جدد مجلس جامعة الدول العربية التأكيد على الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وعلى رفض التدخل الخارجي أيا كان نوعه ودعم الجهود والتدابير التي يتخذها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لحفظ الأمن وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحماية حدودها والحفاظ على مواردها ومقدراتها. ودعا المجلس، في قرار بعنوان تطورات الوضع في ليبيا صدر عن اجتماعات الدورة العادية ال150 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية التي اختتمت أمس، الى حل سياسي شامل للأزمة في ليبيا، وتأكيد دعم المجلس للتنفيذ الكامل للاتفاق السياسي الليبي الموقّع في 17 ديسمبر 2015 باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية السياسية في ليبيا. ورحب المجلس مجددا بالإستراتيجية وخطة العمل التي أعدتها الأممالمتحدة والتي عرضها غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا، ودعوة مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بداية بالإسراع في عقد جلسة مجلس النواب لإقرار مشروع قانون الاستفتاء على الدستور، وصولا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن. وجدد المجلس ايضا التأكيد على مخرجات الحوار السياسي الذي تم برعاية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ودعا في هذا الصدد مجلسي النواب والدولة إلى تحمل مسؤولياتهما التاريخية أمام الشعب الليبي والإسراع في الاتفاق على الأطر القانونية لتوحيد كافة مؤسسات الدولة السيادية العسكرية والاقتصادية وصولا إلى إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الاستقرار في ليبيا. ودعا المجلس إلى تحسين إدارة المجمد من الأصول والأموال الليبية في البنوك الأجنبية وكافة الموجودات الليبية وبما يضمن استفادة الشعب الليبي منها وتسخيرها لخدمته لمواجهة احتياجاته وذلك بالتنسيق مع المجلس الرئاسي، وفقا للقرار رقم 1970 لعام 2011 والقرار رقم 1973 لعام 2011 من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة مساعي دولة ليبيا لتعديل تلك القرارات، بما يمكنها من ذلك. وأكد المجلس الاستمرار في تقديم الدعم السياسي والمادي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا والعمل على تذليل الصعاب التي تواجهها في سبيل أدائها لمهامها والامتناع عن الدعم والتواصل مع مؤسسات موازية ودعوة الدول إلى تقديم مساعدة عاجلة للتنفيذ الكامل للاتفاق السياسي الليبي وإعادة دعم وتأهيل المؤسسات المدنية والعسكرية والوطنية وتوحيدها وكذلك الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وآخرها القرار رقم 2259 لعام 2015 والقرار رقم 2278 لسنة 2016. وأعرب المجلس في قراره عن القلق البالغ إزاء التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية التي تواجهها ليبيا وخاصة خلال الفترة الأخيرة وفي هذا الصدد وأدان الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر المفوضية العليا للانتخابات في طرابلس بتاريخ 2 ماي الماضي والذي يعد محاولة لمنع إنجاز الاستحقاقات الدستورية وتقويض الجهود الهادفة لتحقيق الاستقرار في ليبيا وكذلك الهجمات الإرهابية التي طالت مختلف المدن الليبية خلال الفترة الماضية والتي تمثل جميعها جرائم إرهابية بحق المواطنين الآمنين. وأكد المجلس مجددا على وقوفه والجامعة العربية إلى جانب الشعب الليبي ومساندتهما لكل جهد يرمي إلى القضاء على نشاط الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار ليبيا والعمل على الحفاظ على السلم والأمن المجتمعي. وحث وزراء الخارجية العرب مجلس الأمن على رفع الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى ليبيا جزئيا لضمان تجهيز الحرس الرئاسي وقوات مكافحة الإرهاب وخفر السواحل وحماية الحدود تحت إشراف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني. وأكدوا على دور جامعة الدول العربية واللجنة الرباعية التي اقترحها الأمين العام للجامعة لتنسيق جهود جامعة الدول العربية مع كل من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والترحيب بنتائج الاجتماع الرابع للآلية الرباعية الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة بتاريخ 30 أفريل الماضي. وطلب القرار من الأمين العام للجامعة العربية مواصلة اتصالاته ومشاوراته مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ومع مختلف الأطراف الليبية ودول الجوار الليبي والتأكيد على تعزيز دور جامعة الدول العربية, من أجل تذليل الصعاب التي ما زالت تعترض تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي تحت رعاية الأممالمتحدة.