كشف، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن قطاعه يتجه لفتح مدرسة عليا لتكوين الأئمة، تضاف إلى 13 معهدا في هذا المجال. وأوضح الوزير خلال نزوله ضيفا على فوروم الإذاعة، أن الهدف من وراء هذا القرار هو تنظيم منظومة الأئمة وتحديد مهامهم المنوطة بهم، مشيرا إلى استحداث جدع مشترك بين المدارس القرآنية بغية الوقاية من الخطاب المتشدد واسترجاع الإمام لمكانته. وفي سياق آخر، يرى الوزير، أنه على وزارة التربية الوطنية أن تعيد مراجعة مضامين برامج التربية الإسلامية في الابتدائي والمتوسط. من جهة أخرى، أشار الوزير إلى أن الجزائر تمكنت من اجتثاث التشدد والتطرف الديني اللذين شهدتهما أواخر الثمانينيات وفي التسعينات، مستشهدا بلجوء العديد من الدول الأوروبية في مقدمتها فرنسا، ألمانيا وكندا للاستعانة بالأئمة الجزائريين من أجل محاورة العائدين من مناطق النزاع، موضحا أنه يواجه الكثير من الصعوبات في اختيار الأئمة الذين يتم إرسالهم إلى تلك الدول. وأضاف ذات المتحدث أن الجزائر اليوم تبذل جهدا كبيرا في توعية الجيل الحالي من الوقوع في نفس أخطاء الآباء والأجداد سابقا من خلال جعله يفرق بين الإسلامي السياسي و الحقيقي. من جهة أخرى، كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عن إعداد مشروع قانون عضوي خاص بالجمعيات الدينية المسجدية سوف يحدد من خلاله صلاحيات الإمام. ويأتي هذا القانون لوضع حد للتجاوزات التي تشهدها الكثير من المساجد عبر الوطن والتي سمحت لبعض الجمعيات الدينية أن تتدخل في أمور خارج مهامها وحتى تعلم هذه الجمعيات أنها متطوعة وليس لها علاقة بالمضمون الديني للإمام والخطاب المسجدي، مؤكدا أن الأمور سوف تعاد إلى نصابها للمحافظة على كرامة الإمام الذي يصبح هو المدير الرسمي لهذه الجمعيات، بعدما سجلت عدة اعتداءات بلغت 120 اعتداء وخلفت وفاة مؤذنين وإمام. كما أشار المتحدث أن من بين الورشات التي أطلقتها الحكومة في إطار مخطط عملها هو ورشة حماية الإمام، والمؤسسة المسجدية بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والتي تسعي إلى تكريس مبدأ صلاحيات الإمام واسترجاع دوره وكرامته، مشيرا إلى وجود ورشة ثالثة عملت على تكييف ومراجعة مضامين التربية الإسلامية في مختلف الأطوار بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية. وأشار الوزير إلى أن مراسم التطويب التي تمت مؤخرا بكنيسة سانتا كروز بوهران خلفت ارتياحا وطنيا ودوليا كبيرين وذلك من خلال شهادات رجال الدين المسحيين الذين حضروا التطويب أو من خلال أهل وأقارب الضحايا الذين لم يكونوا يتوقعوا الترحاب والتسامح الذي يتميز به الجزائريون.