تداول روّاد موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" فيديو صادما لجمعية بني سليمان لأطفال التوحد بولاية بومرداس، يظهر طفلا مصابا بالتوحد في حدود السابعة أو الثامنة من العمر احتجزته معلمته في وضعية غير لائقة بين بابي القسم الخشبي والحديدي وكأنه مسجون، وعلّق ناشرو الفيديو بأنّ التلميذ المتمدرس وهو مصاب بالتوحد تعرّض للإقصاء من قبل معلمته فأحالته إلى الوضعية المصوّر فيها. وقد لاقى الفيديو استنكارا واسعا في أوساط المعلقين الذين صبوا جام غضبهم على المنظومة التربوية التي أساءت لهذه الفئة الخاصة من أبنائنا ولم تضمن لها حقها في التمدرس وفق ما ينص عليه الدستور. وطالب المعلقون والمتداولون للفيديو بتوقيف المعلمة التي نعتوها بأقبح الأوصاف. ووجد بعض المعلقين الفرصة لتبادل قصص مأساوية يتعرض لها أبناؤهم خلف أسوار المدارس. وفي السياق، أوضح نايت بودة فيصلالأمين العام للجمعية الوطنية لاضطراب التوحد ورئيس مكتب ولاية بجاية أنه من خلال الفيديو وتحركات الطفل يظهر فعلا أنه مصاب بالتوحد، وهو ما يعكس الخطر الذي وضعته فيه المعلمة. وأكد المتحدث أنّ هذه الوضعية تزيد من اضطراب طفل التوحد لأنه لا يفهم ما يحل به وقد تعقد وضعه الصحي وتؤزمه، محملا إدارة المدرسة مسؤولية ما حدث له وما قد ينجر عن ذلك من تدهور لحالته الصحية ونوبات عنيفة. الفيديو حسب بودة، يعيد طرح ملف تمدرس أطفال التوحد وضرورة توفير مرافقة الحياة وجميع ظروف التمدرس اللائقة لهذه الفئة التي اغتصبت بالإضافة إلى تكوين المرافقين والمعلمين في كيفية التعامل معهم. مدير التربية: الطفل هو من أغلق الباب على نفسه والمعلمة بريئة نفى مدير التربية لولاية بومرداس نذير خيسوس، الأربعاء، أن تكون معلمة القسم التحضيري، قد قامت بحبس التلميذ محمد مزباش بين بابين. ووصف المتحدث في تصريح ل "الشروق" الطفل ب "كثير الحركة". وقال إنه هو من حشر نفسه بين البابين، بعد خروجه من القسم، وأنه لم يبق في ذلك الوضع سوى بضع دقائق، في وقت كانت فيه والدته بصدد البحث عنه داخل المدرسة، لتجده في تلك الوضعية، ما دفعها إلى اتهام المعلمة بحبسه بتلك الطريقة. وأضاف المتحدث أن المعلمة معروفة بأقدميتها ومشهود لها بالتفاني في أداء مهامها التربوية. كما أشار خيسوس إلى أن الطفل مصاب بالتوحد وجرى تسجيله بالمدرسة "عن طريق وساطة"، دون التصريح بمرضه وإشعار المدير. وأبدى مدير التربية أسفه لوجود حالات لأطفال مصابين بالتوحد، لا يتم التبليغ عنها من طرف الأولياء.