قسنطينة تسجل أعلى نسبة للوفيات بالغاز لا يزال القاتل الصامت شبحا قائما يهدد أرواح الجزائريين بحصدها، بحيث ومع اقتراب فصل الشتاء والبرودة، تزداد حاجة العائلات للتدفئة باستعمال الغاز الخطير، والذي يهدد بالاختناق زهق الأرواح نظير الاستعمال الخاطئ ونقص الحيطة والحذر. تم اول امس بولاية البيض إنقاذ عائلة متكونة من سبعة أفراد تعرضت لإختناق بسبب غاز البوتان، حسبما علم لدى مديرية الحماية المدنية. وقد تدخل عناصر الحماية المدنية لإنقاذ وإسعاف هذه العائلة القاطنة بمزرعة على بعد 15 كلم عن قرية بوغرارة التابعة لبلدية الشقيق (شرق الولاية)، وفق نفس المصدر، الذي أرجع سبب الحادث الى عدم الإحتراق الكلي لغاز البوتان لفرن الطبخ وكذا نقص التهوية. وتم تقديم الإسعافات الأولية لهؤلاء الأشخاص، منهم امرأتين ورجل وأربعة أطفال، قبل أن يتم نقلهم الى مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة الإستشفائية محمد بوضياف بعاصمة الولاية. قسنطينة تسجل أعلى نسبة للوفيات بالغاز هذا وتشير الاحصائيات الاخيرة، انه تم خلال الموسم 2017-2018 تسجيل أعلى نسبة للوفيات الناجمة عن الاختناق بأحادي أكسيد الكربون بشرق البلاد، أي بمعدل 33 حالة وفاة من أصل 65 عبر الوطن، حسب ما كشف عنه بقسنطينة المكلف بالإعلام لدى المديرية العامة لمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز، هدنة خليل. وقد أكد هدنة خليل، في ندوة صحفية عقدها على هامش افتتاح تظاهرة الأبواب المفتوحة على مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز للشرق بمديرية المؤسسة قسنطينة من أجل التوعية والتحسيس بمخاطر الاستعمال السيئ للأجهزة التي تعمل بالكهرباء والغاز، أنه تم تسجيل بشرق البلاد 56 حادث اختناق بأحادي أكسيد الكربون أدى إلى إصابة 182 شخص وهلاك 33 آخرين مقابل 93 حادث عبر باقي جهات الوطن تسبب في تسجيل 182 ضحية من بينهم 32 حالة وفاة. وأشار نفس المسؤول، إلى أن عدد الوفيات المرتفع جدا المسجل بهذه الجهة من الوطن هو السبب في تنظيم هذا اليوم المفتوح من قبل مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز للشرق، التي تضم 16 مديرية تابعة لها، مضيفا أنه سيتم قريبا تنظيم أيام تحسيسية مماثلة في الولايات الأخرى بشرق البلاد. ووفقا لدراسات قامت بها مصالح ذات المديرية العامة، فإن نسبة 80 بالمائة من حوادث الاختناق بأحادي أكسيد الكربون ناجمة عن استعمال أجهزة رديئة، حسب ما أفاد به نفس المصدر، الذي أردف بأن نسبة 20 بالمائة من هذه الحوادث سببها عدم مبالاة الضحايا بإجراء فحص للأجهزة المقتناة أو القيام بإصلاح قنوات ربطها والمعدات المستخدمة لها. وبالإضافة إلى المدارس والمتاجر والسكنات خاصة تلك التي تم توزيعها مؤخرا، تستهدف المديرية العامة لسونلغاز من خلال هذه الحملة المختصين في الترصيص. وقد ألح هدنة على أهمية هذه الحملة التوعوية التي تهدف إلى غرس ثقافة صحيحة حول استخدام الأجهزة التي تشتغل بالغاز الطبيعي لدى المواطنين، وذلك من خلال تقديم نصائح حول اقتناء أجهزة تدفئة وتسخين ذات جودة وكذا ضرورة القيام بفحص هذه الأجهزة وتصليحها إذا تطلب الأمر، بالإضافة إلى التدابير التي يمكن اتخاذها في حالة تسرب الغاز. للإشارة، فقد تم تنظيم معرض للعدادات الإلكترونية الجديدة بالإضافة إلى المواد ووسائل الإصلاح المستخدمة من طرف فرق التدخل التقني لشركة توزيع الكهرباء والغاز بقسنطينة.