تواجه وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، بداية من الأسبوع القادم، غضب نقابات القطاع التي توعدت بشل جميع المؤسسات التربوية مع بداية الفصل الثاني من السنة الدراسية، وذلك نتيجة لعدم التزام الوزيرة بالتزاماتها وتعهداتها وأيضا للتضييق على العمل النقابي، ما ينبئ بتكرار سيناريو السنة الماضية اين تسببت النقابات في شل المؤسسات التربوية لمدة تزيد عن الشهرين ونصف في بعض الولايات. وفي السياق، قررت النقابة عمال التربية والتكوين أسانتيو في البيان الختامي للمجلس الوطني الاستثنائي في دورة ال34، المنعقد في ولاية البليدة، الدخول في حركة احتجاجية يحدد شكلها وتاريخها ومدتها لاحقا، وذلك تنديدا بسياسية وزارة التربية الوطنية في التعامل مع الشركاء الاجتماعيين، من خلال غلق قنوات الحوار الجاد، ومحاولتها القضاء على حرية ممارسة العمل النقابي، إضافة إلى تهميش مطالبهم وهضم حقوقهم المهنية والإجتماعية. كما شددت النقابة على إجبارية التطبيق الفوري للمرسوم الرئاسي رقم 14/266 بأثر رجعي منذ تاريخ صدوره، واستدراك الأسلاك التي مسها الإجحاف في التصنيفات الجديدة، مع المطالبة بإدماج للأسلاك المشتركة، والعمال المهنيين في القانون الأساسي للقطاع، أو الإلغاء النهائي للمادة 87 مكرر واستحداث منحة تعيد راتبهم إلى المستوى الذي يكفل لهم العيش الكريم. ومن الناحية البيداغوجية، دعا البيان إلى تخفيض الحجم الساعي للأساتذة خصوصا في التعليم الابتدائي، مستهجنا مساس وزارة التربية بكيفيات إجراء امتحانات شهادة البكالوريا، وذلك قبل إدخال إصلاحات على التعليم الثانوي. وفي سياق متصل، حذرت الأسانتيو من محاولة المساس بحق الأساتذة وموظفي القطاع بعطلة نهاية الأسبوع، المكفولة قانونا بحجة المعالجة البيداغوجية. الكناباست يتجه لشن حركة احتجاجية الأسبوع المقبل من جهته، يتجه المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار لشن حركة احتجاجية وشل المدارس، بسبب عدم استجابة وزارة التربية الوطنية للمطالب التي رفعتها النقابة. وأكد المكلف بالإعلام في الكناباست ، مسعود بوديبة، في تصريح إعلامي، أنه سيتم الفصل في قرار الدخول في احتجاجات وتحديد أفقها خلال اجتماع المجلس الوطني ل الكناباست ، المقرر عقده اليوم، وأضاف بوديبة، أنه سيتم حسم الموقف بشكل نهائي، تحسبا لاجتماع التكتل الوطني لنقابات التربية، الذي سينعقد في ال7 جانفي المقبل، حيث ستتخذ النقابات قرارا موحدا فيما يخص موقفها من الإضرابات، وتضع خطة لكيفية تنظيم العملية. وعن أبرز الملفات التي ستطرح للنقاش خلال اجتماع اليوم، أشار المتحدث إلى أنه سيتم مناقشة واقع وظروف عمل الأساتذة على مستوى القطاع، وتجاهل وزارة التربية الوطنية للمطالب والشكاوى المرفوعة إليها من قبل النقابات في العديد من المرات. وفي السياق ذاته، أوضح مسعود بوديبة، أنه سيتم مناقشة أوضاع النقابيين، والمشاكل التي يتخبطون فيها، كما ستطرح قضية الأستاذتين المفصولتين من العمل، وعدم إدماجهما في منصبيها مرة أخرى، على مستوى جامعة الجزائر وسط. من جهة أخرى، كشف المتحدث الرسمي ل الكناباست ، أن القرارات التي سيتم اتخاذها خلال لقاء التكتل الوطني لنقابات التربية الوطنية، الاثنين المقبل، ستنفذ بشكل آلي دون إخطار الوزارة الوصية، حيث سيدخلون مباشرة في الإضراب بعد الاتفاق عليه، مشيرا إلى أنه سبق وأن تم إصدار بيانين الشهر المنصرم لإبلاغ وزارة التربية الوطنية بمشاكل القطاع ومدى تعفنه لكنه لم يتغير شيئا، ولم تحرك الأخيرة ساكنا، مؤكدا أنه هذه المرة لن يتم انتظار رد الوزارة، وإنما سيتم التحرك.