قال المدير الفني لمهرجان البندقية السينمائي ألبرتو باربيرا، إنه يفضل تغيير المهنة على الرضوخ لضغوط، قد تهدف إلى تخصيص حصة ثابتة للسينمائيات، بعد تعرض المهرجان لانتقادات لاذعة على خلفية مشاركة مخرجة واحدة فقط. في المقابل تعهدت مهرجانات كان و تورنتو و لوكارنو ، بالعمل من أجل المساواة بين الجنسين على صعيد المنافسة على جوائزها. يتعرض مهرجان البندقية السينمائي في دورته الخامسة والسبعين التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي، إلى انتقادات لاذعة على خلفية طابعه الذكوري في ظل اقتصار الحضور النسائي في المسابقة الرسمية، هذا العام على مخرجة واحدة. ومع تحويل هوليوود، هذا المهرجان إلى منصة لإطلاق الأعمال المرشحة لجوائز أوسكار مع أعمال جديدة، من توقيع داميان شازيل والأخوين كوين وألفونسو كوارون، إلى جانب الإنطلاقة المنتظرة للمغنية ليدي غاغا على الشاشة الفضية، تحامل الناشطون النسويون بشدة على المنظمين، لاختيارهم عملا واحدا فقط من توقيع مخرجة، للمنافسة على جائزة الأسد الذهبي للمهرجان. وهذه هي السنة الثانية على التوالي، التي تقتصر فيها المشاركة النسائية في المنافسة الرسمية على عمل واحد من توقيع مخرجة من بين 21 فيلما في المجموع. هذا الفيلم هو ذي نايتنغايل للأسترالية جنيفر كنت. وقد صرح المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا، أنه يفضل تغيير المهنة على الرضوخ للضغوط، بهدف تخصيص حصة ثابتة للسينمائيات، بعد تعهد مهرجانات كان و تورنتو و لوكارنو السينمائية العمل من أجل المساواة بين الجنسين على صعيد المنافسة على جوائزها. غير أن هذا الموقف، أثار انتقادات لاذعة من اتحاد للمخرجات الأوروبيات. وقالت شبكة النساء الأوروبيات في القطاع المرئي والمسموع في رسالة مفتوحة وجهتها في وقت سابق، هذا الشهر للأسف لم نعد نصدق هذا الأمر . وتابعت عندما يهدد ألبرتو باربيرا بالتنحي، فإنه يدعم نظرية مفادها أن اختيار أفلام من توقيع مخرجات يقوم على اعتماد معايير أدنى . وانتقد آخرون، على ما اعتبروه استفحالا في المنحى الذكوري المقيت في إيطاليا، خصوصا مع الهجمات العنيفة التي تعرضت لها الممثلة الإيطالية الناشطة في حملة أنا ، أيضا آسيا أرجنتو ، في بلدها إثر اتهامها المنتج الأمريكي هارفي واينستين بالاغتصاب. وقال باربيرا، إنه يختار الأفلام استنادا إلى جودتها وليس إلى جنس المخرج ، مضيفا في تصريحات للصحافيين، إذا ما فرضوا حصصا فسأتنحى . وسبق أن تعرض لانتقادات لإشراكه عملا وثائقيا لبروس ويبر، بعنوان نايس غيرلز دونت ستاي فور بريكفست ، رغم اتهامات وجهها 15عارضا ذكرا لمصور الموضة الأمريكية هذا بإرغامهم على القيام بممارسات جنسية. ما ينفيه ويبر. وطالت الانتقادات أيضا، قرار باربيرا دعوة المخرج الأمريكي جيمس توباك، المتهم بالاعتداء الجنسي، لتقديم فيلمه الجديد ذي برايفت لايف أوف إيه مودرن وومن في عرض أول في مهرجان البندقية العام الماضي. وقد وجهت حوالى 400 امرأة اتهامات بالاعتداء الجنسي في حق توباك، بينهن الممثلات جولي أومور وسلمى بلير ورايتشل ماكادامز. وقال باربيرا، لست في موقع يخولني الحكم أو إصدار قرار، عما إذا كان سلوك جيمس توباك جيدا أم سيئ . وتابع لست قاضيا ولا محاميا. أنا مدير مهرجان. عرفت السيد توباك، ووجهت دعوة إليه (...) سننتظر قرار القضاء لمعرفة مدى صحة الاتهامات الموجهة بحقه وإذا ما كانت صحيحة فسيكون مصيره السجن . غير أن هذه الانتقادات المتعلقة بالمشاركة النسائية، تقابلها إشادات بنجاح باربيرا في تجديد هذا المهرجان السينمائي الأقدم في العالم. وشهد مهرجان البندقية السينمائي العرض الأول للكثير من الأفلام الهوليوودية الفائزة بجوائز أوسكار، خلال السنوات الخمس الأخيرة بما فيها غرافيتي ، و بيردمان و سبوتلايت و لا لا لاند ، والفيلم الفائز بجائزة العام الماضي، ذي شيب أوف ووتر الذي يرأس مخرجه المكسيكي غييرمو ديل تور ولجنة التحكيم في دورة هذا العام من المهرجان الإيطالي الدولي.