تعد جمعية فصول للبيئة والتنمية، الناشطة بالجلفة إحدى أهم الجمعيات التي تولي اهتماما كبيرا للبيئة والحفاظ على المنظر الجمالي للطبيعة، باعتبارها عنصرا حيا وفعّالا، فهي تعود علينا بالنفع او الضرر وذلك حسب الاهتمام والعناية بها، وهو الأمر الذي أكده مصطفى دحمان، رئيس الجمعية في حواره ل السياسي ، مشيرا الى أهمية المجال البيئي في حياتنا اليومية، مشدّدا على ضرورة الدعم المعنوي والمادي للجمعيات البيئية للمساهمة ومساعدة مختلف الجمعيات الناشطة في الميدان لتحقيق أهدافها المسطّرة وغرس الثقافة البيئية لدى المواطنين. بداية، هلاّ عرفتنا بجمعية فصول للبيئة والتنمية؟ - جمعية فصول للبيئة الناشطة بمسعد بولاية الجلفة من الجمعيات التي تهتم بالبيئة وسبل الحفاظ عليها، تأسّست في 18 نوفمبر 2012 من طرف مجموعة من الشباب الطموح الذي يسطّر لتنمية المنطقة بيئيا، سميت بذات الاسم بحكم النشاطات التي تقوم بها الجمعية، يصل عدد المنخرطين فيها الى 80 منخرطا من مختلف البلديات المجاورة، إلا ان العدد في تزايد مستمر. للجمعية فروع ببلدية الجلفة ودار الشيوخ، بالإضافة الى الفرع البلدي بسلمانة ودلدول بغية توسيع نشاطها المختلفة والتي تتماشى مع المناسبات والاحتفالات البيئية على وجه التحديد. وماذا عن النشاطات التي تقوم بها الجمعية؟ - تألقت الجمعية الولائية فصول للبيئة والتنمية مؤخرا في العديد من النشاطات البيئية، فهي من بين الجمعيات المحلية التي تسعى جاهدة الى خدمة البيئة، خاصة بعد تنظيمها لحملة تشجير في ذكرى عيد النصر المصادف ل19 مارس التاريخية، وأيضا تنظيمها لحملة تشجير في بعض المؤسسات التربوية، كما ساهمت في تنظيم الحملات التطوعية للنظافة وكانت حاضرة في ملتقيات وأيام بيئية آخرها اليوم الوطني للمشمش بمسعد، وذلك بهدف نشر الثقافة البيئية في أواسط الشباب ومواصلة المشروع البيئي المدرسي. كما تطلق دوريا مجلة متخصصة في البيئة وستقوم بإنشاء حدائق ترفيهية في كل التجمعات على مستوى الولاية، بالإضافة الى تنظيمها لمسابقة أجمل حي على مستوى كل بلدية، وقد شاركت الجمعية في بعض الحملات التطوعية وتعكف على إقامة دورات تكوينية وتعليمية لفائدة التلاميذ وإقامة وبرمجة معارض بيئية دورية بالتعاون مع جمعيات ولائية ووطنية وهي تسعى حاليا الى فتح مكاتب فرعية للجمعية عبر مختلف بلديات الجلفة. قمتم بتنظيم خرجة ميدانية إلى وادي مسعد، حدثنا عن هذه المبادرة؟ - قمنا بخرجة ميدانية رفقة أعضاء الجمعية الى وادي مسعد وتأملنا في صور ما كانت عليه المنطقة في الماضي وما يحدث فيها اليوم، فوجدنا أننا فقدنا الكثير من الأشياء التي كنا نفتخر بها أمام زوارنا وضيوفنا الذين كانوا يتوافدون على المنطقة لرؤية المساحات الخضراء ووادي مسعد الذي كنا نسمع خرير مياهه من بعيد، والثمار التي كانت المنطقة معروفة بإنتاجها مثل المشمش والرمان، أصبحت البساتين اليوم مهدّدة بالزوال بعد شح مياه السدود والآبار. نظمتم بالتنسيق مع فوج الإصلاح للكشافة حملة تشجير، فهل من تفاصيل؟ - نظمت جمعية فصول للبيئة بالتنسيق مع فوج الإصلاح للكشافة وتحت إشراف رئيس بلدية سلمانة، حملة للتشجير بمناسبة اليوم العالمي للشجرة المصادف ل21 مارس من كل سنة. الحملة شملت عدة مناطق في بلدية سلمانة، وتأتي ضمن برنامج جمعية فصول للبيئة والتنمية في إعطاء دفع إضافي في مجال البيئة والتنمية، وقد شاركت الجمعية من قبل في عدة أنشطة في المجال البيئي، كالمشاركة في حملة نظافة على مستوى عدة أحياء بمسعد وحملات التشجير والمشاركة في الأيام التحسيسية حول البيئة في عدة مناطق من الولاية. وماذا عن الورشات التي تم تنظيمها من طرف الجمعية؟ - تندرج الورشات التي قامت بها الجمعية ضمن النشاطات الميدانية في البرنامج المسطّر لها، أما عن طبيعة الورشات، فهناك ورشة للبيئة وأخرى للرسم في حين خصصت الورشة الثالثة للدهن والرابعة للنظافة، أما عن الاهداف الرئيسية لها، فهي توجيه الشباب وتعريفهم بسبل حمايتها من الملوثات التي تشكّل الخطر الأساسي عليها. كيف ترون واقع الجمعيات المهتمة بالبيئة؟ - غالبا ما نجد جمعيات تنشط في مجال البيئة ونخص بالذكر الجمعيات المتواجدة بولاية الجلفة على اختلاف بلدياتها، إلا أنها لا تقوم في حقيقة الأمر بتفعيل نشاطاتها المسندة إليها على أكمل وجه، كما اننا نفتقر للتنسيق بين الجمعيات سواء داخل او خارج الولاية والتي يفترض ان تكون متكاملة خدمة لهدف واحد وهو البيئة وتنميتها. من أين تتلقى الجمعية الدعم المالي لمزاولة نشاطاتها؟ - نعتمد في النشاطات التي نقوم بها على الدعم السنوي الذي يخصصه المجلس الولائي للجمعية، إلا انه لا يغطي احتياجاتنا التي نعمل على تطوير نشاطاتنا مستقبلا. هل من صعوبات أخرى تعيق نشاطاتكم؟ - بالإضافة الى نقص الإعانات المالية، لا تجد نشاطات الجمعية التشجيع والاهتمام المستحق من الجهات الرسمية دون ان ننسى مشكلة المقر الذي لا تملكه الجمعية منذ التأسيس الى غاية اليوم رغم المراسلات المتكررة. وماذا عن المشاريع المستقبلية التي تطمحون لتحقيقها؟ - المشاريع التي نسعى الى تجسيدها ميدانيا بالتعاون مع السلطات المعنية المشروع البيئي المدرسي الذي يحمل شعار من أجل بيئة تربوية أنقى وأنظف ونستهدف به تلاميذ المدارس، كما أن جمعيتنا تسعى إلى إعادة الاعتبار الى واجهات المدن ولنا مشروع نريد من خلاله أن نساهم في تزيين واجهات المدن، فضلا عن حملات التشجير والتوعية والتحسيس التي نريد تنشيطها والعديد من النشاطات الأخرى التي تدخل في سياق حماية البيئة وترقية المحيط المعيش. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - نتوجه بالشكر الجزيل لطاقم جريدة السياسي ، ونطلب من خلال هذا المنبر الإعلامي السلطات الولائية لتقديم يد العون لنا من أجل تحقيق أهداف الجمعية التي تخدم البيئة والتنمية في ولايتنا