انطلقت، يوم الجمعة الماضي، الدورة العاشرة لمهرجان أيام بيروت السينمائية للأفلام المستقلة، بمشاركة أفلام من مصر والمغرب وتونس والجزائر والإمارات وفرنسا وبلجيكا وسويسرا. وعرض في افتتاح هذه الدورة الفيلم الوثائقي عن الآباء والأبناء للمخرج السوري طلال ديركي، الذي يرصد علاقة أحد عناصر جبهة النصرة بأبنائه. افتتحت مساء الجمعة الدورة العاشرة من فعاليات مهرجان أيام بيروت السينمائية للأفلام المستقلة، بعرض الفيلم الوثائقي عن الآباء والأبناء للمخرج السوري طلال ديركي الذي كان من بين الأعمال المرشحة لنيل جائزة أوسكار هذا العام. ووصف ديركي الفيلم في كلمة عبر الشاشة من منزله في برلين بعدما تعذر عليه المجيء إلى لبنان بسبب العمل والظروف الأمنية، بأنه رحلة في داخل الذهنية التشددية في المنطقة. ويصور المخرج السوري في 99 دقيقة حياة أبو أسامة ، وهو أحد مؤسسي جبهة النصرة في سوريا وأبنائه الثمانية في إحدى قرى إدلب في شمال سوريا الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة المعارضة. ويبدو أبو أسامة بلحيته الطويلة وعباءته القصيرة شخصا محبا لأولاده، لكنه في الوقت عينه عنيف في طريقة تربيته وينقل أفكاره المتشددة لأبنائه. وأشارت المخرجة اللبنانية، إليان راهب، وهي إحدى مؤسسي هذا الحدث السينمائي اللبناني، إلى أن التحدي أمام المهرجان يكمن في الوصول إلى جمهور أكبر في وقت تغزو الأفلام التجارية والبرامج الاستهلاكية الشاشات الكبيرة والصغيرة ومواقع التواصل الاجتماعي. وانطلاقا من هذا الهدف، يتوسع المهرجان هذه السنة في بيروت، وبعض الأفلام المدرجة في برنامجه تعرض في مناطق مختلفة بهدف استقطاب جمهور أكبر وتعريفه على الأفلام المستقلة التي تشبه العالم العربي ولا محل لها عادة في دور السينما، حسب ما قالته رئيسة المهرجان، جيسيكا خوري، لوكالة الأنباء الفرنسية. وتعرض خلال هذا المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام المستقلة من بلدان مختلفة بينها مصر والمغرب وتونس والجزائر والإمارات وفرنسا وبلجيكا وسويسرا. ومن الأفلام اللافتة في الدورة العاشرة التي تعبر عن واقع الشباب العربي، الفيلم الوثائقي الحلم البعيد للمصري مروان عمارة والألمانية يوهانا دومكي، ويتناول قصص شبان مصريين يعملون في أحد الفنادق الكبرى في شرم الشيخ، ويعيشون تجاذبا بين ما توفره لهم المدينة من حرية وحياة على الطريقة الغربية من جهة، والتقاليد الشرقية التي نشؤوا في ظلها، من جهة أخرى. وقال عمارة لوكالة الأنباء الفرنسية: الظروف السياسية في مصر منذ عشرة أعوام غير مستقرة وتدفع الناس إلى البحث عن لقمة عيشهم والتمسك بأي فرصة عمل وفعل المستحيل للحصول على المال . ومعاناة الشباب المصري أيضا يتناولها فيلم أمل الوثائقي لمحمد صيام الذي منع عرضه في مصر، لكنه قدم في افتتاح مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (إيدفا) في 2017 وشارك في أيام قرطاج السينمائية ومهرجان كارلوفيفاري التشيكي. ويتناول العمل الثورة المصرية من خلال فتاة كانت مراهقة عند حصول ثورة 25 جانفي في 2011، رافقتها كاميرا المخرج حتى بلغت العشرين. وقال صيام لوكالة الأنباء الفرنسية عن قصة فيلمه: ترمز أمل إلى كل الأجيال في مصر والعربية وثمة شعور عام بأننا جميعا أقليات وكأننا غرباء في بلدنا . ومن الأفلام اللبنانية التي تعرض للمرة الأولى في بيروت فيلم بمشي وبعد الوثائقي للمخرجة اللبنانية سينتيا شقير، الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان روتردام، ويتناول قصة المخرجة لدى وصولها إلى جزيرة لسبوس اليونانية لتصوير شقيقتها التي تقوم مع مجموعة مهرجين بعروض ترفيهية لأطفال اللاجئين. لكن الفيلم يتحول إلى رحلة ذاتية وشخصية، يمكن انطلاقا منها معرفة ما يحدث في العالم، على ما أوضحت المخرجة لوكالة الأنباء الفرنسية. وتستعرض الدورة العاشرة لمهرجان أيام بيروت السينمائية التي تنظمها جمعية بيروت دي سي وتستمر حتى 6 أفريل الجاري، أهم القضايا الراهنة في العالم العربي، من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى ثورات مصر وتونس وليبيا وظاهرتي التطرف والعنف ومعاناة اللجوء، مرورا بالفقر والفساد والقضايا الإنسانية والاجتماعية وسعي المرأة العربية إلى التحرر والانطلاق.