قال الدكتور عبد الله العشي، المختص في الأدب، ورئيس لجنة تحكيم جائزة المنارة الشعرية في وصف جامع الجزائر الأعظم، بأن الهدف من هذه المسابقة، التي تأتي تزامنا مع الذكرى الثانية والستين لتأسيس إذاعة الجزائر الحرة المكافحة، هو خدمة أمرين اثنين: أولهما تخليد هذه المأثرة التاريخية والحضارية والعمرانية التي تشكل انعطافة هامة في تاريخ الجزائر وهي جامع الجزائر الأعظم، وثانيهما هو محاولة دفع القصيدة الجزائرية لتكون قادرة على التعبير عن مسائل الهوية والانتماء والوطن والتاريخ. وقال أستاذ الأدب بجامعة باتنة، بأن لجنة المسابقة تلقت في ظرف شهرين ونصف أزيد من 600 قصيدة شعرية، ما يعني ربحنا 600 شاعر شاركوا في هذا التسابق، واستبعدنا في إطار التمحيص والتدقيق القصائد التي لا تتوفر فيها الشروط التقنية والموضوعية والقانونية التي أعلنت في قانون الجائزة، ثم في مرحلة ثانية، يضيف المتحدث: قمنا بالعمل العلمي والنقدي من أجل تصنيف هذه القصائد والوصول بها إلى المرحلة الأخيرة، إلى أن وصلنا إلى تحديد هذه المجموعة من الشعراء الفائزين والذين قدموا قصائد في غاية الأهمية، تعد إضافة نوعية للشعر الجزائري ، مؤكدا بأن الفائزين هم ثلاثة من بين أفضل 100 قصيدة جميلة فنيا وشعريا، سوف تجمع منها 40 قصيدة في ديوان شعري يمكن أن يسمى ب ديوان المنارة يؤرخ لهذا الحدث التاريخي الكبير. وعن شروط انتقاء أفضل القصائد، قال ضيف صباح للقناة الأولى الإذاعية، بأن القاعدة الأولى في عملية الاختيار هي أن يلتزم الشاعر بما أعلن عنه في قانون المسابقة، والذي يقول: تدور القصائد حول الجامع الأعظم ودوره الحضاري والثقافي، وبالتالي تستبعد كل قصيدة ليست في هذا الإطار، هنا من الجانب الشكلي، أما الشروط النقدية والجمالية في الاختيار، وهنا كل أنواع الشعر مقبولة بما فيها العمودي والحر والنثري، فكل قصيدة لا توفر الظروف الأساسية للشعر والنقد الأدبي من لغة وصورة وعمق تستبعد بالضرورة . وبخصوص اللجنة المشرفة على المسابقة، قال الدكتور العشي بأنها تضم مجموعة من الأساتذة الجامعيين المختصين في الشعر بشكل أساسي معظمهم شعراء واللجنة مكونة من 5 أعضاء أربعة منهم شعراء والخامس ناقد، وتجربتهم لا تقل عن 20 عاما في الاهتمام بالشعر ودراسته ونقده وتدريسه. وعن مستوى المنافسة وأداء الشعراء المتنافسين، قال الناقد الأدبي عبد الله العشي بأن اللجنة سجلت مشاركات رائعة وقوية لشعراء جزائريين تؤكد بأن ما يكتب من شعر في الجزائر يعتبر من أحسن ما يكتب من شعر في العالم العربي، فضلا عن أن بعضا منهم له جوائز ومشاركات في مهرجانات شعرية خارج الوطن، لكن غير معروف لدى الكثير من الجزائريين، متسائلا عن سبب غياب هؤلاء عن المشهد الأدبي والشعري الجزائري، وداعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة الاستثمار في هؤلاء من خلال تشجيع مثل هذه المنافسات ودعمها وتمويلها، لأن الشعر معول من معاول العودة إلى الهوية المسلوبة، على حد تعبير العشي، إلى جانب كل العلوم والفنون الأخرى.