لا تزال معاناة التلاميذ قائمة ببعض المؤسسات التربوية عبر الوطن، فعلى الرغم من البرودة المحسوسة التي يعرفها الجو ببعض المناطق عموما، لا يستفيد الكثير من الأطفال في الطور الابتدائي والمتوسط سوى من وجبات باردة ودون المستوى المطلوب التي يتطلع له التلاميذ. لا يزال مشكل الإطعام المدرسي بولاية باتنة شرق الوطن أمرا قائما، وذلك رغم البرودة القاسية للمنطقة والظروف المناخية الصعبة التي تجتاحها شتاء مع تهاطل الثلوج وانخفاض درجات الحرارة لمستويات قياسية، بحيث لا يزال التلاميذ عبر الولاية يعتمدون على الوجبات الباردة التي لا تسد جوعهم ولا تمنحهم ما يحتاجونه من طاقة كافية طيلة فترات الدراسة، حيث أكد أغلب أولياء التلاميذ مرارا وتكرارا أن أبنائهم محرومون من الوجبات الساخنة التي يحتاجون إليها في عز فصل البرد، إذ يتم منحهم قطع جبن وخبز وحبة فاكهة تتنوع بين برتقال ومندرين وتفاح كوجبة غذاء، في عز الشتاء والبرد القارص، أين تزيد هكذا وجبات سوءا للمتمدرسين، وتأثر سلبيا على تركيزهم بالقسم ومتابعتهم للدروس في أجواء مريحة، وبما أن المنطقة باردة وذات فصل شتاء قاسي، فإن التلاميذ لا ينعمون بدفء الوجبات والتي من شأنها إضافة الكثير للتلاميذ وتمنحهم الدفء الذي يحتاجون إليه طيلة تواجدهم بحجرات التدريس. ومن جهته، فقد عبر أولياء التلاميذ بولاية باتنة عن سخطهم الشديد لما يواجهه فلذات أكبادهم بالمدارس وبتناولهم للوجبات الباردة والسيئة والتي يمكنها التسبب في الأذى لهم عوض إفادتهم ومنحهم شعورا مريحا، ليطالبوا بإنشاء مطاعم مدرسية قادرة على تقديم وجبات لائقة ودافئة للتلاميذ لمجابهة فصل البرد وقساوته. الخبز والياغورت في عز البرد بالمدية بين هذا وذاك، تعتبر مدارس المناطق الداخلية من أكثر المناطق المحرومة من الإطعام المدرسي أو أقله خدمات سيئة لا تتماشى وحاجة التلاميذ، وهو ما ينطبق على بعض المدارس الابتدائية بدائرة بني سليمان ولاية المدية، والتي لا تزال مدارسها تعاني الأمرين باصطدام التلاميذ بوجبات أقل ما توصف بها أنها رديئة وسيئة، حيث وفي عز فصل الشتاء، لا تزال الوجبات الباردة تطوق التلاميذ وتفرض نفسها عليهم، أين تقدم المطاعم الخبز والياغورت للتلاميذ كوجبة غداء، فيما تضيف مدارس أخرى علبة عصير، ما يزيد من أرقهم ويضاعف معاناتهم مع فصل البرد، بحيث طالما كانت مظاهر الحرمان عنوانا لمدارس دائرة بني سليمان بولاية المدية، أين لم تنعم هذه الأخيرة بخدمات الإطعام المدرسي، ليبقى التلاميذ يتخبطون في الأمر الواقع والذي يفرض عليهم وجبات رديئة وسيئة لا تسد حاجتهم الغذائية التي يحتاجون إليها، وخاصة أن المنطقة تعرف فصلا قاسيا بتهاطل الثلوج وانخفاض درجات الحرارة المحسوس والذي من شأنه مضاعفة المعاناة على التلاميذ ومنحهم شعورا شديدا بالجوع والحاجة للتغذية الصحية والسليمة والدافئة حسب حاجة الفصل الذي يقتضي الوجبات الدافئة التي تنعدم بالمدارس الابتدائية ببني سليمان. ستانة: واقع المطاعم المدرسية كارثي وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على التلاميذ بتناولهم لوجبات باردة في عز فصل الشتاء، أوضح رضوان ستانة، رئيس منظمة أولياء التلاميذ لولاية سطيف، في اتصال ل السياسي ، بأنه بالنسبة للوجبات المقدمة للتلاميذ عبر المؤسسات التربوية، فإنه بعد تحويل ميزانية الإطعام من وزارة التربية الوطنية للسلطات المحلية، أصبح هناك تقصير كبير في الإطعام وإهمال واضح عبر أغلب مناطق الوطن، حيث نلاحظ كوارث بالجملة نتيجة رداءة الوجبات بما فيها الوجبات الباردة التي تقدم للتلاميذ، بحيث أنه من غير المعقول أن تقدم للتلميذ علبة عصير مع رغيف خبز في عز فصل الشتاء، حيث ينتظر التلميذ وجبة ساخنة ترفع من معنوياته وتمنحه الدفء في فترة مكوثه بالمدرسة وهو ما لا نلاحظه، إذ ما نلاحظه هو أمر مؤسف فعلا بالمؤسسات التربوية، حيث ورغم المجهودات القائمة، غير أنه و لحد الساعة لم ترقى المطاعم المدرسية للمستوى الذي يتطلع إليه التلاميذ، وأضاف محدثنا بأنه يتوجب إعادة النظر في الإطعام المدرسي وتنظيمه و تقديم وجبات ساخنة كما خصص له الغرض. أحمد: توظيف 45 ألف عامل سيقضي على المشكل ومن جهته، أوضح خالد أحمد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ، في اتصال ل السياسي ، بأن الوجبات الباردة ممنوعة وأمر غير جائز، غير أنها تقدم لظروف استثنائية وتقنية، وهي موجودة عبر المدارس الابتدائية حيث ترى المؤسسات التربوية تقديم الوجبات الباردة في انتظار إصلاح الخلل القائم والمتمثل غياب والنقص الفادح في الطهاة والطباخين والذين من شأنهم طبخ الوجبات الساخنة وتحضيرها وتقديمها للتلاميذ، حيث نرى انه تقديم وجبات باردة في انتظار احتواء المشكل وإصلاحه. وأضاف المتحدث بأنه ينتظر توظيف 45 ألف موظف في المجال وسيبعث هذا بالجديد للمؤسسات التربوية، وستكون هناك وجبات ساخنة بكل مطعم مستقبلا.