- الإنقسامات وعقدة الزعامة تضعف فرص المعارضة للتوافق تلقت مبادرة المرشح التوافقي للمعارضة ضربة قاصمة عشية الاجتماع المقرر ببيت الشيخ جاب الله، حيث أعلن الجنرال المتقاعد، علي غديري، عدم مشاركته بالاجتماع وهو أحد الأسماء التي رشحت بقوة للتوافق، وجاء هذا في سياق تؤكد فيه جل المعطيات المتواترة ضعف فرص التوصل إلى موقف حاسم، في ظل الانقسامات وعقدة الزعامة التي تميز العديد من القادة السياسيين لهذا التيار. تلتقي اليوم في مقر حزب جبهة العدالة والتنمية، أحزاب سياسية وشخصيات مستقلة ومجموعة من المترشحين للانتخابات الرئاسية، من أجل بحث فرص المعارضة السياسية في بلورة موقف موحد سواء بالمقاطعة أو التوافق حول مرشح معين. ويعتبر اللقاء الذي يتوج سلسلة من المشاورات السياسية التي أطلقها رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبدالله جاب الله، خلال الأسبوعين الأخيرين، الفرصة الأخيرة أمام المعارضة من أجل لملمة شتاتها، لكن مراقبين يستبعون إمكانية التوصل إلى موقف حاسم، في ظل الانقسامات وعقدة الزعامة التي تميز العديد من القادة السياسيين والمترشحين لخوض الاستحقاق، وفي نفس الوقت صعوبة تقديم تنازلات متكافئة بين الفاعلين في المشهد، لكنها أبقت إمكانية إقامة تحالفات داخلية قائمة. وعشية الاجتماع الحاسم، تلقت المبادرة صفعة قوية من طرف الجنرال المتقاعد، علي غديري، الذي أعلن عدم مشاركته في الاجتماع بدون تقديم أي اسباب، وجاء الإعلان على لسان المحامي مقران آيت العربي، منسق الحملة الانتخابية للمترشح علي غديري الذي قال في بيان له امس: يعلن مقران آيت العربي، منسق الحملة الانتخابية للمترشح علي غديري، أن هذا الأخير لن يشارك في اللقاء الذي سينعقد يوم 20 فيفري الحالي . وحطم غديري، الذي كان من ابرز الاسماء المتداولة لتمثيل المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، آمال أصحاب المبادرة، والتي انتعشت قليلا أمس الأول بتأكيد وزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، أنه يدعم المترشح التوافقي للمعارضة إن تم الاتفاق بشأنه. الإبراهيمي قال في أول رد فعل له بعد لقائه مع عبد الله جاب الله، في إطار المشاورات قبيل الانتخابات: أنا تركت السياسة نهائيا في 2005، وأنا أعتني بوضعي الصحي لا غير ، وأضاف: أنا أقدّم النصيحة فقط، وفكرة المرشح التوافقي فكرة إيجابية ، وعن إمكانية دعمه لمرشح توافقي، قال الإبراهيمي: إذا حصل توافق فعلي حول اسم، فلما لا . وألمح عبد الله جاب الله، في تصريحات سابقة إلى الصعوبات التي تعتري الاتصالات التي باشرها من أجل توحيد صفوف المعارضة ، في إشارة إلى عدم استعداد بعض الأطراف لتقديم التنازلات المطلوبة، وهو ما يطرح استحالة التوصل إلى تحقيق حلم المتحدث، والاكتفاء بتحالفات ثانوية لا تفي بغرض الضغط على مرشح السلطة، حسب ما يؤكد عدد من المراقبين. ويرتقب مشاركة عدد من زعماء تيار المعارضة في اجتماع اليوم ببيت جاب الله، حيث كشف البرلماني، لخضر بن خلاف، بأن أكثر من عشرة دعوات وجهت لشخصيات ورؤساء أحزاب معارضة من أجل بحث مبادرة التوافق الوطني في لقاء موسع بمقر جبهة العدالة والتنمية. وقال بن خلاف في تصريحات إعلامية، أمس، إن الدعوات تم تسليمها لرئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، ورئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، والجنرال المتقاعد، علي غديري، ورئيس حزب إتحاد القوى الديمقراطية والإجتماعية نور الدين بحبوح، والناشط السياسي كريم طابو، والوزير الأسبق عبد العزيز رحابي، والكاتب الصحفي سعد بوعقبة، والمؤرخ محمد عباس. كما تم الاتصال بأحزاب وشخصيات لم تكن مبرمجة، وافقت على الحضور بصفة ملاحظ في الاجتماع.