* السابق * 1 of 3 * التالي تشير تقارير المنظمة العالمية للسياحة إلى أن الجزائر تصنف في المرتبة 137 من مجموع 172 دولة من حيث مساهمة السياحة. أثار جميلة الرومانية، تعتبر من الآثار الرومانية المحمية من طرف اليونسكو، غير أن وضعية هذه الآثار عامة تنبئ بما هو كارثة، لان الذاكرة الوطنية تتعرض للتهريب و السرقة مثلما حدث في متاحف سكيكدة العام 1996. لم يكن للآثار أي عائد مادي، لذا لم يهتم به احد، ولا يوجد لها أي اثر في ميزانية الدولة، كما أن القائمين في مختلف الولايات لم يكونوا على دراية بأهمية الآثار، و جاهل الشيء يعاديه، كما يقولون و قد ساهمت كثير من الإدارات المحلية في تخريب الكثير من الآثار أما عن جهل او عن إهمال، و لأسباب عديدة أخرى أهمها عدم وجود برنامج اجتماعي وطني هادف يجعل عقلية المواطن الجزائري ترضخ إلى حب هذه الآثار حبا حقيقيا، تفكر عبره ما الذي تمثله لتاريخنا. الآثار التي تدخل ضمن التراث الوطني العريق، قيل بشأنها الكثير منذ سنة 1980، تاريخ سن أول قانون لحماية التراث الثقافي للجزائر و قد جاء القانون متأخرا و ناقصا و غير كاف، ولكنه مقدمة - كما قال واضعوه - لاستراتيجيات و برامج تهدف إلى تشجيع و ترقية المعالم السياحية. و لان الجزائر بثرائها و غناها التاريخي و التراثي الكبير تعد واحدة من أشهر المناطق الأثرية في العالم، كان لابد من إعادة النظر في مسالة التراث المادي الذي بالكاد نلمس بقاياه. و عليه نلتمس من مديرية الآثار بوزارة الثقافة، يد العون لإبقاء تاريخ الجزائر المتعدد الحقب، منيرا تنهل من أحجاره الكريمة، و مماليكه الضائعة كل الأجيال التي سمعت عن حضارة الرومان، ولكن الواقع غير لها صورة الحكاية. الآن نحن على استعداد اكبر لمواجهة كل هذه المشاكل، بخطة عمل ناجعة تجعل من جميلة و غيرها من المواقع المصنفة ضمن الحماية بهيئة المدائن، و تاريخ عريق لكل الأساطير التي كان مسرحها ارض الجزائر العريقة. الآن نحن بحاجة قبل أي وقت مض إلى إعادة رسم إستراتيجية قانونية تعيد للآثار المادي بالمادة و السياحة لان هذه المعالم تعيش وضعا اقل ما يقال عنه سيء ... بالنظر إلى إهمال السلطات المحلية و لامبالاة الجمهور الذي يفتقر إلى ثقافة التراث و بالتالي تشتكي معالم كركلا بسطيف من سوء النظافة و دخول كل من هب و دب إلى آثار يحسدنا العالم عليه و لسنا بحاجة إلى تذكيركم لحظة دخول الفنانين المتضامنين مع لبنان في العام الماضي في مهرجان بعلبك الدولي... لقد اندهشوا على مرتين... المرة الأولى أنهم لاحظوا "أين جميلة التي بناها الملك الروماني سيبتم سيفر؟" على الهضاب العليا بين الأطلس التلي و الأوراس، بها آلهة جوبيتر الأصلية، وهي بذلك تشهد على تعاقب الحضارات و تمازج التواريخ الإنسانية.... ولقد استغرب العرب من وضعية وحرية المعلم و تركه في مهب الريح... نرجو تدارك مثل هذه الوضعيات الحرجة لبلادنا، وإعادة النظر في واقع آثارنا... تيمقاد مثلما قال عنه المختصون انه ينهار عاما بعد أخر وأرضيته زلقة... و كوارث أخرى...