ارتفع عدد الجرحى نتيجة التدخل الهمجي لقوات القمع المغربية الأحد الماضي ضد النازحين الصحراويين "بمخيم الكايز" شرق السمارةالمحتلة إلى 54 جريحاً، حسبما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية. وقال المصدر أن قوات الاحتلال المتكونة من الجيش والدرك الملكي والدرك الحربي والقوات المساعدة أقدمت على تطويق المخيم لوقف زحف وتوافد الصحراويين والتدخل بعنف وبقوة ضدهم ما نتج عنه تحطيم المخيم بالكامل والتنكيل بكل النازحين ب "قسوة ووحشية". وقد خلف التدخل إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المعتصمين وأكدت مصادر من داخل المدينة أن غالبية المصابين لا زالوا تائهين في مختلف ضواحي المدينة بعد أن منعوا من العودة إليها بفعل المطاردة التي يتعرضون لها في ظل التطويق الأمني والحصار العسكري. ورد الشباب الصحراوي على التدخل القمعي لقوات الاحتلال المغربية في حق المواطنين الصحراويين العزل، بمحاولة إقامة سلسلة بشرية بغية منع القوات المخزنية من التقدم ودون استعمال أبسط وسائل العنف، الشيء الذي خلف عددا من الضحايا. وحسب الأنباء الأولية فقد شارك في عملية القمع والتنكيل وحرق الخيم والعبث بمحتوياتها، عدد من القوات المساعدة والدرك وبعض أفراد القوات العسكرية المغربية، وأفاد شهود عيان أن أفراد هذه القوات عمدت إلى مصادرة الخيم وسكب ما كان بحوزة العائلات من مواد غذائية وخلطها بالتراب، بعد أن حاصرت من تبقى في المخيم من نساء وعائلات وجرحى. من جهة أخرى دعا الاتحاد العام للعمال الصحراويين كل النقابات العمالية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للتعبير عن إدانتهم للقمع المغربي الممنهج والحصار المفروض على المواطنين الصحراويين النازحين مؤخرا في مخيمات خارج مدن الصحراء الغربيةالمحتلة. وعبر الاتحاد عن قلقه الشديد للوضعية المتدهورة التي يعاني منها هؤلاء المواطنون، الذين خرجوا في هذه الحركة الاحتجاجية السلمية للتعبير عن رفضهم سياسات الاحتلال المغربي لتفقيرهم، وتجويعهم، في حين يستغل نظام الرباط ثروات الصحراء الغربية بشكل خطير. كما عبر الاتحاد عن قلقه مما تعده قوات الاحتلال للمواطنين القاطنين في هذه المخيمات الآن، خصوصا وأن الجيش المغربي وقوات الأمن الأخرى تحاصره، وتمنع عنه كل المعونات والدعم، بل وقامت بالتنكيل بكل المواطنين الذين يحاولون زيارة أو الالتحاق بأهاليهم هناك. وكانت مصادر متطابقة من مدينة العيونالمحتلة قد أفادت أن الجيش المغربي شرع في تشييد جدار رملي شرق المدينة لمنع تدفق آلاف النازحين الصحراويين الجدد إلى "مخيمات الاستقلال" للاحتجاج على سياسة التهميش والتفقير المنتهجة ضدهم. وأضافت المصارد ذاتها أن الجيش المغربي إلى جانب القوات المساعدة شدد من حصاره على النازحين الصحراويين بتطويق كل المنافذ المؤدية لهم، وقام بمطاردة السيارات القادمة من العيونالمحتلة ومنعها من دخول المخيم باستخدام الرصاص الحي والحجارة وقنينات الزجاج والهراوات. وحذرت المصادر ذاتها من وقوع كارثة إنسانية وتقتيل جماعي بحق الصحراويين العزل، سيما وأن الجيش المغربي يعمد بعد مطاردة الوافدين إلى مصادرة سياراتهم وأمتعتهم قبل الاعتداء عليهم بالضرب والسب والشتم.