نفى الجنرال كارتر هام القائد الأعلى للقوات الأمريكية لافريقيا (افريكوم) أمس الأربعاء بالعاصمة أن تكون الجزائر قد أرسلت مرتزقة الى ليبيا. وقال السيد هام في ندوة صحفية نشطها بمقر سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر ''لم ار أي شيء رسمي أو أي تقرير يتحدث عن إرسال الجزائر لمرتزقة الى ليبيا''. وأوضح في هذا الصدد أن ''العكس هو الصحيح اذ أن العام والخاص يعرف ان الجزائر كانت دائما تدعم الأمن الجهوي ومكافحة الإرهاب من أجل منع وجود مرتزقة أو حركة أشخاص أو اسلحة بالمنطقة''. وأضاف مسؤول الأفريكوم أنه مع ذلك توجد ''حركة حرة'' لمرتزقة ''نحو وانطلاقا من ليبيا''. ولمواجهة هذا النوع من الحركات ابرز السيد هام أهمية مقاربة اقليمية بين الدول المعنية تهدف إلى تعزيز مراقبة الحدود ومكافحة أكثر فعالية ضد التهديدات. وبخصوص السلاح أكد مسؤول الافريكوم أن انشغال الشركاء بالمنطقة بشأن انتشار الأسلحة القادمة من ليبيا والتي قد تصل إلى بلدان أخرى وتقع بين أيدي تنظيم القاعدة هو كذلك انشغال الولاياتالمتحدة. وقال في هذا الصدد أن ''جهود وتعاون الجميع ضروري لمواجهة هذا الانتشار'' مؤكدا أنه سجل اللقاءات التي انعقدت بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر لمناقشة هذه المسألة. وأضاف السيد هام أن الولاياتالمتحدة تعمل حاليا مع هذه البلدان من اجل ايجاد المساعدات التي قد تفيدها. وقد يتعلق الأمر كما قال ''بتبادل المعلومات والمساعدة التقنية من أجل تعزيز الأمن على مستوى الحدود على وجه الخصوص''. واستطرد قائلا ''كما نبحث السبل الكفيلة بمساعدة ودعم جهود الدول المعنية بإيجاد حل بطريقة اقليمية للانشغالات الأمنية المطروحة بالمنطقة''. كما أكد العميد كارتر هام أهمية الاعتراف اليوم بأن مكافحة الإرهاب ''لم تعد اليوم تقتصر على الجانب العسكري''. واعتبر في هذا الصدد أن الجيش يلعب دورا هاما في هذه المكافحة لكن هذا الدور لا يجب ان يكون ''سوى دعم لجهود أخرى يجب أن تبذل على مستوى الدول''. ويذكر أن الجنرال كارتر هام قد استقبل أول أمس الثلاثاء بالجزائر من طرف الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية السيد عبد القادر مساهل، حسبما افاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية. واضاف المصدر ذاته ان المسؤولين قد استعرضا خلال هذا اللقاء الوضع السائد في منطقة الساحل، فضلا عن تطورات الازمة الليبية. كما تبادلا وجهات النظر حول هندسة السلم الافريقي ودورها في وقاية وتسيير وتسوية النزاعات في القارة. وقد استغل السيد مساهل هذا اللقاء ليستعرض للمسؤول الامريكي النتائج التي توصل اليها اجتماع باماكو في 20 ماي الاخير والذي ضم كلا من الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا لاسيما الجانب المتعلق بالتعاون مع الشركاء من اجل تعزيز قدرات مكافحة الارهاب من قبل بلدان المنطقة. كما اوضح الوزير المنتدب التصور الافريقي من اجل تسوية الازمة الليبية من خلال خارطة الطريق الافريقية ''تعبير عن اجماع بلدان القارة والتي تغلب -كما قال- منطق السلم على منطق الحرب وتحافظ على سيادة الشعب الليبي بما فيها حقه في الاختيار الحر لمؤسساته''. وخلص نص البيان الى أن السيد مساهل قد تناول مع القائد الاعلى للقوات الامريكية لافريقيا الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من اجل تعميق المسار الديمقراطي في الجزائر وتعزيز المؤسسات بغية السماح لها بالاستجابة لتطلعات الشعب الجزائري في التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي''. كما استقبل القائد الأعلى للقوات الأمريكية من طرف الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني السيد عبد المالك قنايزية بمقر وزارة الدفاع الوطني، حسبما ذكره بيان للوزارة. وانصبت المباحثات بين الطرفين على المسائل ذات الاهتمام المشترك.