تواصل أحزاب المعارضة مساعيها للحاق بالحراك الشعبي المطالب بالتغيير والإصلاحات السياسية في الوقت بدل الضائع، وفي غياب مشروع واضح ومشترك للمعارضة، بدا جليا أن زعماء هذا التيار يحاولون ركوب موجة الاحتجاجات للعودة إلى الواجهة، بعدما فشلوا في الاتفاق حول مرشح توافقي يمثلهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وينتظر أن تجتمع أحزاب وشخصيات معارضة في مقر حزب طلائع الحريات اليوم من أجل مواصلة التشاور الذي انطلق قبل أسبوعين. وسيكون الإجتماع الرابع من نوعه، بعد الإجتماعات السابقة التي عقدت في مقر جبهة العدالة والتنمية بحضور حوالي 30 شخصية من بينهم رؤساء أحزاب وشخصيات وطنية ونشطاء سياسيين. وسينعقد اجتماع اليوم، عشية الدعوات التي أطلقها جزائريون في مواقع التواصل الإجتماعي للخروج للشارع يوم الجمعة، مواصلة للحراك الشعبي المستمر منذ أسبوعين والمطالب بالتغيير والإصلاحات السياسية. ومعلوم أن أحزاب المعارضة والشخصيات الوطنية والنشطاء السياسيين، الذين سيحضرون الاجتماع الجديد، سجلوا مشاركاتهم في المسيرات التي تم تنظيمها الجمعة الماضية بالجزائر العاصمة ومختلف ولايات الوطن للمطالبة بالتغيير والإصلاحات السياسية، لكن العديد منهم تم طردهم من المظاهرات من قبل المحتجين في الجزائر العاصمة، وسط اتهامات لهم بمحاولة ركوب الموجة لتحقيق مكاسب شخصية ضيقة. وفشلت أحزاب من المعارضة، قبل ايام، في الاتفاق على مرشح توافقي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنها حاولت من جديد ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية أين أصدرت بيانا دعت فيه السلطة للإستجابة إلى المطالب الجوهرية للمتظاهرين. ودعت أحزاب المعارضة في الوقت بدل الضائع إلى مواصلة الحراك الشعبي للتغيير، رافضين أي التفاف على مطالب الشارع، وجاء ذلك في بيان صدر عقب اجتماع لأحزاب وشخصيات معارضة، في مقر جبهة العدالة والتنمية، لبحث التطورات، بعد يوم من مشاركة مئات الآلاف، للجمعة الثانية على التوالي، في مظاهرات للمطالبة بالتغيير والإصلاحات السياسية. وأكد البيان مباركة اتساع المسعى الشعبي الداعي إلى التغيير السلمي، وتمثيل جميع فئات المجتمع في الحراك، وأضاف: نرفض أي التفاف على مطالب الشعب في التغيير السلمي لنظام الحكم في الجزائر، ونحمل السلطة المسؤولية التاريخية عن مخاطر عدم الاستجابة لمطالب الشعب . كما باركت المعارضة في هذا الاجتماع الذي يعتبر الثاني من نوعه اتساع المسعى الشعبي في الدعوة للتغيير السلمي التي تقوده إرادة الشعب مجسدة في مختلف شرائحه والدعوة لاستمراره حتى تتحقق مطالبه. وشهدت الاجتماعات السابقة مشاركة أهم وجوه المعارضة، وفي مقدمتهم رئيسا الحكومة الأسبقان، علي بن فليس وأحمد بن بيتور، ورئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، ووزير الإعلام الأسبق، عبد العزيز رحابي. ولم تتم دعوة حزبي المعارضة جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية للاجتماع. كما لم تتم دعوة لويزة حنون، رئيسة حزب العمال، في المقابل رفض اللواء السابق المتقاعد، علي غديري، الدعوة لحضور الاجتماع دون تقديم أي تفسير.