خرج ملايين الجزائريين في ثامن جمعة على التوالي في مسيرات حاشدة بالعاصمة وولايات الوطن ، للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام و رحيل جميع رموزه. و في أول جمعة بعد تحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية، تجمع الملايين بساحة البريد المركزي بالعاصمة، ومختلف ولايات الوطن، على غرار، سطيف، قسنطينة، البويرة، بجاية، تيزي وزو، داعين لرحيل بقايا النظام، وتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور. وحمل المتظاهرون شعارات مناهضة للنظام، ورافضة للالتفاف حول مطلبهم الرئيسي وهو رحيل النظام ورموزه. فبالجزائر العاصمة, و وسط تعزيزات أمنية مكثفة, بدأت التجمعات الشعبية تتشكل منذ الساعات الاولى من صبيحة اليوم, لا سيما بالنسبة للمواطنين الذين قدموا من مختلف الولايات قبل ان تلتحق جموع المتظاهرين مباشرة بعد صلاة الجمعة, رافعين شعارات تطالب برحيل الباءات الثلاث: بن صالح, بلعيز, بدوي وب التغيير الجذري والولوج الى مرحلة جديدة بشخصيات تتمتع بالكفاءة والنزاهة. ومثلما جرت عليه العادة, شهدت أحياء العاصمة وشوارعها الرئيسية, على غرار ساحة البريد المركزي, شارع حسيبة بن بوعلي, ساحة موريس أودان, ديدوش مراد, وغيرها حضورا حاشدا للمتظاهرين من كل الفئات والأعمار رافعين الأعلام الوطني ولافتات تعكس تطورات المشهد السياسي الذي تعرفه البلاد منذ استقالة الرئيس بوتفليقة وتولي عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة طبقا لأحكام المادة 102 من الدستور. وشهدت العديد من ولايات الوطن مسيرات مماثلة تطالب بالتغيير الشامل والاستجابة لإرادة الشعب، مثلما كان عليه الحال بكل من عنابة، قسنطينة، ميلة، جيجل، بجاية، باتنة، تبسة، سكيكدة، سطيف، تيزي وزو، وهران، تلمسان، مستغانم، سعيدة، سيدي بلعباس، عين تموشنت، الجلفة، غرداية، ورقلة والوادي. هذه هي الشعارات و المطالب المرفوعة و ردد المتظاهرون بالعاصمة و مختلف ولايات الوطن شعارات تطالب ب التغيير الجذري والشامل للنظام و بناء دولة الحق والقانون ، تطبيق أحكام الدستور و كذا احترام إرادة الشعب و محاربة الفساد ، بالإضافة الى رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد ، و العمل على تطبيق المادة 07 من الدستور التي تشير إلى أن الشعب هو مصدر كل السلطات. كما أشاد المتظاهرون خلال هذه المسيرات الشعبية بالجيش الوطني الشعبي وبدوره في الحفاظ على استقرار البلاد وحماية ترابها ووحدتها الوطنية،حيث رفع المتظاهرون شعار الجيش الشعب..خاوة خاوة . ومن بين الشعارات "الشعب ضد النظام شكلا ومضمونا"،و لا كاشير لا باتي و يتنحاو قاااع . وردد المتظاهرون شعارات أخرى متنوعة منها "يا عميروش يا حواس دزاير راهي لاباس"، و"يا علي يا لابوانت والجزائر راهي ولات"، و" الله الله يا بابا جينا نحو العصابة" .. وغيرها من الشعارات. كما قام جموع المتظاهرين، بالعاصمة، وبولاية سكيكدة، بالوقوف دقيقة صمت، وقراءة فاتحة الكتاب على أرواح شهداء الطائرة العسكرية في بوفاريك بعد مرور عام على الحادث الاليم. وقد تجمع آلاف المواطنين، حول العلم الوطني، حيث قاموا بالوقوف دقيقة صمت، وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الطائرة العسكرية. كما قاموا بالدعاء لهم بالرحمة، والمغفرة، وجنات النعيم، وللجزائر، بالامن والاستقرار. تعزيزات أمنية مكثفة بالعاصمة و شهدت الجزائر العاصمة، أمس ومنذ الصباح الباكر إنزالا أمنيا غير مسبوق، منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري وطيلة الجمعات السبعة الماضية. هذا وقامت مصالح الأمن بنشر المئات من عناصر الشرطة داخل وفي مخارج العاصمة، حيث عمدت إلى تكثيف وحداتها وقواتها من خلال تطويق كل المنافذ. وفي السياق ذاته، أقدمت مصالح الدرك الوطني على فرض تعزيزات أمنية كبيرة لقوات مكافحة الشغب على طول الطريق السريع. ولأول مرة منذ بداية " الحراك " أهم ما يمز الجمعة الثامنة ومن صباحها، اختناق مروري رهيب على مستوى كل الطرق المؤدية إلى العاصمة.