- كوشمار الاختطاف يعود عشية عيد الأضحى عاد كابوس اختطاف الأطفال، ليتربص ببيوت العائلات الجزائرية عشية عيد الاضحى المبارك، حيث استفاق الجزائريون صباح أمس على خبر صادم بعد العثور على جثة الطفلة سلسبيل، (8 سنوات)، جثة هامدة في حي الصباح في وهران، بعدما تم اغتصابها ورميها من طابق علوي لإحدى العمارات. وفيما تستعد عائلة سلسبيل لمواراة فقيدتهم الى مثواها الأخير في وهران، لا تزال عائلة خنة في ولاية تيارت، تنتظر أي خبر عن ابنتهم اكرام ذات ال10 سنوات. والتي اختفت منذ عشرين يوما دون أي خبر يذكر. وتم في حدود الساعة الواحدة من صباح أمس بوهران، العثور على جثة الطفلة سلسبيل البالغة من العمر 9 سنوات بعد أن أعلن عن اختفائها صبيحة يوم السبت، حسبما علم لدى مصالح الحماية المدنية. وقد وجد أعوان مصالح الحماية المدنية جثة الطفلة بحي الشهداء التابع لبلدية بئر الجير بشرق مدينة وهران، داخل كيس بلاستيكي من الحجم الكبير قرب مستودع للسيارات وذلك بعد أن تنقلوا إلى عين المكان إثر تلقيهم لنداء، وفق ما أشار إليه نفس المصدر. وقد عثر على الجثة غير متعفنة وبها إصابات على مستوى الظهر والرجل اليمنى والرقبة، تضيف مصالح الحماية المدنية التي أشارت أنه تم نقلها إلى مصلحة الطب الشرعي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية (أول نوفمبر) بحي ايسطو. وقد تم فتح تحقيق في ملابسات هذه الحادثة التي تفاعلت معها مواقع التواصل الإجتماعي، لا سيما منذ الإعلان عن اختفاء الطفلة التي كانت قد أطلقت بشأنها عملية بحث واسعة. وحسب ما صرح به شقيق المغدورة، فإن الجاني قام باختطاف الفتاة واغتصابها، ليفكر بعد ذلك في التخلص منها برميها من طابق علوي لإحدى العمارات في حي الصباح. وكشف شقيق المتوفاة في تصريحات إعلامية، بأن مصالح الشرطة تمكنت من التعرف على الجاني وهو قاصر لا يتجاوز عمره ال16 عاما. يتم احتجازه حاليا في مركز الشرطة من أجل استكمال التحقيقات في ملابسات القضية ودوافعها. وكشف محمد زحاف، شقيق الطفلة سلسبيل زحاف، البالغة من العمر 8 سنوات، التي تم العثور عليها في حي الصباح بوهران مقتولة بعد أن تم اختطافها حيثيات الجريمة الشنعاء التي تعرضت لها شقيقته. وقال محمد زحاف إن أختي اختطفت واعتدي عليها يوم السبت، وعثر عليها في ذات اليوم الذي اختطفت فيه مقتولة ، مبرزا أن القاتل قبض عليه من قبل مصالح الأمن، التي تمكنت من الوصول إليه. وأكد المتحدث أنه لا توجد أي مشاكل تربط عائلة الضحية بالجاني حتى يقدم على فعلته. وعن تفاصيل عملية الاختطاف، قال محمد: شقيقتي اختفت بعد أن ذهبت لشراء السكر من محل قريب، يوم أمس في حدود الساعة العاشرة والنصف، بحثنا عنها ولم نجدها، والتحريات مكنتنا من الوصول إلى مكان الجريمة، حيث عثرنا عليها جثة هامدة . وعبر محمد زحاف عن حزنه الشديد، حيث أشار إلى أن عائلته تعيش حالة من الصدمة والحزن، على طريقة موت شقيقته. عائلة إكرام في انتظار أي جديد وفيما لاتزال عائلة سلسبيل واقاربها تحت صدمة الواقعة، تنتظر عائلة إكرام في ولاية تيارت أي خبر قد يقودهم إلى ابنتهم ذات العشر السنوات، والتي لم تسجل التحقيقات الأمنية في تيارت أي جديد بخصوص اختفاء الفتاة الذي يمرعليه 20 يوما. وحسب تصريح مبارك خنة، شقيق الفتاة المفقودة لموقع كل شيء عن الجزائر ، أمس، فإن عائلة إكرام تعيش الجحيم وسط تجاذبات الكثير من الإشاعات التي ترد إليها عبر الهاتف. مؤكدا تدهور حالة والدة إكرام التي تنتظر أي جديد يوصلها الى فلذة كبدها المختفية من امام بيتها في حي التفاح بتيارت. وتواصل الجهات الأمنية عمليات البحث والمراقبة للسيارات التي تخرج من المدينة، بحثا عن الطفلة التي اختفت في ظروف غامضة، كما ضاعف مواطنون وناشطون نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن الطفلة. أرقام صادمة وذكريات مروعة وأعادت حادثة اختفاء إكرام إلى أذهان الجزائريين ذكريات الخوف على أطفالهم، خاصة وأن عدة مناطق عديدة شهدت سابقاً عدداً من عمليات الخطف، كانت نهاية أغلبها مأساوية، حيث سجلت مصالح الأمن الوطني بين جانفي 2017 وجوان 2018، أكثر من 120 حالة خطف لأطفال. واستنكرت جمعيات حماية الطفولة، عودة عمليات الخطف المرعبة، وشدد رئيس شبكة ندى لحماية الطفولة، عبد الرحمن عرعار، في تعليق على الحادث الأخير، على ضرورة تفعيل استخدام آلية الإخطار السريع الذي يساهم في التضييق على الشبكات الإجرامية التي تستهدف الأطفال. وفي شهر جانفي الماضي، اختطف طفل في منطقة القليعة بولاية تيبازة، كما اختطف في ديسمبر 2017 طفل في مدينة بواسماعيل بالولاية نفسها، وعثر عليه لاحقا مقتولا قرب مجمع مائي في المنطقة، وكانت طفلة اختطفت من أمام منزل عائلتها في ولاية تيزي وزو قبل أن يعثر عليها مقتولة. ودفع تكرار حوادث خطف الأطفال التي شهدتها عدة مناطق العام الماضي، الجزائريين إلى تنظيم مسيرات سلمية لمطالبة السلطات بتفعيل عقوبة الإعدام على المتورطين في تلك الجرائم لردعهم عن ارتكابها، علما أن القضاء جمد هذه العقوبة منذ 1994.