رعب إسباني من قوة البحرية الجزائرية تتزايد يوما بعد يوم توجسات دول الجوار وحوض المتوسط من قوة الجيش الوطني الشعبي، والذي فرض نفسه كقوة فاعلة في المنطقة بفضل احترافيته الكبيرة وتمرسه في التقنيات الحربية من جهة، والعتاد المتطور الذي بات يحوزه بفضل المقتنيات الحربية الأخيرة من جهة أخرى، هذه العوامل جعلت العديد من المسؤولين العسكريين السامين في المنطقة يعبرون عنوة عن قلقهم من تعاظم قوة جيشنا الذي عزز مكانته كأقوى جيش على المستوى الإفريقي والعربي. وتؤكد تقارير أجنبية، أن الجزائر تسير للتحول إلى قوة عسكرية كبرى في البحر الأبيض المتوسط بتشغيل غواصتين جديدتين وامتلاك أسلحة نوعية مثل صواريخ كالبير الروسية، وأصبحت البحرية الجزائرية تتوفر ست غواصات من نوع كيلو البعض منها من 877 فئة، وهو رقم هام في سلاح البحرية لأي بلد، وتوجد ضمن أربع دول التي لديها غواصات متعددة في البحر الأبيض الى جانب فرنسا وتركيا وإيطاليا. وتتجلى قوة هذه الغواصات الجديدة في المدة التي تبقى فيها في البحر وتتجاوز الشهر والنصف، ثم نوعية الأسلحة التي تستخدمها وهي صواريخ كالبير التي استعملتها روسيا في ضرب تنظيم داعش في سوريا خلال 2017 و2018. وخلال الخمس سنوات الأخيرة، حصلت الجزائر على أسلحة نوعية من طرف روسيا وهي غواصات كاليبر لحماية مياهها الإقليمية من السفن المعادية، وصواريخ كالبير التي تعد من الصواريخ المتطورة في الترسانة الروسية والصينية تثير قلق الدول الغربية، وبالخصوص جنوب أوروبا مثل اسبانيا وإيطاليا بل وحتى فرنسا، ثم حصلت على منظومة الدفاع إس 400، ويعتقد أن الجزائر هي أول دول حصلت على هذه الصواريخ بعد روسيا الدولة المصنعة. وإضافة الى عائلات الطائرات التي تمتلكها وهي نوع ميغ وسوخوي، فهذه الأسلحة النوعية، بحسب نفس المصدر، تعطي للجزائر مكانة عسكرية مهمة. وهنا لم يتوان مسؤولون عسكريون سامون في التعبير عن توجسهم من تعاظم قوة الجيش الجزائري، حيث قال الرقم الثاني في قيادة أركان القوات البحرية الإسبانية، الأميرال مانوال غاراث، إن بلاده تعتبر نفسها معرضة للهجوم من الجزائر بنفس المستوى مع جارتها البرتغال، وسط تساؤلات في الصحافة الإسبانية عن هذا التعاظم الكبير لسلاح الغواصات الجزائري، الذي تفوق على نظيره الاسباني بدأ يفقد رقابته على مياه جنوب الجزيرة الأيبيرية لصالح البحرية الجزائرية. وجاء هذا الموقف الإسباني الرسمي عبر أميرال الأسطول البحري الإسباني، مانوال غاراث، خلال احتفالية للبحرية الإسبانية في مدينة فيغو شمال غرب البلاد والمطلة على المحيط الأطلسي، وذلك ردا على سؤال بخصوص عمليات التسلح الأخيرة للبحرية الجزائرية وتسلمها غواصات روسية حديثة قبل أسابيع. ونقلت الصحيفة الإلكترونية الإسبانية إل كونفيدينثيال ديجيتال ، أن عدة تساؤلات طرحت خلال احتفالية البحرية الإسبانية بمدينة فيغو الأطلسية ودور الأخيرة في المنطقة، ومن بينها فقدان إسبانيا مؤخرا لرقابتها على مياه جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية لصالح قوات بحرية لدول مجاورة، وخاصة البحرية الجزائرية وسلاح الغواصات الخاص التابع لها. ووفق ذات الصحيفة، فإن أسئلة أخرى طرحت خلال الحدث، ومن بينها أن إسبانيا لكونها تمتلك حاليا غواصتين اثنتين فقط في حالة نشاط، وهو ما يجعلها في وضع متأخر مقارنة بالقوة المتعاظمة للجزائر في مجال الغواصات. وشدد المصدر نفسه، على أن الجزائر على سبيل المثال تتوفر اليوم على سلاح للغواصات جد متطور، ويمكن القول إنه من الناحية الكمية يتفوق كثيرا على نظيره الإسباني، موضحا أن سلاح الغواصات الجزائري وصل مستوى من التطور لم يسبق وأن وبلغه سابقا. وذكرت مصادر بالبحرية الإسبانية للموقع ذاته، أن مدريد تتوفر حاليا على غواصتين فقط لتغطية 3500 كيلومتر من الساحل الإسباني، بينما قامت الجزائر باستلام غواصتين حديثتين مؤخرا من صنع روسي، بعد أن تقدمت بطلبيتها عام 2014، وهما من نوع كيلو 636 أم، مشيرا إلى أن الجزائر تقدمت بطلب آخر لشراء سفينتين من هذا النوع في الفترة الأخيرة.