- مدير التربية ببومرداس يخرج عن صمته أثار الفيديو المتداول عبر مواقع التوصل الاجتماعي والذي يظهر طفلا مصابا بالتوحد في حدود السابعة او الثامنة من العمر والذي احتجزته المعلمة في وضعية غير لائقة بين بابي القسم جدلا كبيرا، خاصة وان هذا الاخير ينتمي الى ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ما جعل برواد الفضاء الازرق يثورون على هذا المشهد مطالبين بتدخل الجهات المعنية للتحقيق في الموضوع. تداول روّاد موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك فيديو صادما لجمعية بني سليمان لأطفال التوحد بولاية بومرداس، يظهر طفلا مصابا بالتوحد في حدود السابعة أو الثامنة من العمر احتجزته معلمته في وضعية غير لائقة بين بابي القسم الخشبي والحديدي وكأنه مسجون، وعلّق ناشرو الفيديو بأنّ التلميذ المتمدرس وهو مصاب بالتوحد تعرّض للإقصاء من قبل معلمته فأحالته إلى الوضعية المصوّر فيها. وقد لاقى الفيديو استنكارا واسعا في أوساط المعلقين الذين صبوا جام غضبهم على المنظومة التربوية التي أساءت لهذه الفئة الخاصة من أبنائنا ولم تضمن لها حقها في التمدرس وفق ما ينص عليه الدستور. وطالب المعلقون والمتداولون للفيديو بتوقيف المعلمة التي نعتوها بأقبح الأوصاف. ووجد بعض المعلقين الفرصة لتبادل قصص مأساوية يتعرض لها أبناؤهم خلف أسوار المدارس. وفي السياق، أوضحت العديد من الجمعيات أنه من خلال الفيديو وتحركات الطفل يظهر فعلا أنه مصاب بالتوحد، أنّ هذه الوضعية تزيد من اضطراب طفل التوحد لأنه لا يفهم ما يحل به وقد تعقد وضعه الصحي وتؤزمه، محملة بذلك إدارة المدرسة مسؤولية ما حدث له وما قد ينجر عن ذلك من تدهور لحالته الصحية ونوبات عنيفة. مدير التربية ببومرداس يخرج عن صمته ومن جهته، أكد مدير التربية الوطنية بولاية بومرداس، نذير خنسوس، أن تحقيقات أولية فيما تعلق بقضية الطفل المتمدرس في القسم التحضيري والمصاب بالتوحد التي نشرت على شبكة التواصل الاجتماعي كشفت بأن المعلمة لم تحجز الطفل المصاب بالتوحد. وقال مدير التربية بأنه تم تشكيل لجنة تحقيق داخلية مكونة من عدة إطارات من المقاطعة الإدارية بخميس الخشنة ومن مديرية التربية عقب نشر المقطع من الفيديو على شبكة التواصل الاجتماعي من أجل التحقيق في هذه الحادثة التي وقعت يوم 7 أكتوبر الماضي بمدرسة سيدي سالم ببلدية خميس الخشنة. وبعدما أوضح المدير بأن الطفل المعني الذي يبلغ من العمر 5 سنوات تم إدماجه في القسم التحضيري بهذه المدرسة مع الدخول المدرسي لهذه السنة، أشار إلى أن لجنة التحقيق توصلت إلى أن المعلمة كانت تقوم بغلق الباب الحديدي عند دخولها إلى القسم لأن التلميذ المعني كثير الحركة بسبب مرضه ويريد دائما الخروج. واستنادا إلى نتائج أولية لنفس التحقيق، فقد تصادف خروجه مسرعا من القسم بعدما دق جرس الخروج حيث وجد نفسه بين الباب الحديدي والباب الداخلي لهذه الحجرة، مع دخول الأم إلى ساحة المدرسة من أجل أخذ ابنها إلى البيت فلما لاحظته قامت بتصوير اللقطة بهاتفها المحمول. وفي هذا الإطار، تساءلت لجنة التحقيق - يضيف المدير- عن عدم تحرك الأم و تقديم شكاوى رسمية سواء لمدير المدرسة أو للمقاطعة الإدارية للتربية أو حتى إلى مصالح مديرية التربية يوم 7 أكتوبر الماضي تاريخ تسجيل الفيديو وترك الأمور على حالها. وأكد خنسوس بأن مصالحه بصدد التحضير لاستدعاء أولياء التلميذ المعني من أجل التأكيد لهم بأن مصالح التربية بالولاية وتنفيذا لتعليمات الوزارة تقوم بكل ما في وسعها من أجل إيلاء الأهمية والتكفل الجيد بهذه الفئة الحساسة من المجتمع. ارتفاع معدل الإصابة بالتوحد في الجزائر وللإشارة، كشفت الاحصائيات العالمية المتعلقة بالتوحد في سنة 2018 عن تسجيل 500 ألف طفل مصاب بالتوحد في الجزائر وهي الاحصاءات التي دق بشانها المختصون ناقوس الخطر ورفعوا بشأنها دعوة الى الأولياء من أجل الاحتياط واليقظة. ووصف البروفيسور، مجيد ثابتي، رئيس مصلحة الامراض العقلية للاطفال المراهقين بالشراڤة ورئيس القسم الطبي بمركزالتوحد ببن عكنون، الارقام الاخيرة بالمخيفة وقال إن تسجيل اصابة واحدة بالتوحد من بين 55 مولود جديد أمر يخيفنا كثيرا ، وألح ثابتي على ضرورة الكشف المبكر عن التوحد والتكفل الأنجع بهم لادماجهم في المجتمع مستقبلا واضاف بالقول في تصريحه للقناة الاولى التشخيص المبكر ضروري من اجل ان نتمكن من اعطاء كل المؤهلات اللازمة للطفل من اجل ان يعوض النقص المسجل على المستوى العقلي والنفسي الحركي ونوجه رسالة الى الأولياء بأن يتحركوا حال تسجيلهم لأعراض التوحد ويراجعوا الاطباء. وتنشط في الجزائر جمعيات وطنية واخرى محلية تعنى برعاية الاطفال المصابين بطيف التوحد ومرافقة الاولياء من اجل تكفل امثل بهذه الفئة التي عانت كثيرا في صمت في السنوات السابقة، وتعتبر الدكتورة الجزائرية المقيمة بكندا نوال مزيدي التي جلبت تجربتها الشخصية والمهنية في التعامل مع الاطفال المتوحدين الى الجزائر اضافة كبيرة للعائلات والاطفال على حد سواء خاصة بعد تأسيس جمعيات التوحد في عدة ولايات داخلية ساهمت في تنوير الرأي العام حول وضع الطفل المصاب بطيف التوحد وكيفة تقبل اصابته بتلك الطفرة والتعايش معها. ويعتبر اضطراب طيف التوحد حالة مرضية ترتبط بنمو الدماغ تؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك. يشير مصطلح الطيف في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة. وتختلف مظاهر وميزات طيف التوحد اختلافاً كبيرا، وذلك حسب مستوى التطور والعمر الزمني للفرد. مرض التوحد يصيب الصبيان 3- 4 مرات أكثر من الفتيات.رغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد، حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والمبكر، قدر الإمكان، يمكنه أن يحدث تغييرا ملحوظا وجديا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.