تلقت حركة مجتمع السلم دعوة رسمية من حزب العدالة والتنمية المغربي، في إطار فتح حوار سياسي جاد بين الأحزاب السياسية الجزائرية والمغربية لحل المشاكل السياسية العالقة بين البلدين. وقال عضو المكتب الوطني لحمس، ناصر حمدادوش، في تصريحات صحفية لمواقع اجنبية، إن الملف فتح للنقاش خلال اجتماع المكتب الوطني للحركة الأخير، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد موعد اللقاء بدقة. وعن موقف الحركة من هذه المبادرة، يقول حمدادوش: ليست لنا مشكلة باللقاء مع أي حزب، ونحن متفتحون على الجميع، ولنا بروتوكولات تعاون ثنائي مع العديد منها، منهم حزب العدالة والتنمية المغربي، ونحن أحرار في علاقتنا ومواقفنا الخارجية، وندرك جيدا حدود المصلحة الوطنية ونقاط التقاطع مع المواقف الرسمية للدولة الجزائرية، ولنا السيادة الكاملة في تقدير المصلحة الوطنية والحزبية في مثل هذه القضايا . وعن أبرز الملفات التي ستفتح للنقاش، يؤكد القيادي في الحركة المحسوبة على التيار الاسلامي قائلا: نحن نفرق بين العلاقات الثنائية الحزبية، وبين المواقف الرسمية للدول، وبين العلاقات الثنائية بين البلدين وبين ملف الصحراء الغربية، ومواقفنا واضحة لديهم في كل الملفات، كما أننا نعلم مواقفهم مسبقا، ولكن نحن نتطلع إلى حلحلة الملفات العالقة لصالح البلدين والشعبين ، ويضيف المتحدث قائلا إن هذه المبادرة تعبر عن الموقف الإيجابي للحوار بين الأشقاء، وهذا هو الأصل، ونحن ليست لدينا عقدة من الحوار واللقاء مع أحد وكل ذلك سيكون بكل شفافية ووضوح، ومواقفنا المبدئية واضحة، ونرحب بأي خطوة صادقة تخدم الشعبين والبلدين . وأعلن منتصف نوفمبر الجاري، حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية، على موقعه الرسمي أنه قرر تنظيم زيارة لبعض الأحزاب الجزائرية من أجل بحث سبل الإسهام في تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين وتجاوز كل الخلافات التي تحول دون تطوير مختلف مستويات التعاون بينهما . وثمنت الأمانة العامة للحزب، دعوة العاهل المغربي إلى إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور مع الأشقاء بالجزائر، وذلك لمعالجة واقع التفرقة والانشقاق داخل الفضاء المغاربي . وكشفت مصادر إعلامية مغربية على لسان سليمان العمراني، نائب الأمين العام للحزب، أنه يجري حاليا تشكيل الوفد المتجه إلى زيارة الجارة الجزائر وأنه سيكون ضمنه. وجاءت هذه المبادرة مباشرة بعد الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بتاريخ 6 نوفمبر الماضي، توجه فيه بدعوة صريحة ومباشرة إلى السلطات الجزائرية للحوار وتجاوز الخلافات العالقة بين البلدين. وكانت الجزائر قد أعلنت الخميس الماضي، مراسلتها بصفة رسمية الأمين العام لاتحاد المغرب العربي بهدف تنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد في أقرب الآجال. وقال بيان للخارجية، إنه تمت مراسلة الأمين العام لاتحاد المغرب العربي لدعوته إلى تنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد في أقرب الآجال، مضيفا أن وزراء شؤون خارجية البلدان الأعضاء قد تم إطلاعهم على هذا الطلب. وأوضح البيان أن هذه المبادرة تنم مباشرة من قناعة الجزائر الراسخة، والتي عبرت عنها في العديد من المناسبات، بضرورة إعادة بعث بناء الصرح المغاربي وإعادة تنشيط هياكله.