بداية العد التنازلي لرئاسيات 2019 مع الدخول الاجتماعي شهدت الساعات والأيّام القليلة الماضية ارتفاعا كبيرا في حمّى الانتخابات الرئاسية، ليس من جانب الإقبال على الترشّح لموعد 2019، إنما من جانب التصريحات والدعوات، حيث تزايد عدد الدعوات التي يناشد أصحابها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الترشّح لعهدة خامسة، مقابل حرب تصريحات بين اقطاب المعارضة التي يبدو أن أطرافها قد شرعت في حرب تصريحات للظفر بلقب مرشح المعارضة . وبعدما سميت الاشهر القليلة الماضية بموسم المبادرات السياسية بالنظر لعددها الكبير بداية مع مبادرة الاجماع الوطني للافافاس مرورا بالجزائر للجميع التي طرحتها حركة البناء، وصولا إلى التوافق الوطني لحركة حمس، انتقلت الاحزاب السياسية على ما يبدو إلى مرحلة الحشد وعرض توجهاتها الخاصة بالرئاسيات المقبلة. وإن كانت الاحزاب المحسوبة على الموالاة قد حسمت موقفها بخصوص الرئاسيات المقبلة بشكل نهائي أين أكدت وقوفها مع العهدة الخامسة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وأعلنت عن تكتلات ومبادرات سياسية لتجسيد المبتغى على غرار مجموعة الاستمرارية من أجل الاستقرار والإصلاح التي تضم 15 حزبا سياسيا، ومبادرة الاستمرارية التي اطلقها الافلان وقال إنها تضم العشرات من الاحزاب والمنظمات الجماهيرية والطلابية والنقابات، فإن تشكيلات سياسية أخرى قد شرعت على ما يبدو في حرب تصريحات للتموقع والظفر بلقب مرشح المعارضة . وفي السياق، خاطب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، المعارضة مؤخرا مطالبا بتقديم أسماء شخصيات للتحالف والنقاش حولها، بالمقابل اعتبر المتحدث أن حركته الأوفر حظا لتمثيل المعارضة في الرئاسيات القادمة من أجل خدمة البلاد. وذهب رئيس حمس بعيدا في الدفع بمرشح عن الحركة والمنافسة على مقعد المرادية، حيث عرض برنامجا مصغرا بقوله: :إن التوافق هو الأولية بالنسبة للحزب في حال الفوز بالرئسيات . اما زعيمة حزب العمال، فلم تتردد في مهاجمة مقري واصفة مبادرة حمس بأنها فخ، ما جعل مراقبين يؤكدون أن حنون تسعى بدورها لتزعم تيار المعارضة في الرئاسيات المقبلة، التي يتوقعون أن تترشح إليها كما جرت عليه العادة خلال السنوات الاخيرة. واعتبرت حنون مفهوم التوافق الوطني في حد ذاته بمثابة فخ، متسائلة كيف يمكن لحزب وصل للسلطة أن يتفق مع حزب المعارضة حول طبيعة الانتخابات أو طبيعة النظام، ثم كيف يمكن لحزب يميني أن يتقاسم المواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية مع حزب يساري؟ . بدوره، سيكون حزب طلائع الحريات يوم 9 نوفمبر المقبل على موعد من أجل اتخاذ موقف من الرئاسيات المقبلة وهذا خلال اجتماع دورة اللجنة المركزية للحزب، وهذا بعد أن صام علي بن فليس عن الحديث في هذا الملف مكتفيا بلقاءات مع الأحزاب التي كانت لها مبادرات سياسية، في حين دعا أحزاب المعارضة إلى ضرورة العمل وفق غطاء سياسي واحد يخدم الجميع. من جهتها، اعلنت جبهة المستقبل أن نهاية سبتمبر الحالي سيكون موعدا لإعلان رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، ترشحه من عدمه لرئاسيات 2019، وهذا في ظل إعلان العديد من الأحزاب السياسية عن موقفها من هذا الحدث.