استقرت أسعار النفط أمس قرب أعلى مستوى في خمسة أشهر باتجاه تحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أواخر جويلية الماضي بعد توقعات زيادة الطلب العالمي في مساع لتحقيق اجتماع الجزائر حول تخفيض الإنتاج وحماية الأسعار من الانهيار. أكدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هذا الأسبوع أنها تتوقع طلبا أعلى على نفطها في 2018 ولمحت إلى بوادر تحسن السوق العالمية، مشيرة إلى أن اتفاق خفض الإنتاج الذي أبرمته مع منتجين خارجها يساهم في تقليص تخمة المعروض في تداولات السوق النفطية. من جهتها أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرا أكدت فيه أن التخمة في إمدادات النفط تتقلص بفضل قوة الطلب الأوروبي والأمريكي وانخفاض الإمدادات من دول أوبك والمنتجين المستقلين. وواصل امس النفط صعوده إذ ارتفع خام القياس العالمي ب 15 سنتا في التسوية إلى 55.62 دولارا للبرميل في حين صعد خام القياس العالمي للأسبوع الثالث على التوالي بزيادة نسبتها 3.3 بالمئة هي الأعلى منذ نهاية شهر جويلية الماضي. وحسب خبراء اقتصاديين فإن أسعار النفط ستعرف استقرارا بين 50 و60 دولارا للبرميل في الوقت الذي تنخفض فيه تخمة المخزونات العالمية بعد الاتفاق بين أوبك ومنتجين آخرين على تقليص الإنتاج. في حين خفض بنك "اتش.اس.بي.سي" توقعاته لمتوسط سعر خام القياس العالمي للنفط في 2017 إلى 54.4 دولارا للبرميل من 55 دولارا، كما انخفضت تقديراته لسعر الخام في الربع الثالث من العام الحالي إلى 52 دولارا للبرميل من 54 دولارا. غير أن البنك أبقى توقعاته لمتوسط أسعار النفط في عامي 2018 و2019 عند 65 و70 دولارا للبرميل على الترتيب. وسجل سعر النفط زيادة قدرها خمسة سنتات ليصل إلى 55.52 دولارا للبرميل. يجدر الذكر أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين خارج المنظمة منهم روسيا قرروا إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى مارس المقبل في مسعى لدعم الأسعار بتقليص تخمة النفط الخام في الأسواق العالمية. وأجرت السعودية أكبر مُصدر للخام في أوبك وبعض الدول محادثات في الأيام الماضية بشأن تمديد محتمل للاتفاق الى ما بعد مارس للمحافظة على الأسعار وتذبذب السوق.