اتسمت أسواق النفط بالقوة مجدد، أمس، ليظل خام برنت فوق ال85 دولارا وقرب أعلى مستوياته في أربع سنوات الذي بلغه في الجلسة السابقة، مع تأهب الأسواق لشح المعروض فور بدء عقوبات أمريكية على إيران الشهر القادم. وكان خام القياس العالمي برنت صباحا عند 03،85 دولار للبرميل في العقود الآجلة مرتفعا خمسة سنتات عن الإغلاق السابق وغير بعيد عن ذروة 45،85 دولار التي بلغها خلال اليوم السابق وهي الأعلى منذ نوفمبر 2014. وارتفعت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 25 سنتا بما يعادل 3،0 بالمائة إلى 55،75 دولار للبرميل. وعلى صعيد العوامل الأساسية، صعدت أسواق النفط بفعل العقوبات الأمريكية الوشيكة على قطاع النفط الإيراني الذي ضخ في أحدث ذروة له هذا العام نحو ثلاثة بالمائة من استهلاك النفط العالمي البالغ حوالي 100 مليون برميل يوميا. وتظهر البيانات على ريفينيتيف أيكون أن صادرات إيران المنقولة بحرا لم تزد على 9،1 مليون برميل يوميا في سبتمبر وهو أقل مستوى لها منذ منتصف 2016. وفي ظل ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات، يتجدد الاهتمام في الكونغرس بمقترحات ظلت مجمدة لفترة طويلة تسمح للولايات المتحدة بمقاضاة دول أوبك وذلك بعد أن اُعتبرت يوما ذات فرصة ضئيلة في أن تتحول إلى قانون. ومن المقرر أن تستمع لجنة فرعية بمجلس الشيوخ الأميركي إلى شهادة بشأن ما يطلق عليه قانون منع التكتلات الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط، أو نوبك، والذي سيلغي الحصانة السيادية التي حمت طويلا أعضاء أوبك من أن تتخذ الولاياتالمتحدة إجراء قضائيا بحقهم. يستهدف مشروع القانون تغيير قانون مكافحة الاحتكار الأمريكي ليسمح بمقاضاة منتجي أوبك بتهمة التواطؤ، وسيجعل تقييد إنتاج النفط أو الغاز أو تحديد أسعارهما مخالفا للقانون ويزيل الحصانة السيادية التي تقضي المحاكم الأمريكية بوجودها بموجب القانون الحالي. وعارض رؤساء أمريكيون سابقون مشروع قانون نوبك، لكن احتمال نجاحه ربما يزيد في ضوء انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكرر لمنظمة البلدان المصدرة للبترول وفي الوقت الذي يتوقع فيه البعض احتمال بلوغ خام برنت 100 دولار للبرميل قريبا.