أكد مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، الدكتور جمال الدين ميعادي، على شروع فرقة متخصصة مكونة من أساتذة أكاديميين في دراسة جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر من 1830 إلى 1962، ومن ضمنها مجازر 8 ماي 45 التي تعتبر محطة هامة في مسيرة كفاح الشعب الجزائري من أجل الحرية والاستقلال. وأضاف جمال الدين ميعادي، خلال استضافته بالإذاعة الوطنية عشية استذكار مجازر 8 ماي، أن عمل هذه الفرقة الذي انطلق منذ سنة، لا يزال متوصلا لدراسة جرائم فرنسا وسياستها المروعة التي سلطتها على الشعب الجزائري وتحليلها وتوثيقها، مبرزا أن هذه العملية تتطلب جهدا كبيرا يستغرق 3 سنوات على الأقل للخروج بعمل أكاديمي مستوفي الشروط من حيث الكتابة التاريخية والمنهجية العلمية والتوثيق اللازم لكل الأحداث التاريخية. وأشار ذات المتحدث، إلى المجهودات التي تبذل في سبيل البحث في التاريخ الوطني وتوثيق أحداثه، سواء على مستوى الجامعات من خلال فتح تخصصات التاريخ ولاسيما القسم المتعلق بالثورة التحريرية، إلى جانب أن معظم الأطروحات التي تقدم وتتناول الكثير من الجوانب التاريخية للثورة التحريرية، بالإضافة إلى عمل المركز الوطني للدراسات، وكذا المخابر المتخصصة في التاريخ الوطني. ودعا جمال الدين ميعادي إلى ضرورة الاستفادة من التاريخ لإبراز مواطنه القوية وتمجيد رجالاته لرص صفوفنا، بعيدا عن التشتت والانقسام، وهذا الذي يقود البلاد إلى بر الأمان لأن بتاريخنا الذي صنعه أسلافنا بالأمس بإمكان شبابنا اليوم صنع تاريخ يكون هو حلقة من حلقات التاريخ الوطني من أجل مستقبل زاهر. الأساتذة والباحثون في تنقلاتهم إلى فرنسا يقومون باسترجاع جزئي للأرشيف الوطني وعن إشكالية استرجاع الأرشيف الوطني من فرنسا، أوضح جمال الدين ميعادي أن هذا الملف الشائك لا يزال عالقا بين البلدين، وهذا يعتبر جريمة في حق الشعب الجزائري، معتقدا أن الأيام القادمة تحمل في طياتها انفراج هذا الملف بالنظر إلى الوضع السياسي الذي نعيشه الآن وتغير العلاقات الدولية بما قد يأتي بحلول لهذه المعضلة. وكشف أن الأساتذة والباحثين في تنقلاتهم إلى فرنسا يقومون باسترجاع جزئي للأرشيف، حسب الأطروحات التي يقومون بإعدادها. وبخصوص عملية تسجيل الشهادات التاريخية الحية، ذكر المتحدث أنه تم تسجيل أكثر من 30 شهادة حية على مستوى المركز لكبار القادة والعسكريين ورجال السياسة و7 آلاف شهادة حية تم تسجيلها على مستوى المتحف، فضلا عن الأعداد الهائلة التي تم تسجيلها على مستوى المتاحف الولائية. وبالنسبة للبحوث والدراسات التي حظيت بالتشجيع على مستوى المركز الوطني للدراسات، أفاد ذات المسؤول أن أكثر من ألف عنوان بحث تاريخي أكاديمي قد تم طبعها ونشرها ووزعت مجانا على الجامعات ودور الثقافة وأكثر من ألفي شهادة سجلت على مستوى المركز. كما ذكر في معرض حديثه عن توثيق السمعي البصري، أن هناك أكثر من 10 أفلام طويلة للسير الذاتية لقادة الثورة و40 شريطا وثائقيا لتوثيق الأحداث التاريخية المتعلقة بمحطات تاريخية بارزة في تاريخ الجزائر.