقاء الثلاثية. و أضاف هام أن الولاياتالمتحدة تعمل حاليا مع هذه البلدان من اجل إيجاد المساعدات التي قد تفيدها. وقد يتعلق الأمر كما قال "بتبادل المعلومات و المساعدة التقنية من أجل تعزيز الأمن على مستوى الحدود على وجه الخصوص". مؤكدا "كما نبحث السبل الكفيلة بمساعدة و دعم جهود الدول المعنية بإيجاد حل بطريقة إقليمية للانشغالات الأمنية المطروحة بالمنطقة". كما أكد العميد كارتر هام أهمية الاعتراف اليوم بأن مكافحة الإرهاب "لم تعد اليوم تقتصر على الجانب العسكري". و اعتبر في هذا الصدد أن الجيش يلعب دورا هاما في هذه المكافحة لكن هذا الدور لا يجب أن يكون "سوى دعما لجهود أخرى يجب أن تبذل على مستوى الدول".