تلتئم مجموعة الاتصال حول ليبيا اليوم الخميس بمقر الاتحاد الافريقي بأديس أبابا، لبحث مستجدات الوضع السياسي و الأمني في هذا البلد الغارق في الفوضى والاقتتال، فيما سيبحث مبعوث الاممالمتحدة إلى ليبيا مع مسؤولين أفارقة عن "دور أكبر" للاتحاد الافريقي في محاربة تمدد التنظيمات الإرهابية في دول الساحل. و يأتي انعقاد مجموعة الاتصال حول ليبيا في الوقت الذي يشهد فيه المسار السياسي في هذا البلد "بطئا" في التنفيذ بينما يتوسع نفوذ تنظيم (داعش) الإرهابي في ليبيا و منطقة الساحل، حسب رئيس بعثة الأممالمتحدة لدى ليبيا مارتن كوبلر، المتواجد في أديس أبابا لحضور أشغال اجتماع مجموعة الاتصال حول الشأن الليبي. وعشية انعقاد مجموعة الاتصال أعرب كوبلر عن "قلق" الدول أعضاء مجلس الأمن الدولي إزاء "بطء المسار السياسي" في ليبيا مقابل توسع تنظيم (داعش) في البلاد و في دول منطقة الساحل الافريقي. وأكد كوبلر في مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء في تونس "ان تنظيم (داعش) مستمر في التمدد والتوسع في ليبيا و بالتإلى يتعين أن يكون تقدم العملية السياسية أسرع من تحرك (داعش)". وأشار في هذا السياق إلى التأخر في تشكيل مجلس الدولة في ليبيا ودعا إلى الاسراع بتشكيله "لتوفير الركائز الثلاث لسلطة الدولة الليبية" وهي البرلمان وحكومة الوفاق ومجلس الدولة، مشددا على "أهمية تشكيل حكومة جديدة قوية (في ليبيا) تستطيع التوجه إلى مجلس الأمن لطلب رفع الحظر والتسلح ضد تنظيم (داعش)". وتوقف في هذا الصدد أمام مطالبة مجلس النواب الليبي البرلمان المعترف به دوليا بتعديل المادة الثامنة من الاتفاق السياسى الموقع في 17 ديسمبر الماضى وهو الطلب الذي ترافق برفض حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فايز السراج بسبب "ارتفاع عدد أعضائها ( 32 وزيرا)". وكان البرلمان الليبى بطبرق (شرق) رفض منح ثقته لحكومة السراج مطالبا المجلس الرئاسي بتقليص عدد الوزراء وتعديل المادة ال 8 من الاتفاقية التى تنص على نقل كل صلاحيات المناصب الأمنية والعسكرية والمدنية إلى مجلس رئاسة وزراء حكومة الوفاق بعد توقيع الاتفاق مباشرة على أن يتخذ مجلس الوزراء قرارا بشأنها خلال مدة لا تتجاوز عشرين يوما. وفي حال عدم اتخاذ قرار خلال هذه المدة يقوم المجلس باتخاذ قرارات تعيينات جديدة خلال مدة ثلاثين يوما. ودعا مارتن كوبلر أطراف الصراع في ليبيا إلى "تجاوز الخلافات" محذرا في نفس الوقت من تردي الأوضاع الأمنية في العاصمة الليبية التي قال "أنها تخضع لسيطرة الميليشيات" ما تسبب في ارتفاع الجريمة وعمليات الخطف. وشدد على أن "هذا أمر لا يمكن القبول باستمراره وبالتالي لابد من الإسراع في ايجاد منظومة أمنية وعسكرية قوية لوضع حد لهذه الفوضى التي جعلت جعلت ليبيا اليوم تصبح الدولة الوحيدة في العالم التى فيها ميليشيات مسلحة تتلقى مخصصاتها المالية من البنك المركزى" كما قال مرجعا هذا الأمر إلى الفراغ السياسى و الامنى و العسكرى في البلاد. - كوبلر يبحث عن "دور إفريقي أكبر" لمواجهة تمدد التنظيمات الإرهابية- على صعيد آخر سيبحث كوبلر بأديس أبابا مع هامش اجتماع مجموعة الاتصال مع مسؤولين من الاتحاد الإفريقي عن ما وصفه ب "دور أكبر للاتحاد" في الأزمة التي يعانيها دول الساحل الأفريقي والمتمثلة في توسع وتمدد المنظمات الإرهابية في عدد من الدول الافريقية مثل (بوكو حرام) التي تنشط بنيجيريا و الدول المجاورة لها. وحذر كوبلر من أن "(داعش) يتوسع نحو الجنوب ويشكل خطرا على النيجير وتشاد وهناك منظمات إرهابية في دول الساحل ونيجيريا، لذلك -يضيف -فان الاتحاد الأفريقي ينبغي أن يكون لديه دور أكبر وكذلك جامعة الدول العربية في الحرب على تلك المنظمات الإرهابية". وقد شكل الوضع في "الساحل ودور البلدان المجاورة لليبيا في دعم المسار السياسي الجاري في هذا البلد" محور مباحثات وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد رمطان لعمامرة مع نظرائه التشادي و المصري على هامش الدورة ال28 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، حسبما أفاد به اليوم الخميس بيان لدائرته الوزارية. كما تطرق السيد لعمامرة مع وزير الشؤون الخارجية التشادي السيد موسى فاكي محمات الذي سترأس بلاده الاتحاد الإفريقي في العام الجاري إلى المسائل الرئيسية المدرجة في جدول أعمال القمة لاسيما مكافحة الإرهاب. و سمحت مباحثات رئيس الدبلوماسية الجزائرية مع نظيره المصري السيد سامح شكري حول "آخر المستجدات على الساحة الليبية" تحسبا للاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا المنتظرة اليوم بتأكيد البلدين مجددا "التزامهما بمواصلة جهودهما دعما للمثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا". وأصبحت ليبيا مبعث قلق إقليمي مع سيطرة تنظيم (داعش) على أراض هناك عمله على تجنيد مزيدا من المتطرفين الأجانب إلى صفوفه، وخصوصا من منطقة شمال أفريقيا حسب المراقبين. وفي انتظار تحقيق تقدم سياسي ملموس في ليبيا يبقى الليبيون في أمس الحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة و هو ما أكده وزير الصحة الليبي رضا العوكلى ومنظمة الصحة العالمية الذان دعايا أمس الأربعاء المانحين إلى مساعدة ليبيا في إعادة بناء نظام الرعاية الصحية المدمر ومكافحة التفشى المتزايد للإمراض و"ألا ينتظروا لحين تشكيل حكومة وحدة وطنية" نظرا لحجم المأساة الإنسانية.