يتبع مشروع المرشح التوافقي للمعارضة خطوات الفشل بسلالسة قبل سبعة أشهر عن الانتخابات الرئاسية،فبعد عدم تفاعل العديد من الاحزاب السياسية معه نتيجة لحالة الترقب التي طبعت المشهد السياسي قبل أسابيع،هاهي مكونات المعارضة تعود مع بداية العد التنازلي للرئاسيات إلى نهج التهجم و التخوين و الحرب الكلامية فيما بينها في سلوك يبدد بحسب مراقبين امكانية جلوس اقطاب المعارضة على طاولة واحدة لاختيار فارسهم لرئاسة الجزائر. و في السياق أبدى رئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، امتعاضه الشديد من تصريحات رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، حين اعتبر أن حركته هي الأوفر حظا والأجدر لتمثيل المعارضة في الرئاسيات القادمة. و ذهب السياسي المعارض ابعد من ذلك حينما وصف تصريحات مقري ب"غير المسؤولة"، إذ أنه من غير المعقول أن يكون الحديث بلغة الإلغاء لبقية الأطراف والتصريح بأن هناك خيارا واحدا هو الأمثل، وأنهم هم ذلك الخيار . تصريحات جيلالي سفيان النارية سرعان ما ردت عليها حمس عبر القيادي البارز ناصر حمدادوش الذي اتهم رئيس حزب جيل جديد بتلقي تعليماته من الاسفارة الفرنسية بالجزائر ، معتبرا اياه غير مؤهل لتمثيل المعارضة الجزائرية بالقول "عندما نتحدّث عن المعارضة لا نقصدك أصلا، ولا نعتبرك منها فعلا، ولا ناطقًا باسمها حكمًا، بل نقصد الشخصيات والأحزاب التي لها وزنٌ واعتبارٌ في الساحة السياسية، لأنك لا تمثّل حجمًا ولا رقمًا في المعادلة". و ليست هذه المرة الأولى التي يتهجم فيها جيلالي سفيان على مقري، حيث سبق له أن فتح النار على حركة مجتمع السلم، و اعتبر ان مبادرة التوافق الوطني التي اطلقتها مؤخرا تهدف المناورة للعودة إلى أحضان السلطة، خصوصا بعد رفضها الانضمام إلى مبادرة المرشح التوافقي للمعارضة و مساهمتها في تفكك تنسيقية الانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة. اما زعيمة حزب العمال فلم تتردد في مهاجمة مقري واصفة مبادرة حمس بأنها فخ ،ما جعل مراقبين يؤكدون أن حنون تسعى بدورها لتزعم تيار المعارضة في الرئاسيات المقبلة،التي يتوقعون أن تترشح إليها كما جرت عليه العادة خلال السنوات الاخيرة . و اعتبرت حنون مفهوم التوافق الوطني في حد ذاته بمثابة فخ متسائلة كيف يمكن لحزب وصل للسلطة أن يتفق مع حزب المعارضة حول طبيعة الانتخابات أو طبيعة النظام، ثم كيف يمكن لحزب يميني أن يتقاسم المواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية مع حزب يساري . و قرأ مراقبون هذه الحرب الكلامية، بأنها امتداد لسيناريو حرب الزعامة التي افشلت كل المبادرات السابقة لتيار المعارضة في الجزائر على مدار سنوات،خصوصا و أن الهدف الأسمى منها حسبهم هو التموقع الجيد و افتكاك مكتسبات حزبية ضيقة ،بعيدا عن تطلعات و مبادئ جمهور المعارضين . و كان رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري قد خاطب مؤخرا المعارضة ، معتبرا أن حركته الأوفر حظا لتمثيل المعارضة في الرئاسيات القادمة من أجل خدمة البلاد. وذهب رئيس حمس بعيدا في الدفع بمرشح عن الحركة والمنافسة على مقعد المرادية، حيث عرض برنامجا مصغرا بقوله " إن التوافق هو الأولية بالنسبة للحزب في حال الفوز بالرئسيات".