بوشارب حظي بأغلبية 320 صوت المعارضة تقاطع.. وساحلي يستقيل أعلن المجلس الشعبي الوطني، أمس، عن انتخاب معاذ بوشارب، رئيسا جديدا له بأغلبية 320 صوت، خلفا للسعيد بوحجة، ليكون النائب الافلاني عن ولاية سطيف أصغر رئيس لهذه الهيئة التشريعية في تاريخ الجزائر. وتم أمس انتخاب النائب معاذ بوشارب، بالأغلبية، رئيسا جديدا للمجلس الشعبي الوطني، خلفا للسعيد بوحجة الذي تم سحب الثقة منه من طرف أغلبية نواب المجلس. وقد تمت عملية الانتخاب برفع الأيدي خلال جلسة علنية ترأسها الحاج العايب، بصفته النائب الأكبر سنا. ومن بين 321 نائب الذين شاركوا في عملية التصويت خلال هذه الجلسة، صوت 320 نائب بنعم من بينهم 33 بالوكالة، فيما امتنع نائب واحد عن التصويت. والنائب الوحيد الذي رفض التصويت عن إعلان حالة شغور رئيس المجلس الشعبي الوطني، بلقاسم بن بلقاسم عن ولاية تيزي وزو، المحسوب عن كتلة الأحرار، والذي عزا موقفه الى رفضه سلوك غلق مبنى البرلمان في وجه الرئيس السابق السعيد بوحجة. وكان نواب المجلس الشعبي الوطني صادقوا بالأغلبية، في الجلسة ذاتها، على تقرير لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات المتعلق بإثبات حالة شغور منصب رئيس المجلس. وقد شهدت جلسة التصويت على التقرير حضور 320 نائب من أصل 462 الذين يتشكل منهم المجلس. وقد صوت 317 نائب بنعم من بينهم 31 بالوكالة، واحد بلا، فيما امتنع نائبان عن التصويت. وتتشكل أحزاب الأغلبية في المجلس الشعبي الوطني التي صوت نوابها لصالح التقرير من جبهة التحرير الوطني (161 نائب)، التجمع الوطني الديمقراطي (100 نائب)، تجمع أمل الجزائر (20 نائبا)، الحركة الشعبية الجزائرية (13 نائبا)، الى جانب كتلة الاحرار التي تضم أزيد من 30 نائبا. نواب الموالاة يؤكدون نهاية الأزمة بدورهم، أكد نواب الموالاة نهاية أزمة رئاسة المجلس الشعبي الوطني المثارة منذ بداية الشهر الجاري، بانتخاب معاذ بوشارب رئيسا للمجلس خلفا للسعيد بوحجة، فيما شدد هؤلاء أن انتخاب بوشارب تم بطريقة شرعية وقانونية، وبتصويت أغلبية نواب البرلمان. وفي السياق، قال رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، فؤاد بن مرابط، في تصريحات للصحافة امس، إن اختيار معاذ بوشارب، يرجع لكونه مرشح الموالاة، الأكثر ملاءمة لقيادة المجلس الشعبي الوطني، لأنه يدعم برنامج رئيس الجمهورية، وانتخابه يندرج في إطار التشبيب. وأضاف: إن انتخاب بوشارب، سيرفع حالة الانسداد عن الغرفة السفلى، وسيسمح باستئناف الأشغال من جديد، والشروع في مناقشة أهم نص تشريعي مرتقب خلال الفترة القادمة، والمتمثل في مشروع قانون المالية لسنة 2019 . بدوره، أشار النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني السعيد لخضاري، إلى أن تزكية معاذ بوشارب رئيسا للمجلس الشعبي الوطني يعتبر بمثابة تسليم مشعل لجيل الاستقلال من اجل تقلد المناصب العليا في البلاد، مؤكدا في ذات السياق أن معاذ بوشارب يتوفر على جميع الميزات والخصائص التي تخوله لتبوأ منصب رئيس للبرلمان في ما تبقى من العهدة الحالية. من جهته، قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب تجمع امل الجزائر تاج ، مصطفى نواسة، ان تزكية معاذ بوشارب يمثل رسالة أمل في خدمة الجزائر من عدة مواقع، متمنيا أن يكون عند حسن ظن الرئيس بوتفليقة ونواب الغرفة السفلى للبرلمان. كما سار النائب عن الحركة الشعبية الشيخ بربارة في نفس الاتجاه، حينما قال أن المرشح الجديد لتولي قيادة الغرفة البرلمانية السفلى يتمتع برصيد معتبر في مجال التسيير، باعتباره كان إطارا سابقا في وزارة المجاهدين ولديه ثلاث عهدات برلمانية، تقلد خلالها مناصب هامة في المجلس الشعبي الوطني منها نيابة الرئيس. المعارضة تقاطع.. وساحلي يستقيل وكما كان متوقعا، قاطع نواب المعارضة أشغال الجلسة العامة للمجلس الشعبي الوطني لانتخاب رئيس جديد للبرلمان، بعدما ابدوا تحفظاتهم حول تنحية السعيد بوحجة. وشهدت الجلسة مقاطعة نواب جبهة القوى الاشتراكية (14 نائبا)، حزب العمال (11 نائبا)، حركة مجتمع السلم (34 نائبا)، جبهة المستقبل (14 نائبا)، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (9 نواب)، التحالف الوطني الجمهوري (6 نواب)، حركة الاصلاح الوطني (نائب واحد)، الى جانب تحالف العدالة،-النهضة-البناء (15 نائبا). بدوره، أعلن بلقاسم ساحلي، الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري المحسوب على أحزاب الموالاة، استقالته من المجلس الشعبي الوطني احتجاجا على الإطاحة برئيسه السعيد بوحجة بطريقة مخالفة للقانون، حسبه. وأكد بيان للحزب أن ساحلي وضع استقالته من المجلس الشعبي الوطني بصفته نائبا برلمانيا، تحت تصرف قيادة الحزب للنظر فيها واتخاذ ما تراه مناسبا من إجراءات، على ضوء ما سيحصل من تطورات. بوشارب يتعهد بجعل البرلمان صرحاً للديمقراطية وفي اول تصريح له بعد انتخابه رئيسا جديدا للغرفة السفلى في البرلمان، قال معاذ بوشارب إن الهيئة التشريعية ستكون صرحا للديمقراطية ومجالا للمبادرات السياسية، كما تعهد بتكريس ثقافة الشراكة وقواعد التعاون مع الحكومة مع مراعاة قاعدة الفصل بين السلطات. وتقدم بوشارب بالشكر للنواب الذين انتخبوه رئيساً للغرفة السفلى للبرلمان والثقة التي وضعت في شخصه، في مشهد ديمقراطي وشفاف، حسب تعبيره. وأضاف: أنا واع بثقل المسؤولية التي وضعت في شخصي، لقيادة المؤسسة التشريعية، بقيادة الرئيس بوتفليقة المجاهد وأرجو أن أكون عند حسن ظن جميع النواب الذين اختاروني رئيساً للمجلس الشعبي الوطني . وأوضح النائب الافلاني أن على عاتقه مسؤولية في هذه المرحلة الجديدة، متعهدا أمام النواب بالقول: سأبذل قصار جهدي في استكمال مسيرة بناء الدولة والتشييد، والتزم بالعمل مع الجميع حتى يؤدي المجلس الشعبي الوطني دوره الرقابي والتشريعي . وأكد معاذ بوشارب أنه وإخلاصا للأمانة التي أولها له الرئيس بوتفليقة، فإنه سيعمل على ترسيخ قواعد التكامل بين الحكومة والفصل مابين السلطات والمؤسسات الدستورية، مضيفا أنه سيكرس ثقافة التوافق بين مكونات المجلس واللجان والكتل البرلمانية، على أن يكون المجلس الشعبي الوطني صرحا للديمقراطية. كما دعا نواب المجلس بمختلف التشكيلات السياسية لمحاربة الفساد ودرء التحديات الخارجية للبلاد. وبعد أن أكد أن الأولوية حاليا هي مواصلة الهيئة لمهمتها النبيلة لتمثيل المواطنين بأمانة وصدق، اعتبر ذات المسؤول أن تحمل مسؤولية رئاسة المجلس أمانة وتحد في الوقت نفسه، وهو ما يجعلنا أكثر عزما على تكريس مكانة البرلمان كما توخاها الدستور وكما يتطلع إليها رئيس الجمهورية والشعب الجزائري. وفي ختام كلمته، أشاد بوشارب بالمجهودات التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي في تأمين وحماية الحدود، متعهدا بفتح أبواب المجلس الشعبي الوطني في وجه وسائل الإعلام الجزائرية حتى تكون مرافقة لعمل المؤسسة التشريعية. وأكد أن هناك العديد من مشاريع القوانين الهامة تنتظرنا لمناقشتها والتصويت عليها أبرزها قانون المالية لعام 2019. من هو بوشارب؟ ويعد بوشارب أصغر من سيتولى منصب الرجل الثالث في الدولة الجزائرية، ومعاذ بوشارب (47 عاما) من مواليد 18 فيفري 1971 بدائرة عين ولمان بولاية سطيف، ودخل البرلمان وسنه لم يتجاوز 36 سنة، وانتخب لثلاث دورات برلمانية متتالية منذ سنة 2007 عن ولاية سطيف، وهو حاصل على شهادة الليسانس في الأدب العربي بجامعة فرحات عباس في سطيف سنة 1996، متزوج وأب لثلاثة أطفال ومقيم بالولاية. ورئيس المجلس الشعبي الوطني الجديد معاذ بوشارب، ابن أسرة ثورية، والده مجاهد وعضو المنظمة الوطنية للمجاهدين، شغل منصب متصرف إداري بالمديرية الولاية للمجاهدين بسطيف، قبل أن يتم ترقيته إلى متصرف إداري رئيسي ثم اختار الدخول البرلمان في سن مبكرة. وقبل انتخابه على رأس الغرفة السفلى للبرلمان، كان معاذ بوشارب (47 سنة) وهو نائب عن ولاية سطيف، انتخب للفترة التشريعية الثامنة في الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر ماي 2017، يشغل منصب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي الوطني. كما تولى الرئيس الجديد للمجلس خلال العهدة التشريعية السابقة منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني مكلف بالعلاقات مع مجلس الأمة والحكومة وباقي المؤسسات الدستورية.