رفض سعد الحريري، المكلف بتشكيل حكومة لبنانية جديدة، زيارة سوريا ولقاء الرئيس السوري بشّار الأسد، تحت أي ظرف من الظروف، حتى ولو كلّفه ذلك منصبه. ونفى الحريري أن تكون زيارة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، صهر رئيس الجمهورية، جبران باسيل، لرئيس البرلمان نبيه بري قد تمت بضغط سوري بعدما استشرى خلافهما نتيجة وصف الأول للثاني بالبلطجي قبل أشهر. وقال الحريري بعد اجتماع كتلة المستقبل الليلة الماضية: من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك فساعتها بتشوفولكم حدا تاني غيري . ورأى رئيس الحكومة المكلف، أن المشاكل التي تواجه التأليف هي مشاكل مفتعلة، من قبل كل من يضع إعاقات في درب تشكيل الحكومة. وفي دردشة مع الصحافيين بعد ترؤسه اجتماعا لكتلة المستقبل النيابية في بيت الوسط ، شدد الحريري على أنه حصل على 112 صوت من النواب لتسميته رئيسا للحكومة لكي يشكل حكومة وفاق وطني، وقال: أنا لست مع حكومة أكثرية، بل على العكس، الإجماع الذي حصلنا عليه والتسوية التي قمنا بها، هما فقط لكي يكون كل الفرقاء في الحكومة، ونتحمل جميعا مسؤولية الأمور في البلد. أما غير ذلك، فيكون تفريطا بأمر فعال مكننا من إنجاز انتخابات وقانون انتخاب ومؤتمرات مثل سيدر و روما ، ونكون قد فقدنا مصداقيتنا. أضف إلى أن المشاورات كلها حصلت على أساس التوجه لتشكيل حكومة وفاق وطني . ورفض الحريري القول بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو من يطالب بحكومة أكثرية، مؤكدا أن المعيار الوحيد لديه هو الشراكة الوطنية والوفاق الوطني، والأساس هو أن يستوعب كل منا الآخر. أما بشأن الجهات المعرقلة، فرأى أن الجهات التي يقف هو معها قد تكون من بين المعرقلين، لكن لديها مطالب محقة، في إشارة ضمنية منه إلى القوات اللبنانية التي تتحالف معه، مؤكدا أنه لا أحد يطالبه بحسم قراره، وقال: إذا كان هناك من يرغب في تحميلي المسؤولية فإن الشعب اللبناني يعرف من المسؤول عن العرقلة في الواقع . وأما عن سبب عدم لقائه الوزير جبران باسيل حتى الآن، فقال الحريري: لم تتح الفرصة بعد .