يبدو أن مبادرة حركة مجتمع السلم الجديدة و المسماة التوافق الوطني تسير بخطى ثابتة نحو مستنقع الفشل شأنها شأن سابقاتها العشر منذ مطلع التسعينات و كذلك المبادرات الأخيرة لمعسكر المعارضة و منها الإجماع الوطني للافافاس و التي اعترف مقري أمس الأول أنها نسخة طبق الأصل من التوافق الوطني . فبعدما قدم الأفلان تحفظات عديدة بشأن مبادرة حمس و أعلن رفضه لمصطلحات من قبيل الانتقال الديمقراطي ، يرتقب بحسب مراقبين أن يكون لقاء مقري بأويحيى يوم الأحد المقبل بمثابة الضربة القاضية لطموحات حركة الراحل محفوظ نحناح خصوصا و أن الرئيس بوتفليقة و الجيش يعتبران خطا أحمر بالنسبة لكل التشكيلات السياسية المحسوبة على تيار الموالاة. و قدم حزب جبهة التحرير الوطني كما هو معلوم تحفظات حول مبادرة التوافق الوطني التي طرحتها حركة مجتمع السلم على الطبقة السياسية تحسبا للرئاسيات المقبلة، حيث حرص زعيم الافلان جمال ولد عباس على التأكيد بأن مصطلحات مثل الانتقال الديمقراطي وغيرها قد تم رفضها خلال الاجتماع، بينما تم الاتفاق على بعض النقاط المتعلقة بالإقتصاد الوطني. و قال مراقبون إن رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري قد حاول تحضير الطبقة السياسية لسيناريوهات فشل مبادرة التوافق الوطني التي عرضها على الافلان ،اين اعتبر بأن 10 مبادرات سابقة للحزب منذ التسعينات قد فشلت، و هنالك إمكانية لفشل المبادرة الجديدة، و هو ما يعني بحسبهم أن مقري التمس رفضا كبيرا من طرف قيادة الافلان لمبادرته ،و هذا رغم تبادل الابتسامات و الإطراءات من قبل وفدي الحزبين . و من منطلق ان الرئيس بوتفليقة و الجيش يعتبران خطا احمر بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني و كل التشكيلات السياسية المحسوبة على تيار الموالاة،يرتقب أن يسير الأمين العام للارندي احمد اويحيى حذو حليفه جمال ولد عباس،خصوصا و أن الأول قد أبدى انزعاجه مؤخرا من محاولات التشكيك في وقوفه إلى جانب الرئيس بوتفليقة منذ سنة 1999، و لذلك يرتقب أن يشكل لقاءه مع مقري فرصة لتجديد ولاءه لبوتفليقة الذي سبق و أن ناشده للترشح لعهدة رئاسية جديدة قبل أسابيع . و أكثر من ذلك يتوقع خبراء في الشأن السياسي أن يبدي الأمين العام للارندي تحفظات حول الشق الاقتصادي لمبادرة حمس،خصوصا و أنه يرأس الحكومة التي يحملها الحمسيون مسؤولية ما يصفونها بالازمة التي تضرب البلاد و تتربص بمستقبل الجزائريين . و أعلن التجمع الوطني الديمقراطي أن أمينه العام احمد اويحيى سيلتقي مع رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، الأحد المقبل، بعد أن وجه مقري دعوة لأويحيى لعرض مبادرة التوافق الوطني، التي سبق وان عرضها على أحزاب سياسية هي طلائع الحريات والجبهة الشعبية الجزائرية، وجبهة القوى الاشتركية، و أخيرا جبهة التحرير الوطني.