دعا الاتحاد الإفريقي، في ختام قمته في أديس أبابا، خلال اليومين الماضيين، إلى تنظيم مؤتمر للمصالحة حول ليبيا مطلع جويلية القادم، يكون متبوعا بانتخابات عامة في أكتوبر القادم، وذلك بهدف إيجاد حل للنزاع الداخلي الذي يمزق البلاد منذ 2011. وجاء في بيان أصدره الاتحاد الإفريقي في ختام قمة عقدت يومي الأحد والاثنين في أديس أبابا، نقلته تقارير إعلامية ليبية يوم الثلاثاء، أن الجمعية العامة كلفت رئيس المفوضية الإفريقية، موسى فكي، ببذل جهود من أجل الدعوة لمؤتمر دولي في أديس أبابا في جويلية، حول المصالحة في ليبيا بإشراف الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة. وأفاد ذات المصدر أن اللجنة رفيعة المستوى حول ليبيا كلفت بإتخاذ التدابير اللازمة، بالاشتراك مع الأممالمتحدة، لتنظيم المؤتمر الوطني الليبي للسلام والمصالحة الشاملة في النصف الأول من جويلية المقبل، كما دعتها إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أكتوبر المقبل. وكانت اللجنة التي ترأسها الكونغو وتضم في عضويتها كلا من الجزائر وتشاد ومصر وأثيوبيا وليبيا وموريتانيا والنيجر وجنوب إفريقيا والسودان وتونس قد عقدت السبت الماضي على هامش القمة إجتماعا في أديس أبابا حضره مندوبون عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. وعززت الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي خلال القمة ال32 للاتحاد الإفريقي تعاونهما حول الملف الليبي والتزما بتوجه جديد يتمثل في تنسيق أوثق بين المنظمتين من أجل تنفيذ خطة عمل رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة لإخراج هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا من أزمته. يذكر أن خطة عمل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة وصلت إلى طريق مسدود بسبب الخلافات بين الفرقاء التي حالت دون تنظيم الملتقى الوطني الجامع الذي كان مقررا عقده مطلع جانفي الماضي، بينما تتمثل بقية نقاط الخطة في إجراء انتخابات تشريعية واستفتاء على الدستور وانتخابات رئاسية قبل نهاية 2019، والتي ينتظر ان يتم تحديدها في اطار جدول زمني من خلال عقد الملتقى الجامع. التدخلات الأجنبية سبب تعقيد الأوضاع في ليبيا من جهته، كان مفوض السلم والأمن الإفريقي، إسماعيل شرقي، قد صرح من قبل إنه تم التوصل لاتفاق مع الأممالمتحدة للترويج لعقد مؤتمر مصالحة فى ليبيا وتنظيم إجراء الانتخابات المقبلة، داعيا لوقف التدخلات الخارجية في ليبيا فورا والتي شدد على أنها السبب في تعقيد الوضع وتكريس مبدأ عدم الاستقرار في البلد. وبعد أن أبرز أن القمة ناقشت الوضع الأمني في ليبيا وخاصة انتشار الميليشيات المسلحة والجماعات الأخرى، قال إسماعيل شرقي، أن تأثيرات الوضع في ليبيا تمتد إلى دول الجوار، موضحا أن الهجوم الإرهابي الأخير في تشاد ما هو إلا دليل على ذلك وهو ما يستدعي- كما قال- إتخاذ قرار بشأن عقد المصالحة الليبية في ختام القمة. وأضاف أن حركة الشباب الإرهابية، تشكل خطرا على أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي، مؤكدا أنه حان الوقت لدعم المجتمع الدولي لتحديات الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة بشأن ليبيا لوقف التدخلات الأجنبية فورا ومعالجة الوضع الأمني. ومن جهته، قدّم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة إحاطته الاثنين أمام القمة الإفريقية بأديس أبابا، حيث أوضحت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا في بيان عبر صفحتها الرسمية أن سلامة تناول في إحاطته التي قدّمها رفقة وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، حول آخر التطورات في ليبيا وسير العملية السياسية. وأضافت البعثة الأممية أن الممثل الخاص وديكارلو رحبا بتعاون أكبر مع الإتحاد الإفريقي للدفع في تنفيذ خطة الأممالمتحدة من أجل ليبيا.