الابتكار في الصحة الالكترونية: الجزائر تحتضن الطبعة الإفريقية الأولى من "سلاش'س دي"    المغرب: فشل الحكومة في الحفاظ على صحة المواطنين يحول داء الحصبة إلى وباء    مجلس الأمن : السيد عطاف يجدد التزام الجزائر بالمساهمة في تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية    طاقة ومناجم: السيد عرقاب يبحث مع سفير جنوب إفريقيا سبل تعزيز التعاون الثنائي    السيد بللو يشرف على افتتاح يوم دراسي جزائري-إيطالي حول تثمين التراث الثقافي    وفد برلماني من جمهورية سلوفينيا يحل بوهران    الرعية الإسباني المحرّر يشكر تبّون والجزائر    قائد أفريكوم يشيد بالجيش الجزائري    سياحة: 90 مشروعا سياحيا سيدخل قيد الاستغلال هذه السنة    الوقاية من الحمى القلاعية: تلقيح 400 ألف رأس من الأبقار والأغنام قبل نهاية يناير الجاري    حشيشي يشارك بروما في منتدى أعمال الدول المعنية    هكذا يقضي سكان غزّة أيام الهدنة..    الجزائر تؤكد ضرورة تجسيد توصيات ميثاق قمة المستقبل    ممثلا الجزائر يستهدفان كأس الكاف    شطر من منفذ الطريق السيار جن جن العلمة يوضع حيز الخدمة    مُتسوّلون برتبة أثرياء!    مراد ينصب الوالي الجديد لبشار    صدى عالمي لجائزة الجزائر للقرآن الكريم    إشادة واسعة بدور رئيس الجمهورية    منظومة الضمان الاجتماعي في الجزائر قائمة على مبدأ التضامن بين الأجيال    البطولة الجهوية للجيدو لناحية الوسط : تتويج فريق أمن ولاية الجزائر باللقب    الجزائر حريصة على ضمان تكفل أفضل بالحجاج خلال موسم الحج 2025    وزير الداخلية"إبراهيم مراد" مخطط شامل للنهوض بولاية بشار وتحقيق التنمية المتوازنة    وهران: انطلاق البطولة الوطنية الشتوية للسباحة براعم    متحف "أحمد زبانة" لوهران: جولة افتراضية في الفن التشكيلي الجزائري    مجلس الأمة: المصادقة على نص القانون المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها    الإطاحة بشبكة إجرامية ينطلق نشاطها من المغرب : حجز أزيد من 3ر1 قنطار من الكوكايين بوهران    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية: وزير الاتصال يستقبل بويندهوك من قبل رئيس جمهورية ناميبيا    بللو: نحو تعاون أوسع في مجال الفنون بين الجزائر وإيطاليا    كرة القدم المدرسية : إطلاق قريبا أول كأس للجزائر بين الثانويات والإكماليات والابتدائيات    وهران : ترحيل 27 عائلة إلى سكنات جديدة ببئر الجير    منظمة التعاون الإسلامي تدين ب "شدة" تصاعد الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية    إعتقال مؤثر جزائري في فرنسا: النيابة العامة بباريس تصوب وزير الداخلية برونو روتايو    غزة: استشهاد 27 ألف طالب خلال العدوان الصهيوني على القطاع    اللحوم الحمراء الطازجة في رمضان ستبلغ أقصى مبلغ 1900 دج    إيتوزا تستعين ب30 حافلة محليّة    العنصرية الفرنسية الرسمية..!؟    خصص الهلال الأحمر الجزائري 300 طن من المساعدات الإغاثية    الكوكي مدرباً للوفاق    الصحافة الفرنسية تسج قصة جديدة ضمن سلسة تحاملها ضد الجزائر    رئيس الجمهورية يستدعي الهيئة الناخبة يوم 9 مارس القادم    متابعة أشغال مشروع قصر المعارض الجديد    الثورة الجزائرية الوحيدة التي نقلت المعركة إلى عقر دار العدو    انطلاق الطبعة 20 للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن وتجويده    تطبيقة إلكترونية للتبليغ عن مواقع انتشار النفايات    القلوب تشتاق إلى مكة.. فكيف يكون الوصول إليها؟    لباح أو بصول لخلافة بن سنوسي    الجزائر ستكون مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر    استفزازات متبادلة وفينيسيوس يدخل على الخط    حاج موسى: أحلم باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز    "كاماتشو".. ضعيف البنية كبير الهامة    تاريخ العلوم مسارٌ من التفكير وطرح الأسئلة    السينما الجزائرية على أعتاب مرحلة جديدة    الجوية الجزائرية: على المسافرين نحو السعودية تقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بدءا من ال10 فيفري    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



همجية مغربية ••غطرسة صهيونية ووحشية أمريكية
0

ارتأت ''السياسي'' أن تعود إلى أهم الأحداث التي ميزت أبرز القضايا العربية العادلة طيلة سنة 0102، كالقضية الصحراوية والفلسطينية والعراقية، وما عناها شعبها من ويلات على يد الاحتلال الغاشم، وعادت ''السياسي'' بعد أن تطرقت في عددها السابق إلى أهم المحطات والأحداث التي ميزت سنة 0102 على المستوى المحلي، عادت إلى أبرز الأحداث التي عاشتها شعوب ومجتمعات هذه الدول التي لا تزال تكابد مظالم وجور الاحتلال الغاشم سواء الاحتلال الصهيوني للشعب الفلسطيني أو الاحتلال المغربي للشعب الصحراوي أو الاحتلال الأمريكي للشعب العراقي كذلك، وهي القضايا التي تدعمها الدولة الجزائرية بكل الوسائل وعلى جميع الأصعدة، وكل هذه الكيانات المحتلة تأتي في سلة واحدة من قبل الشعوب العربية التي لن تنعم باستقلالها حتى ترى أشقائها استعادت حريتها وسيادتها• وفيما يتعلق بالشعب الصحراوي الذي يكافح من أجل استرجاع استقلاله من لدن استعمار مغربي غاشم، فقد شهدت سنة 0102 التي مرة أخرى تعنت المملكة المغربية في عدم امتثالها للشرعية الدولية والتملص من لوائح مجلس الأمن، دخول انتفاضة الاستقلال الصحراوية في مرحلة نوعية تمثلت في تصعيد الاحتجاجات السلمية التي ترجمتها أحداث مخيم أكديم أزيم ، وبالرغم من الرد الوحشي المغربي في هجوم مفاجئ على الصحراويين العزل بالمخيم والعدد الهام من الجرحى والقتلى والمفقودين، دون إغفال المعتقلين إلا أن القضية الصحراوية انتقلت بفضل ذلك من التأثير الجزئي إلى القضية الدولية الساخنة، لتعود بقوة بعد موجة التأييد الواسعة، ومع ذلك لم تتمكن الجولة الثالثة من المفاوضات غير الرسمية بين جبهة البوليساريو والمغرب خلال سنة 0102 من تقديم أي مستجدات في ظل التعنت المغربي بالحكم الذاتي المرفوض صحراويا• أما عن سنة 1102 فينتظر أن تكون موعد هاما لمواصلة المرحلة النوعية في المقاومة الصحراوية، كما يتوقع أن تحمل قرارات مصيرية بالنظر لأنها ستكون الذكرى العشرون لانتشار بعثة المنور سو في الأراضي الصحراوية المحتلة ، بالإضافة إلى المؤتمر 81 لجبهة البوليساريو الذي ينتظر أن يحمل العديد من القرارات المصيرية•
مخيم أكديم أزيم··· بين تصعيد المقاومة والرد الهمجي

يمكن وصف مخيم أكديم أزيم بالملحمة التي تمكنت من التغير ولو النسبي للمعطيات الداخلية للقضية الصحراوية، وحتى المعطيات الجهوية والدولية، بعد أن وصل إلى النفي بشكل لا رجعة فيه المغالطات التي يحاول المغرب زرعها خلال العشر سنوات الأخيرة حول واقع التنمية في الأراضي الصحراوية المحتلة، ويعتبر هذا المخيم الذي صمد لمدة شهر بمشاركة 03 ألف نسمة صحراوي على ضفاف مدينة العيون المحتلة على بعد 81 كيلومتر بمثابة تصعيد للمقاومة السلمية الصحراوية داخل الأراضي المحتلة في محطة ومرحلة نوعية نحو تصفية الاستعمار·
وقد طالب الصحراويون المخيمون في أكديم أزيم بجميع الحقوق المشروعة والمكتسبة سوءا تعلق الأمر بالشغل أو السكن والعيش الكريم، وخاصة التمتع بالثروات الصحراوية كالسمك والفوسفات والرمال وغيرها ولكن على الخصوص تنظيم استفتاء حر ونزيه للشعب الصحراوي·
ومع ذلك لم يكن الرد بكل تلك السلمية حيث وعلى الساعة الخامسة من يوم 8 نوفمر شنت الشرطة المغربية هجوما مسلحا لفض اكبر مظاهرة شهدتها الصحراء الغربية المتنازع عليها ضد سكان مخيم أكديم ازيم الأعزل والذي كان يضم عدد كبير من النساء وشيوخ، وبحسب ما أكده الصحراويون الذين كانوا مقيمين بالمخيم فإن استعمال الرصاص المطاطي ما كان سوى لتغطية استعمال الرصاص الحي بوجود الجرحى، وفي حجة واهية لتبرير الهمجية تضاربت مبررات النظام المغربي لهجومه الهمجي المفاجئ على صحراويين العزل بين وجود بعض النشطاء الذين كانوا يجبرون الناس على البقاء في المخيم الواقع قرب مدينة العيون على غير رغبتهم ، وبين اعتقال مجرمين يستغلون هذا الاحتجاج الاجتماعي لأهداف سياسية على حد قوله، فيما برهن الصحراويين مجددا التفافهم حول قضيتهم بالرغم من وجود شهادات بالتعذيب على اثر اعتقال، وهو ما سبق ل''السياسي'' أن نشر تصريحات، وحالات لمجروحين يعانون في صمت في بيوتهم بسبب عدم فقدرتهم على الاستعانة بالرعاية الطبية·

السجون المغربية تستقبل أكثر من 041 معتقل صحراوي

من مفرقات سنة 0102 في تسلسل الأحداث في الصحراء الغربية أن العائدون الذين تباهت وسائل الإعلام المغربية بهم لتشويه صورة مخيمات اللاجئين هم أول ناس تم اعتقالهم ، في الهجوم على مخيم أكديم أزيم، حيث أن جماعات كثيرة ممن عادوا من المخيمات تعرضوا للسجن، بحكم قدومهم من الجزائر، وتم اتهامهم بالتدريب العسكري في الجزائر والجوسسة للإطاحة بالنظام المغربي، فيما أكدت شهادات شباب وشابات المخيم أن هؤلاء العائدون أتوا لمساندة إخوانهم الصحراويين لا غير في مقاومتهم السلمية ضد الاحتلال المغربي ·
وبحسب آخر الإحصائيات فإنه مع نهاية سنة 0102 فغن أكثر من 051 معتقل صحراوي يقبع في السجون المغربية فيما تعدى عدد المفقودين المدنيين عتبة 005 مفقود·
والجدير بالذكر أن النظام الصحراوي قد تحول بحسب المتتبعين للشأن العسكري في الصحراء الغرب إلى أسلوب المليشيات المخصصة مع نهاية سنة 0102·
القضية الصحراوية تفتك تأييد دولي وإقليمي غير مسبوق

حصدت القضية الصحراوية في سنة 0102 بالرغم من تعنت المملكة المغربية في عدم امتثالها للشرعية الدولية والتملص من لوائح مجلس الأمن التي كرست حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير على اعتبار القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار، تأييد دولي غير مسبوق خاصة بعد أحداث اكديم أزيم والخروقات غير المسبوقة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة من بينها مطالبة البرلمان الأوروبي في 72 من شهر نوفمبر بإجراء تحقيق دولي من خلال إرسال بعثة تحري حول أعمال العنف التي شهدتها الصحراء الغربية في مدينة العيون ، واعتبرت البوليساريو هذا القرار ''انتصارا'' للصحراويين·
وفي 11 من نوفمبر أعرب الاتحاد الإفريقي عن انشغاله عقب الأحداث المأساوية التي وقعت بالعيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة داعيا الحكومة المغربية إلى توفير ظروف ملائمة بغية إيجاد حل دائم للنزاع القائم في الصحراء الغربية، كما طلب الاتحاد الإفريقي من المغرب أن يمتنع عن استعمال القوة و اتخاذ الحوار كوسيلة وحيدة لتسوية الأزمة وتوفير الظروف الملائمة لإيجاد حل دائم للنزاع القائم بالصحراء الغربية·
وقد وصف المتتبعون للشأن الصحراوي التأييد الدولي والإقليمي الذي حضت به القضية بغير المسبوق مع وجود مواقف محتشمة لعدد من الدول العربية، وكانت القضية الصحراوية بعد أحداث مخيم أكديم أزيم قد عرفت منعرجا حاسما حيث أثار الاعتداء العسكري على المخيم الصحراوي واقع في ضواحي مدينة العيون المحتلة انشغال كتابة الدولة الأمريكية بخصوص الوضع في الصحراء الغربية، وكان قد دعا العديد من أعضاء الكونغرس الأمريكي الرئيس باراك اوباما إلى تدخل العاجل من اجل وضع حد لهذا الوضع المأساوي·
وعبرت كتابة الدولة عن قلقها بشان الوضع في الصحراء الغربية خلال لقاء بواشنطن بين مساعدة نائبة كاتبة الدولة الأمريكية المكلفة بشؤون شمال إفريقيا لدى كتابة الدولة جانيت ساندرسن وأعضاء الوفد الصحراوي المتكون من رئيس المجلس الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (البرلمان الصحراوي) خاطري الدوح و المنسق الصحراوي مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية المينيرسو محمد خداد إلى جانب بوخاري، في 01 من شهر نوفمبر الفارط·
وبالرغم من أن مجلس الأمن الاممي قد باشر مساع بطلب من المكسيك بدعم من 41 عضوا آخر لاستدعاء جلسة إعلامية حول هذه الاعتداءات الوحشية، إلى أن المساعدة الفرنسية جعلت كل المساعي تبوء بالفشل خاصة وأنها المساند رقم واحد للهمجية المغربية، تليها اسبانيا، فعلى مدار السنة الفارطة عمدت جبهة البوليساريو إلى تسجيل وتوثيق في المئات من التقارير الانتهاكات والممارسات القمعية المغربية في الصحراء الغربية المحتلة ووجهتها إلى المنظمات الدولية المختصة، بما فيها المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلا أنه لا وجود لنتائج ملموسة على غرار هيومن رايتس ووتش الذي أكد أن قوات الأمن المغربية اعتدت وتعسفت مرارا وتكرارا على الأشخاص الذين اعتقلتهم في أعقاب الهجوم على مخيم أكديم أزيم في من شهر 8 نوفمبر 0102، في مدينة العيون، حيث أظهر التحقيق أن قوات الأمن هاجمت أيضا المدنيين مباشرة، وقالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات المغربية أن توقف فورا إساءة معاملة المعتقلين، وأن تُجري تحقيقاً مستقلاً حول الاعتداءات، لكن القوات المغربية واصلت إعتدائتها بعد عودة المدنيين الصحراويين لمنازلهم حيث لم يجدوا سبيل حتى لاقتناء حاجاتهم الغذائية في ظل تأليب المستوطنين المغربين·
كما دعت جبهة البوليساريو في السابع من شهر ديسمبر الأمم المتحدة إلى التدخل بشكل عاجل لوضع حد لسياسة ''التطهير العرقي'' التي ينتهجها المغرب في الصحراء الغربية، لكن من دون صدى غير التنديدات بالرغم من وجود لوائح وقوانين دولية تنص على ضرورة حماية الشعوب المستعمرة وباعتبار أن القضية الصحراوية معترف بها على أنها قضية تصفية استعمار بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب·

3 جولات للمفاوضات تترجم التعنت المغربي

اعتبر بيسط محمد يسلم وزير ممثل بوليساريو في أوربا في حديثه ل''السياسي'' أنه لا وجود للمفاوضات باعتبار أن الطرف المغربي لا يؤمن إلا بالشروط التعجيزية، في خطوة للتغطية على مخطط التسوية وتعويضه بحل التفاوض، وقد عرفت سنة 0102 3 جولات للمفاوضات غير الرسمية بين جبهة البوليساريو والمغرب طرفي النزاع حسب هيئة الأمم المتحدة، في وجود جزائري وموريتاني كملاحظين·
فالجولات الثلاث للمفاوضات التي عرفتها سنة 0102 كانت دائما نهايتها واحدة بسبب تمسك المغرب بخيار الحكم الذاتي الذي ترفضه جبهة البوليساريو جملة وتفصيلا وتدعو على تطبيق اللوائح الأممية وترك الشعب الصحراوي يقرر مصيره بنفسه·
ففي آخر جولة في 81 من شهر ديسمبر انتهت جولة من المباحثات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية بالاتفاق على لقاء جديد بينهما في شهر جانفي من عام 1102 ، وقبله كان السيناريو مشابه في الاجتماع غير الرسمي الذي عقد يومي 8 و9 نوفمبر الجاري في مانهاست (نيويورك)، حيث أكدت كتابة الدولة الأمريكية للوفد الصحراوي الذي شارك في المفاوضات أنها تتابع ب ''قلق'' الوضع السائد في الصحراء الغربية، ولكن يبقى المجتمع الدولي ساكن في ظل دعم واضح من فرنسا التي بالتأكيد لن تبحث أكثر إلا عن مصالحها·
من جهة أخرى ليست غزة وحدها التي اخترق الحصار المفروض عليها، فحتى في الأراضي الصحراوية عينات من اختراق الحصار المغربي 82 أوت 0102 من طرف 41 ناشط اسباني من جزر الكناري·
فلسطين 0102 ·· بين الحصار والاستغاثة

لم تكن التطورات التي حدثت في القضية الفلسطينية خلال عام 0102 تختلف كثيرا عن ثلاث سنوات الفارطة، بالرغم من أنها ازدادت تعقيدا لدرجة أنه أصبح من المستحيل أن نرى أن حلا معقولا يمكن أن ينتج من أية مباحثات سلام بين أي طرف من الأطراف التي تعلن عن محادثات هنا أو هناك ·
فقد عززت سنة 0102 انقسام الفصائل الفلسطينية بالرغم من وجود بعض المحاولات العربية ، حيث واصلت حماس سيطرتها على قطاع غزة، كما واصلت فتح سيطرتها على الضفة الغربية في تبادل مستمر لوجود عمليات قتل واعتقال بين صفوف أبناء فلسطين داخل الأرض المحتلة في سقوط سريع للقضية الفلسطينية بسبب تجزئتها بين الفصائل ومنه بين الأحداث من حصار أو استيطان مما أضعف موقفها الدولي·
من جهة أخرى مازالت الولايات المتحدة تحاول لعب دور المنجد المزيف من خلال البحث عن منافذ في إنقاذ عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، بالرغم من أن كل المجتمع الدولي يرى ويسمع يوميا بالانتهاكات الصهيونية وفي مقدمتها عمليات الاستيطان في القدس المحتلة التي عرفت توسع غير مسبوق هذه السنة، وفق إستراتيجية ممنهجة، وبلغة لا يمكن أن توصف إلا بالصريحة نحو التصفية العرقية للفلسطينيين مع حصار غير إنساني متواصل على غزة ، ومن الغرائب الأمريكية سنة 0102 في القضية الفلسطينية إعلانها بسحب مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان، فيما عاد المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل إلى المنطقة مؤخرا لعرض أفكار جديدة في الشكل قديمة في المضمون ومكشوفة الأبعاد على الجانب الفلسطيني حول النزاع عبر مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين، وتعد مسألة وقف إسرائيل للاستيطان العقبة التي تقف أمام عودة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات، بعد التعثرات المتلاحقة ، وإن كان تسميتها بالمفاوضات أمر غير ملموس يعتبر ما يعيشه الفلسطينيين يوميا من تقتيل واعتقال ممنهج يهدف من خلاله إلى القضاء على أي وجود عربي فيها حتى لو تعلق الأمر بمعالمها التاريخية والأثرية·

استفاقة الجامعة العربية
وعلى غير العادة تشجع الدول الأعضاء في الجامعة العربية نهاية سنة 0102 ودعوا الفلسطينيين الى وقف مفاوضاتهم مع إسرائيل إلى أن تقدم الولايات المتحدة ضمانات معقولة لتقدم العملية السلمية، وقد توقفت المفاوضات المباشرة بين الطرفين حين انسحب الفلسطينيون عقب رفض إسرائيل تجديد تعهدها بتجميد النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية·
في وقت اعترفت فيه الولايات أنها عجزت عن إقناع الجانب الإسرائيلي بتجميد النشاطات الاستيطانية وإنها ستقلع عن رعاية المفاوضات المباشرة وتفكر بالعودة الى المفاوضات غير المباشرة، وكانت إسرائيل قد تعهدت بتجميد النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية لمدة عشرة شهور انتهت في السادس والعشرين من شهر سبتمبر الماضي، حيث طالب الجانب الفلسطيني بتمديد التجميد إلا أن إسرائيل رفضت ذلك·

أسطول الحرية وقوافل كسر الحصار على غزة
خلال سنة 0102 كان التحدي مرفوع لكسر الحصار على غزة كجزء لا يتجزأ من فلسطين التي تعاني كلها ويلات الاحتلال الصهيوني،افقد كان استمرار توجه قوافل كسر الحصار من مختلف نقاط العالم الى قطاع غزة يعتبر انتصارا للشعب الفلسطيني وهزيمة نكراء للاحتلال، حيث كانت الجزائر من بين الدول العربية المشاركة بقوة، فيما تخاذلت منها تسهيل حركة ومرور قوافل المساعدات عبر أراضيها الى القطاع، فمن أسطول الحرية كانت العزيمة اكبر لقوافل إنسانية هدفها قبل إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين الرد على الهمجية الإسرائيلية التي لم تتواني في ماي الفارط عن مهاجمة أسطول الحرية بسلاحها البحري وهو متجه نحو قطاع غزة وفي المياه الدولية، وسلبه كل المساعدات الموجهة لإغاثة الفلسطينيين في غزة بعد إقامة مصر جدار فلاذي فاصل أنهى حل تهريب المواد الغذائية عبر الأنفاق ·
وبالرغم من تسارع العديد من المنظمات الدولية للطلب بضرورة فك الحصار على غزة لكن لا حياة لمن تنادي للمدللة الصهيونية في وجود أمريكا الراعي الرسمي للأعمال الإسرائيلية الهمجية في الأراضي الفلسطينية·
العراق 0102 ··خطوة عملاقة الى الأمام بالرغم من الجراح
كان حصاد عام 0102 في مجمله من أحداث في العراق على ارتباط وثيق بقضية إنفراج الأزمة السياسية في البلاد إثر توصل قادة الكتل السياسية إلى اتفاق حول تقاسم السلطة لتشكيل الحكومة الجديدة في ظل انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة الأمر الذي ساهم إلى حد كبير في تقليص نسبة العنف في هذا البلد الذي عانى لسنوات من تمزق سياسي وإقتصادي وإجتماعي·
وكانت الأحداث في بلاد الرافدين في مجملها على إرتباط وثيق بقضية تشكيل الحكومة الجديدة إذ وبعد تسعة أشهر من المد والجزر بين الكتل السياسية عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت في السابع من مارس الماضي
توصل قادة الكتل الاربعة الفائزة بالمراكز الاول إلى إتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة بمبادرة رئيس إقليم كردستان (شمال العراق) مسعود البارزاني وإتفقوا على تسمية نوري المالكي رئيسا للوزراء وجلال طالباني رئسيا للجمهورية·

صراع تشكيل حكومة جديدة
وقد تمكن رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي من اعلان تشكيلته الحكومية قبل انتهاء المدة الدستورية بثلاثة أيام ومنح مجلس النواب العراقي ثقته للحكومة الجديدة التي طال انتظارها والتي سيتولى فيها المالكي بالوكالة الحقائب الوزارية الأمنية الثلاث الداخلية والدفاع والأمن الوطني· وتضمنت التشكيلة الوزارية 14 وزارة من بينها 31 وزارة دولة بالاضافة الى ثلاثة نواب لرئيس الوزراء ليبلغ عدد الطاقم الحكومي 54 شخصا·
وشغل رئيس الوزراء ونوابه وبعض الوزراء حقائب عشر وزارات بالوكالة لحين التوصل لاتفاق بين الكتل على الشخصيات التي ستتولى مسؤولية هذه الوزارات·
وضع أمني مقلق
وقد إنعكست الازمة السياسية المزمنة في البلاد بصورة سلبية على الوضع الامني الذي شهد العديد من الهجمات المميتة التي راح ضحيتها الكثير من الابرياء مما اثار التساؤلات حول قدرة الاجهزة الامنية العراقية على حفظ الامن والاستقرار بعد انسحاب القوات الامريكية من البلاد حسب الإتفاق الموقع بين واشنطن وبغداد·
ووقد أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في اوت الماضي عن الإنتهاء الرسمي لمهام قوات بلاده القتالية في العراق بعد سبع سنوات من الحرب في المنطقة مبرزا انه تم سجب 09 ألف مقاتلا من العراق·
انسحاب جزئي للقوات الأمريكية
وشرعت القوات الامريكية في الانسحاب من المنطقة على أن تبقى قوة انتقالية غير قتالية في البلاد قوامها 05 ألف جندي خلال الأشهر المقبلة للقيام بمهام تدريبية للقوات العراقية لتنسحب بالكامل بحلول نهاية عام 1102 وفقا للإتفاق الموقع في 9002 بين بغداد وواشنطن·
وتضمن القوات العراقية في الوقت الحالي المهام الأمنية في البلاد إذ أن ملف الأمن البري أصبح بين يدي العراقيين بالكامل ما عدا النقاط الحدودية التي تشارك القوات الأمريكية في حمايتها من خلال تقديم المشورة والمعونة لكن ملفي القوتين الجوية والبحرية مازلا بيد الامريكيين علما أن الجيش العراقي سيتسلم هذين الملفين خلال عدة مراحل تستمر حتى عام 0202·
العراقيون يستقبلون 1102 بكثير من التفاؤل
ويسقبل العراقيون سنة 1102 بالكثير من التفاؤل بعدما أنهى مجلس الأمن الأممي في منتصف الشهر الحالي غالبية العقوبات التي كان قد فرضها على العراق منذ 1991·
ووضعت ثلاثة قرارات صوت عليها المجلس حدا للعقوبات المفروضة على أسلحة الدمار الشامل ولبرنامج النفط مقابل الغذاء كما وافق المجلس على السماح للعراق بتنفيذ برنامج نووي مدني·
وما يعكس الانفراج في بلاد الرافدين هو إنفتاحه من جديد على العالم الخارجي سيما بعد موافقة العديد من وكالات الطيران العودة الى ربط خطوطها الجوية مع هذا البلد بعد 02 سنة من الإنقطاع إثر الإجتياح العرقي للكويت في اوت 0991 هذا إلى جانب إعادة ربط علاقات طيبة مع دول الجوار وهو ما سينطلق بإستقبال بغداد لقمة الجامعة العربية في بداية السنة المقبلة بعدما استضافتها في سنوات 7891 و0991·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.