انطلقت صباح هذا الأحد بتونس انتخابات المجلس التأسيسي والتي تمثل حدثا حاسما لدى التونسيين لإرجاع الشرعية لمؤسسات الدولة و صياغة دستور جديد. وقد افتتحت مكاتب الاقتراع أمام الناخبين على الساعة السابعة صباحا عبر مختلف المكاتب بالدوائرالإنتخابية في أول انتخابات تشهدها تونس بعد ثورة 14 جانفي 2011 ، وتتواصل عملية الاقتراع إلى غاية الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي. في هذا الصدد فقد عبر الكثير من المواطنين في مراكز الاقتراع عن المساهمة في المسار الديمقراطي لتونس، إذ ترشح 11 ألف عضو موزعين على 33 دائرة داخل تونس و في الدوائر المختلفة عبر العالم. وتتميز انتخابات المجلس التأسيسي في الارتفاع الكبير في عدد الأحزاب السياسية بالإضافة إلى المستقلين الذين يمثلون 40 بالمائة من قائمة المترشحين. وحسب الملاحظين فأن التنافس يبقى على أشده بين عدد من الأحزاب التي استطاعت أن تجد لها قاعدة شعبية ، و أمام تعدد البرامج و تنوعها تبرز الأحزاب الأكثر حظا للظفر بمقاعد عضوية المجلس و منها حزب النهضة ، الحزب الديمقراطي التقدمي ، التكتل الديمقراطي من أجل الحريات بالإضافة إلى القطب الحدثي . و حسب بعض الأصداء التي رصدتها مبعوثة القناة الأولى إلى تونس فإن التوجه إلى مكاتب الاقتراع يأتي من أجل إنجاح الثورة التونسية ، كما أن انتخابات المجلس التأسيسي بتونس إشارة إلى السيادة الوطنية و ترسيخ للديمقراطية : وقد دعي أكثر من سبعة ملايين ناخب تونسي لاختيار 217 عضوا في مجلس وطني تأسيسي. وتتمثل مهمته في وضع دستور جديد ل"الجمهورية الثانية" في تاريخ تونس يحل محل دستور 1959 وأيضا تولي التشريع وتقرير السلطات التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية الثانية التي تلي الانتخابات، لحين تنظيم انتخابات جديدة في ضوء الدستور الجديد. للتذكير سجلت مشاركة الجالية التونسية بالخارج في انتخابات المجلس التأسيسي التونسي خلال اليومين الماضيين ارتفاعا ملحوظا في مختلف الدول العربية والأجنبية بلغ نسبة 30% حسب التلفزة التونسية أمس السبت عن رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة كمال جندوبي. و في هذا الشأن اعتبر الجندوبي أن التوصل إلى تحقيق نسبة مشاركة تقدر ب83 % من تعداد الجالية التونسية المقيمة في أوروبا والبالغ 1ر1 مليون تونسي (ما يعادل 10%من العدد الإجمالي للسكان في تونس) سيكون "أمرا إيجابيا".