أكد سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أن "المشاكل التي تواجه تشكيل حكومة جديدة مفتعلة من تلك الأطراف التي لا تريد رؤية طاقم وزاري جديد في لبنان. وأكد الحريري في تصريح أدلى به بعد ترؤسه اجتماعا لكتلته البرلمانية، إصراره على تشكيل حكومة وفاق وطني وليس حكومة أكثرية. وقال إنه حصل على 112 صوتا من أصوات 128 نائبا يشكلون أعضاء البرلمان لتسميته رئيسا للحكومة لكي يشكل حكومة وفاق وطني. وأضاف "لست مع حكومة أكثرية والإجماع الذي حصلنا عليه والتسوية التي قمنا بها الهدف منها حضور كل الفرقاء في الحكومة وحتى يتحمّل الجميع مسؤولية تسيير الشأن العام في البلاد". واعتبر الحريري أن "تشكيل الحكومة وفق اختيارات أخرى يعد بمثابة تفريط بأمر فعّال مكننا من اجراء الانتخابات البرلمانية وعقد ندوات دولية لدعم الاقتصاد والجيش اللبناني ويجعلنا نفقد مصداقيتنا أمام الرأي العام الداخلي والعالمي". وعاد الحريري، ليشير إلى أن المشاورات التي أجراها مع مختلف الفرقاء السياسيين كانت على أساس التوجه لتشكيل حكومة وفاق وطني، في نفس الوقت الذي أكد فيه أن "المعيار الوحيد لديه في عملية تشكيل الحكومة الجديدة هو الشراكة الوطنية والوفاق الوطني فالأساس هو أن يستوعب كل منّا الآخر". وحتى وإن لم يسم الحريري الجهات التي اتهمها بالعرقلة إلا أنه لمح إلى أن الجهات التي يقف معها سياسيا "قد تكون من بين المعرقلين لكن لديها مطالب محقة". وأوضح أن أحدا لم يطالبه بحسم قراره وقال "إذا كان هناك من يرغب في تحميلي مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة فإن الشعب اللبناني يعرف من المسؤول عن العرقلة في الواقع". يذكر أن الرئيس اللبناني ميشال عون، سبق وأن كلف سعد الحريري، بتشكيل حكومة جديدة شهر ماي الماضي، بعد استشارات برلمانية ملزمة أجراها مع مختلف الأطراف السياسية الفاعلة، ودعا بعد تكليفه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها جميع الفرقاء إلا أن خلافات حادة بين مختلف الأحزاب حول توزيع الحقائب الوزارية حال دون التوصل إلى تشكيل هذه الحكومة إلى حد الآن.