تمكنت عديد الجمعيات الناشطة في مجال البيئة بولاية ورڤلة، خلال الآونة الأخيرة، من البروز بقوة في العمل التطوعي المحلي الذي يستهدف حماية البيئة والحفاظ على المحيط العام، وكذا غرس الثقافة البيئية لدى السكان. وتعمل تلك الجمعيات المحلية منذ سنوات من خلال أنشطتها المكثفة في هذا المجال على تنمية الحس البيئي لدى المواطن وتوعيته بالدور المنوط به فيما تعلق بمساهمته في الحفاظ على بيئة سليمة خالية من الأمراض ومختلف الآفات التي تنجر عن تلوث المحيط. ومن بين الجمعيات الفاعلة في هذا الميدان، تبرز جمعية أصدقاء البيئة لحي سعيد عتبة (تأسست في 2015)، التي تعكف على المساهمة في جهود نظافة المحيط بورڤلة من خلال انخراطها وبقوة في العمل التطوعي بهذا الحي الشعبي (ضواحي ورڤلة)، والذي يعد واحدا من التجمعات السكانية الكبرى بالمدينة وتساهم في تنمية الوعي البيئي لدى الساكنة وتشجيع الأفكار والمبادرات في هذا الخصوص، كما أكد عضو بذات الجمعية، محمد بن التاج. واضاف ذات الناشط الجمعوي: لقد لمسنا روح المبادرة والتآزر في العمل التطوعي بين شباب هذا الحي من أجل ترقيته نحو الأفضل، ويدل ذلك على اقتناعه بقيم المجتمع العريقة المبنية على أساس العائلة الواحدة والتعايش بين الأفراد . ولا يقتصر عمل أعضاء هذه الجمعية، حسب بن التاج، على نظافة المحيط فحسب، بل كذلك توسيع رقعة المساحات الخضراء من خلال المشاركة في عمليات التشجير المختلفة على مدار السنة، حيث ساهمت الجمعية في غرس ما يقارب 700 شجرة غابية من عدة أصناف عبر الشوارع والمساجد والمقابر والمدارس الإبتدائية. ويتم التركيز بالمناسبة على الطفل وتلقينه التربية البيئية من خلال استهداف المدارس الإبتدائية بالدرجة الأولى، حيث يتم وبصفة دورية إشراكه في حملات التنظيف التي تمس المؤسسات التربوية وعمليات التشجير وتعريفه بكيفيات حماية المحيط والبيئة وتوعيته بطرق الإعتناء بالأشجار والمساحات الخضراء، مثلما أوضح بن التاج. ويرى عضو جمعية أصدقاء البيئة لحي سعيد عتبة، إن إنشاء نوادي البيئة على مستوى المدارس الإبتدائية تعد من بين أهم الآليات التي تسمح بغرس الثقافة البيئية لدى الناشئة وتلقينهم قيم التمدن والمواطنة وكذا محاربة السلوكيات السلبية التي ينجم عنها أضرار وخيمة على الصحة العمومية، وتم في هذا الصدد إنشاء نادي أخضر على مستوى ابتدائية الحاج عيسى مسروق ببلدية الرويسات، في انتظار تعميم هذه المبادرة على باقي الإبتدائيات والتجمعات المدرسية بالمنطقة. وتتمثل مهام تلك النوادي الخضراء في إنشاء مشاتل أو حدائق داخل المؤسسات التعليمية وتنظيم جلسات أو ندوات بهدف التوعية بالمشاكل البيئية وإنجاز عروض بيئية، بالإضافة إلى التعريف بالممارسات الصديقة للبيئية من خلال المجلة الحائطية التابعة لكل مؤسسة وإنشاء مكتبة بيئية وإصدار مجلة تعنى بالقضايا البيئية وغيرها. وتعتزم هذه الجمعية التي تضم 15 عضوا منخرطا مستقبلا فتح فروع لها عبر باقي بلديات الولاية قصد توسيع نشاطاتها واستهداف أكبر عدد ممكن من الساكنة لاسيما الأطفال وتلاميذ المدارس، خاصة وأن غرس الوعي البيئي لدى صغار السن وتوعيتهم بأهمية التحلي بالسلوك الإيجابي من أجل بناء مواطن صالح أحسن ثمرة يجنيها الوطن، كما أشير إليه. وتعمل من جهتها جمعية التكافل الأخضر لحي المخادمة ضمن نفس المسعى الرامي إلى المحافظة على البيئية والوجه الجمالي للمدينة والتي من بين أهم مشاريعها مشروع الأحياء الخضراء التي يجري تجسيدها تحت شعار معا لأجل أحيائنا خضراء ، حسبما أوضح الأمين العام لذات الجمعية، ربيع حسين. وتمكن أعضاء هذه الجمعية من تنظيم عديد حملات النظافة عبر أحياء منطقة المخادمة الكبرى وأخرى على غرار سكرة وبامنديل وبوعامر وتازقرارت وتنظيف مقابر المدينة، بالإضافة إلى عمليات تشجير واسعة خصص لها مئات الأشجار مست هذه الأحياء والتجمعات السكنية الأخرى وكذا على طول مسار الترامواي، يضيف ذات المتحدث. مبادرات محلية من أجل الحفاظ على نظافة المحيط يجري القيام بمبادرات محلية خلال السنوات الأخيرة بولاية ورڤلة من أجل الحفاظ على المحيط وحماية البيئة من خلال إشراك جميع شرائح المجتمع مع التركيز على المواطن كشريك أساسي في العملية، كما ذكرت مديرية البيئة بالولاية. ويتعلق الأمر بالخصوص بحملات النظافة التي تبادر بها الجهات المعنية بالتنسيق مع جميع الفاعلين لاسيما الجمعيات الناشطة في المجال وتشجيع المبادرات الشبانية بتسخير جميع الإمكانيات المتاحة للقضاء على المفارغ العشوائية وإزالة أكوام النفايات المتناثرة داخل وخارج الأحياء والتجمعات السكنية، كما جرى توضيحه. وسمحت تلك المبادرات التي تنظم بصفة دورية طيلة السنة من القضاء على ما يعادل 80 بالمائة من النقاط السوداء المنتشرة بالمنطقة والتي لطالما شوهت المظهر العام للمحيط، حيث يتم استغلال النفايات في إطار التسيير المدمج لها، حسب ذات المصدر. وقد انعكست تلك المبادرات التي تنظم من قبل مديرية البيئة ومصالح الولاية وغيرها ايجابيا على الوجه العام للمحيط البيئي من جهة، وعلى حياة المواطنين داخل أحيائهم وتجمعاتهم السكنية من جهة أخرى.