استخدمت الشرطة، أمس، قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق متظاهري السترات الصفر في العاصمة الفرنسية باريس. وذكرت مصادر إعلامية، أن السلطات الفرنسية اعتقلت 126 شخص، كما قامت بتفتيش أكثر من 11 ألف شخص حاولوا الدخول إلى العاصمة باريس من أجل المشاركة في المظاهرات، مشيرة إلى أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على مسيرة لعدة آلاف من الأشخاص كانت متجهة من وزارة المالية الفرنسية إلى ميدان الجمهورية شرق العاصمة. وأضافت المصادر ذاتها، أن المتظاهرين أشعلوا النيران في الحواجز المقامة على الطريق وفي فروع الأشجار، مشيرة إلى أن رجال الإطفاء هرعوا إلى أماكن اندلاع الحرائق من أجل إخمادها. وكانت أولى مظاهرات حركة السترات الصفراء قد اندلعت في شهر نوفمبر الماضي احتجاجا على فرض الضرائب على أسعار الوقود، والسياسات العامة للرئيس إيمانويل ماكرون. وخرج مجددا امس المتظاهرون من حركة السترات الصفراء ، إلى شوارع باريس وعدد من المدن الفرنسية لتوجيه إنذار جديد إلى الرئيس إيمانويل ماكرون بعد أسبوع طغى عليه الحريق في كاتدرائية نوتردام . وفي يوم السبت الثالث والعشرين من المظاهرات، التقى المحتجون بشكل رئيسي في العاصمة قبل أيام من إعلان الرئيس الإصلاحات المزمعة على ضوء النقاش الكبير الذي نظمته الحكومة في جميع أنحاء البلاد، بعدما أرجأ الكشف عنها احتراماً لمشاعر التأثر التي غمرت فرنسا والعالم جراء الحريق في الكاتدرائية التي تعتبر من أبرز معالم فرنسا. ونشرت بعض الصحف، أمس، مذكرة صادرة عن قائد شرطة باريس ديدييه لالمان يحذر فيها من أن كتلة راديكالية من 1500 إلى ألفي شخص تتألف من محتجين متطرفين وعناصر من الحراك الاحتجاجي، قد تسعى لزرع الفوضى في العاصمة الفرنسية. وأعرب بعض المحتجون على فيسبوك عن أملهم في أن يتمكنوا من التوفيق بين احترام موجة التأثر الوطني التي أثارتها كارثة الكاتدرائية، والتنديد بسياسة رئيس الدولة الذي يطالبون كل يوم سبت باستقالته. وتشارك العديد من السترات الصفراء على تويتر تغريدة ساخرة نشرها الكاتب أوليفييه بوريو غداة الحريق، وجاء فيها: فيكتور هوغو يشكر جميح المانحين الأسخياء الذين هبوا لنجدة نوتردام دو باري ويدعوهم للقيام بالأمر نفسه من أجل البؤساء ، في إشارة إلى اثنتين من أبرز روايات الكاتب الفرنسي من القرن التاسع عشر أحدب نوتردام (نوتردام دو باريس) و البؤساء .