ينعقد الاجتماع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر المقبل بالجزائر العاصمة،حيث يرتقب أن يشكل فرصة ذهبية للدول المتضررة من تراجع أسعار الذهب الأسود لمحاولة فرض الإلتزام مجددا داخل هذه المنظمة التي تواجه بحسب وزير النفط الايراني خطرا كبيرا بفعل انتهاك بعض الدول للمستويات المتفق عليها مؤخرا للانتاج الأمر الذي يجعل فاعليتها تتآكل تدريجيا . و تراجعت أسعار النفط، أمس بعدما أظهر تقرير أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بلغ مستوى مرتفعا لعام 2018 في جويلية،و دفع هذا الأمر بعض الفاعلين لدق ناقوس الخطر بخصوص مستقبل اتفاق خفض الانتاج، و منظمة اوبك ككل، على اعتبار أن عدم التزام بعض الدول بمستويات الانتاج المستهدفة يؤثر بشكل كبير على فاعليتها . وكتب وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه مؤخرا في خطاب أرسله إلى نظيره الإماراتي سهيل المزروعي، الذي يتولى رئاسة أوبك في عام 2018، قائلا "مستويات إنتاج بعض الدول الأعضاء في جوان 2018 فاقت كثيرا المستويات المتفق على تخصيصها لهم". وأضاف في الخطاب الذي نقلت عنه شانا "هذا خرق لتعهداتهم... نحن قلقون من أن هذا الانتهاك قد يستمر خلال أشهر التنفيذ المتبقية... ويتحول إلى ممارسة معتادة". وقال زنكنة "إذا لم تلتزم الدول الأعضاء في أوبك بتعهداتها التزاما كاملا، فإن فاعلية هذه المنظمة بصفتها المنظمة الوحيدة الناجحة للدول النامية التي تتمتع بتاريخ يمتد لقرابة 60 عاما ستتآكل تدريجيا". و أمام هذه المستجدات المقلقة ،يتطلع المنتجون من داخل و خارج أوبك بشغف كبير لما سيسفر عنه اجتماع الجزائر نهاية سبتمبر المقبل،من قرارات و توجهات، تكفل الحفاظ على استقرار سوق النفط، و ايضا بحث أرضية للاتفاق مجددا على تمديد خطة خفض الإنتاج و التي نجحت لحد بعيد في انتشال الاسواق من أزمة الاسعار . و في هذا السياق أوضح وزير الطاقة مصطفى قيتوني، في ندوة صحفية عقب عرض حصيلة قطاع الطاقة لعام 2017 بأن اجتماع الجزائر سيتيح لدول أوبك التشاور والعمل معا للحفاظ على استقرار سوق النفط"، معتبرا أن "أسعار النفط متقلبة للغاية بسبب وجود عوامل خارجية تؤثر على السوق"، مشيرا إلى أنها ستستقر تلقائيا بمجرد تحقيق التوازن بين العرض والطلب. وهبطت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم سبتمبر سبعة سنتات إلى 74.90 دولار للبرميل عند الساعة 01:09 بتوقيت غرينتش بعد ارتفاعها 68 سنتا، أو 0.9 بالمائة الإثنين. أما عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط فنزلت هي الأخرى ستة سنتات إلى 70.08 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها أكثر من اثنين المائة في الجلسة السابقة. وأظهر مسح لوكالة "رويترز" للأنباء أن أوبك زادت إنتاجها في جويلية بمقدار 70 ألف برميل يوميا إلى 32.64 مليون برميل يوميا، وهو مستوى مرتفع لعام 2018. ومن شأن زيادات أخرى في الإمدادات أن تعوض توقف الإنتاج في بعض المناطق وتمتص أثر الضغوط السعرية. وتوصلت الدول الأعضاء، خلال اجتماع أوبك في قبل شهرين، إلى توافق حول زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا، بدءا من جويلية، إضافة إلى الحفاظ على اتفاق خفض الإنتاج حتى ديسمبر 2018. واتفقت دول أوبك وعدة دول من خارجها، في أواخر عام 2016 في فيينا، على تخفيض حجم استخراجها للنفط بنحو 1.8 مليون برميل يومياً،عقب توصيات اجتماع الجزائر الذي وصف بالتاريخي آنذاك، بينما وافقت روسيا على تخفيض هذا الحجم بمعدل 300 ألف برميل يومياً. وتم بعد ذلك تمديد مدة سريان هذا الاتفاق عدة مرات. وفي نوفمبر عام 2017 الماضي، تم تمديد الاتفاق ليشمل عام 2018 كاملاً.