إطلاق حملة وطنية من أجل رمضان صحي واقتصادي يواجه الكثير من المرضى أخطارا كبيرة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يجازف العديد من المرضى بصحتهم ويصرون على الصيام على الصيام، رغم منعهم من طرف الطبيب المعالج من ذلك مما قد يعرض صحتهم للخطر، وهو ما أكده العديد من المختصين ل السياسي . يعرض الكثير من ذوي الأمراض المزمنة أنفسهم للخطر خلال شهر رمضان المبارك، حيث يصومون رغم ما يشكله الأمر من خطورة على صحتهم وحياتهم خاصة فيما يتعلق بذوي أمراض السكري والذين يمنعون من الصيام، غير أن البعض يصر على ذلك ما يجعلهم في مواجهة مضاعفات خطيرة قد تودي بحياتهم، إذ يستوجب عليهم تناول أدويتهم بوقتها، كما يستوجب عليهم تناول الأطعمة تفاديا للهبوط الحاد لمستوى السكري والذي قد يؤدي إلى غيبوبة السكري أو الوفاة، إذ طالما يحذر المختصين من عدم صيام المصابين بالسكري حفاظا على حياتهم وصحتهم، ويمتد الأمر إلى مرضى القلب والذي لا يقل خطورة عن مرض السكري، حيث يواجهون الخطر بدورهم في حال ما إذا قرروا الصيام، أين يهدد الأمر حياتهم ويعرضها لخطر جسيم، يستوجب عليهم الالتزام بمواعيد الأدوية والتقيد بها كما يمليه عليهم الطبيب المعالج حيث في حال ما إذا خالفوا مواقيت تناول الدواء فهذا يهدد حياتهم بصورة كبيرة، ومن بين الأمراض الخطيرة والمزمنة التي لا يستوجب أصحابها الصيام هم مرضى الكلى، أين يهدد الصيام حياتهم بشكل كبير، حيث يتناولون الأدوية بشكل منتظم، كما لا يجب عليهم تفويت موعد الأدوية ما يجعل صيامهم خلال شهر رمضان شبه مستحيلا حيث يتوجب عليهم عدم الصيام لأجل تناول الأدوية بصورة منتظمة. بن أشنهو: على المرضى الاتصال بالطبيب المعالج وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على ذوي الأمراض المزمنة وما يتطلبه وضعهم الصحي خلال شهر رمضان المبارك، أوضح فتحي بن أشنهو المختص في الطب العام في اتصال للسياسي بأن أول ما يقوم به ذوي الأمراض المزمنة قبل حلول شهر رمضان المبارك هو الاتصال بالطبيب المعالج، وليس زيارة طبيب وحسب، لأن الطبيب المعالج يتابع ويعرف حالة مريضه طوال السنة، أين يعرف الطبيب المعالج مريضه فيما إذا كان متقيدا بالأدوية ومنضبط. وأشار المتحدث بأنه بالنسبة لصيام شهر رمضان من عدمه، فالطبيب المعالج والمتابع هو الوحيد والمخول الذي يسمح أو يمنع المريض المصاب بمرض مزمن من الصيام باعتباره مطلع على وضعية مريضه ونؤكد أن هناك ذوي أمراض مزمنة عليهم تناول الأدوية بشكل منتظم حيث لا يتوجب عليهم الصيام مطلقا لتجنب تعريض حياتهم للخطر، في حالة صيام بعض فئات ذوي الأمراض المزمنة فننصحهم على الغذاء المتوازن كما ننصحهم بشرب الماء بكثرة لتجنب الجفاف ولإمداد الجسم بالطاقة . مسوس: هذه هي النصائح التي نقدمها لمرضى السكري من جهته أوضح كريم مسوس، خبير ومختص في التغذية الصحية خلال اتصال ب(السياسي)، بأن الأهم بالنسبة لذوي الأمراض المزمنة هو استشارة الطبيب قبل بداية الشهر الفضيل ليمدهم بمزيد من النصائح الهامة لتفادي المشاكل الصحية المتفاوتة الخطورة التي قد يتعرض لها الصائم المريض بالسكري كما نوصي بالعمل بالرخصة في حال عدم القدرة على الصيام. ومن أهم المتاعب التي يمكن أن تصادف مرضى السكري هي التعرض لإنْخفاض نسبة السكر في الدم في آخر النهار أو ارتفاع مفرط لهذه النسبة خلال الليل بعد الإفطار وهو الشيء المؤدي إلى اختلال التوازن الذي يمكنه أن يؤدي في أقصى حد إلى الغيبوبة أو إلى زيادة حدة للمضاعفات المزمنة حيث ندعو عدم المغامرة لغير المرخص لهم بصيام رمضان بأن لا يخاطروا بحياتهم وخاصة لمن يستعملون الأنسولين. وأشار المتحدث بأن النشاط البدني المعتدل وغير العنيف ويكون في جو معتدل غير حار لا بأس به مفيد جدا لذوي السكري لحرق السعرات الحرارية والموازنة في نسبة السكري. وأشار المتحدث بأنه يجب على مريض السكر أن يسعى لضبط مستوى السكر في الدم في شهر الصيام صباحا ومساء وحتى في الليل وقياس مستوي السكر بالدم يوميا خاصة فترة بعد العصر، كما يجب التأكيد على قياس معدل السكر بعد السحور بساعتين وقبل الإفطار بساعة لمعرفة حالات انخفاض سكر الدم ولمعرفة حالات ارتفاع نسبته بعد الإفطار بساعتين حيث يجب على مريض السكري الإفطار إذا كان مستوى السكر الدم منخفضا أو إذا كان مستواه عالي يجب الاستشارة الفورية للطبيب. حملة وطنية من أجل رمضان صحي واقتصادي وفي ذات السياق، انطلقت بالجزائر حملة تحسيسية تخص مكافحة ظاهرة التبذير الغذائي و تكريس التغذية الصحية خلال شهر رمضان، على أن يتم تعميمها تدريجيا إلى ولايات أخرى من الوطن حتى الفاتح جوان المقبل. وتأتي هذه الحملة التوعوية التي تنظمها الجمعية الوطنية لحماية المستهلك (الأمان) أياما قليلة قبل حلول شهر الصيام، تحت شعار (رمضان صحي بدون إفراط في السكر والملح والمواد الدهنية وأيضا رمضان اقتصادي من دون تبذير)، حسبما أوضحه رئيس الجمعية، حسن منور. وتنظم هذه الحملة التحسيسية التي ستستمر إلى غاية الفاتح من شهر جوان على اعتبار أنه عادة ما ترتفع حالات أمراض عديدة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري خلال شهر رمضان، مما يستلزم التغيير في السلوكيات و العادات الاستهلاكية، يؤكد منور. وفي هذا الإطار، قدمت الجمعية للمواطنين عدة نصائح وإرشادات من أجل المحافظة على الصحة خلال رمضان منها تخفيض استهلاك السكر والملح والمواد الدسمة واجتناب الإفراط في استهلاك المنتجات المنبهة كالقهوة والشاي واستغلال فرصة رمضان للتوقف عن استهلاك التبغ. وبالموازاة مع ذلك تنصح الجمعية بإعداد الأطباق من الخضر بنسبة 50 بالمائة، إلى جانب استهلاك الفواكه والنشويات والبروتينات وشرب الماء بكثرة أثناء السهرة والحفاظ على النشاط البدني