دخلت مهمة الفريق الأممي برئاسة الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت، في مدينة الحديدة يومها السابع وسط هدنة هشة رافقتها اتهامات متبادلة بين طرفي النزاع بارتكاب خروقات لوقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه خلال اتفاق استوكهولم، تخللتها العديد من العراقيل التي تعيق التنفيذ الميداني للاتفاق. وبحسب تقارير الأممالمتحدة، فإن مهمة الفريق التابع لها تتمثل، بتثبيت وقف إطلاق النار، ومراقبة آلية تنفيذ إعادة الانتشار العسكري وانسحاب قوات الطرفين وتسليم المدينة والمنشئات الحيوية لقوات محايدة وفق ما كانت عليه المدينة في العام 2014 إضافة إلى فتح المنافذ البرية والبحرية في الحديدة أمام المساعدات الإنسانية. وقالت مصادر إعلامية في مدينة الحديدة إن الفريق الأممي المكلف بالإشراف على تنفيذ اتفاق السويد الذي عرف مشاركة ممثلي طرفي النزاع خلال الفترة من 6 إلى 13 ديسمبر الجاري، بدأت يوم الأربعاء الماضي أول اجتماعاتها لمناقشة الإجراءات العملية لتنفيذ الاتفاق، مضيفة بأن رئيس الفريق الأممي قام خلال الاجتماع بتسليم ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين في لجنة إعادة الانتشار العسكري الخطة الخاصة بإعادة الانتشار والانسحاب من الحديدة وموانئها الثلاثة بموجب اتفاق استوكهولم. وأكدت المصادر أن ممثلي الطرفين في اللجنة قدما ملاحظات وتفسيرات متباينة لخطة الانسحاب وتسليم الموانئ، حيث يشدد ممثلو الحكومة اليمنية على تسليم المدينة والموانئ للقوات التي كانت متواجدة في المدينة قبل سيطرة الحوثيين عليها بينما يريد الحوثيون التسليم وفق رغبتهم فقط، موضحة أن خطة الفريق الأممي اشتملت على آلية انسحاب مقاتلي جماعة الحوثي من الثلاثة الموانئ، ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى، وأجزاء من مدينة الحديدة خلال مدة تنتهي منتصف الأسبوع الحالي غير أن الحوثيين لم يلتزموا حتى الآن بالتنفيذ الحرفي للاتفاق. ويوم السبت الماضي، أعلنت جماعة الحوثي بدء سحب مقاتليها من ميناء الحديدة الإستراتيجي وتسليمه لقوات خفر السواحل على أنها القوات المحايدة التي نص عليها اتفاق السويد والخطة الأممية للانسحاب. وقالت مصادر إعلامية مطلعة، إن ممثلي الحكومة اليمنية في اللجنة شددوا على أن قوات الأمن المحلية التي ستكون مسؤولة عن أمن مدينة الحديدة والموانئ التابعة لها يجب أن تكون تابعة للحكومة المعترف بها دوليا وفقا للقانون اليمني ، وهو ما يرفضه ممثلو جماعة الحوثي في اللجنة. وبحسب المصادر، فإن ممثلي الحكومة إعتبروا في حديثهم لرئيس الفريق الأممي أن ما قامت به جماعة الحوثي يعد التفاف على المسار القانوني لتنفيذ اتفاق السويد وهو ما يهدد بفشل الاتفاق. تناقضات في تنفيذ باقي بنود اتفاق الحديدة لم تقف التباينات والتفسيرات المتناقضة التي تقدمها الأطراف اليمنية لاتفاق السويد، بشأن مدينة الحديدة عند عملية إنسحاب القوات من المدينة والموانئ، وإنما تعدى ذلك إلى بنود أخرى أبرزها فتح الممرات للمساعدات الإنسانية. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت يوم السبت الماضي، موافقة ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار على البدء في فتح الممرات الإنسانية المغلقة بدءا من طريق الحديدة صنعاء تتبعها طرق أخرى على مراحل وذلك كإجراء لبناء الثقة. وقالت إن قافلة إنسانية ستتحرك من ميناء الحديدة على طول الطريق الرابط بين الحديدة وصنعاء غير أن المبادرة التي وافق عليها الطرفان الجمعة المنصرمة تعذر تنفيذها. ويوم الأحد الماضي، أعلنت الأممالمتحدة أنه تم التنصل عن تنفيذ بنود إتفاق فتح ممر آمن لمرور المساعدات الإنسانية من ميناء الحديدة الى صنعاء والمحافظات الأخرى. وأشارت في بيان لها إلى أنه لم يتم فتح الطريق السريع الحديدة، صنعاء، كممر إنساني لتقديم المساعدات الإنسانية على النحو المتفق عليه خلال الاجتماع المشترك الأول للجنة تنسيق إعادة الانتشار. وأعرب البيان عن خيبة أمل رئيس لجنة المراقبة المعين من الأممالمتحدة الجنرال كاميرت، إزاء الفرص الضائعة لبناء الثقة بين الطرفين. وقال البيان إن تنفيذ تدابير بناء الثقة والاتفاق ينبغي أن يتم بالتزامن وأن أي خطوة لإعادة الانتشار لن تكون ذات مصداقية إلا إذا تمكنت جميع الأطراف والأممالمتحدة من المراقبة والتحقق من أنها تتماشى مع إتفاق استكهولم. ومن جانبها، أكدت مصادر سياسية يمنية أن طرفي الصراع اتفقا يوم الجمعة الماضية على فتح الطرق المغلقة بهدف تأمين ممر للمساعدات الإنسانية ونص الاتفاق على البدء بتسيير قافلة إغاثية من ميناء الحديدة إلى العاصمة صنعاء صباح السبت غير إن الاتفاق لم يجد طريقه للتنفيذ، مشيرة إلى أن الطرفين تبادلا التهم بخصوص عرقلة تنفيذ الإتفاق غير أن القوات التابعة لجماعة الحوثي هي التي تسيطر على هذا الممر عند المدخل الجنوبي للمدينة لكن لا يعرف من هو المعرقل الرئيسي لهذا الاتفاق. وقالت المصادر إن المهمة التي أنجزت حتى الآن بشأن اتفاق السويد تتعلق بوقف إطلاق النار والذي لم يسلم من الخروقات بينما هناك الكثير من العراقيل والصعوبات التي تقف في طريق استكمال تنفيذ الإتفاق وتهدد بإفشاله. ومن المقرر أن تواصل اللجنة المشتركة برئاسة الجنرال كاميرت، إجتماعاتها ولن تغادر مدينة الحديدة، قبل انتهاء المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وإعادة انتشار القوات الحكومية والحوثيين إلى خارج مدينة الحديدة ومينائها وتسليمها لقوات محايدة. وبحسب بيان أصدرته الأممالمتحدة فإن الأطراف تستعد لتزويد رئيس اللجنة بالخطط التفصيلية لإعادة الانتشار الكامل التي ستتم مناقشتها في اجتماع اللجنة القادم والمقرر عقده الأول من شهر يناير وسط مدينة الحديدة. وحظي اتفاق السويد بشأن مدينة الحديدة باهتمام ودعم دولي حيث صادق مجلس الأمن الدولي وبالإجماع يوم الجمعة قبل الماضية على قرار يقضي بإرسال بعثة مراقبين عسكريين غير مسلحين إلى اليمن لمراقبة مدى إلتزام الحكومة اليمنية والحوثيين باتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة الذي دخل حيز النفاذ في ال18 من ديسمبر.