اعتبر نائب رئيس حركة مجتمع السلم عبد القادر مقري أن التحالف الرئاسي الذي يشكل حزبه أحد أطرافه الثلاثة لا يتطور وهو جامد عند مستوى تسميته. وأكد مقري خلال نزوله امس السبت ضيفا على حصة "سياسة" للقناة الإذاعية الثالثة بأن التحالف"لا يتحرك إلا عند الانتخابات الرئاسية"مضيفا"أن التحالف لم يتمكن من تقديم مشروع سياسي يمكنه من قيادة الجزائر نحو أفق أفضل"ومعتبرا"أن الأطراف الثلاثة المشكلة للتحالف تقر بان هذا الأخير لا يتقدم". ورأى المتحدث أن مسالة إنشاء التحالف لم تكن مرتبطة فحسب بتطبيق برنامج رئيس الجمهورية في الميدان وان هذه النقطة كانت من جملة نقاط عديدة حملتها أرضية التحالف سيما دعم البرنامج الرئاسي وتطوير الديمقراطية بالجزائر إلى جانب التشاور حول مسائل هامة متعلقة بالبلاد مستطردا بان الأطراف الثلاثة للتحالف لم تستطع الوصول إلى تطوير جل هذه الورشات "بل أكثر من ذلك لم تستطع الوصول إلى إثارة نقاش حولها". لكنه رد بالإيجاب عن سؤال حول ما إذا كان التحالف الرئاسي كرس ثقافة التحالف في الجزائر حيث أضحى اليوم من تقاليد الطبقة السياسية واعتبر أن التحالف كان مهما وذا فائدة في السنوات الفارطة ولا سيما إبان فترة الفتنة في الجزائر مؤكدا انه يجب الاستعداد للذهاب نحو مشهد ديمقراطي. من جهة أخرى أشاد ممثل حركة مجتمع السلم بموقف الدولة الجزائرية والجيش الشعبي الوطني فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب مضيفا انه بات واضحا أن الخطر الذي يتربص بالبلاد قادم من الجنوب معتبرا ذلك بالمسألة الهامة جدا وليس من حق أي طرف التلاعب بها. وفي سياق متصل أضاف المتحدث أن موقف الجزائر كان صارما مشيرا إلى أن الأمريكيين فهموا عزم وصرامة موقف الجزائر و بأنه "لا يمكن لهم إلا العمل معنا" مضيفا أن الجزائر لها شان كبير باعتبارها أول قوى في المنطقة. وبخصوص مفهوم القاعدة أوضح المتحدث انه مفهوم واسع ينشط تحت لوائه أي كان ويمكنه الوصول إلى تحقيق مآربه مشيرا إلى"أن الجزائريين ليسوا أغبياء ولديهم تجربة كبيرة تعود إلى حرب الثورة التحريرية وإلى مكافحة الإرهاب لذا فهم واعون بان هنالك تلاعبا وأن أمرا مقلقا يحدث في الجنوب وهنالك مصالح إستراتيجية"معتبرا انه"لهذا يجب أن نكون على يقظة ونتمتع بهدف استراتيجي ومتضامنين حول هذه المسألة لكونها تهدد سيادتنا" . وبخصوص حدث الساعة في الساحة الدولية ندد عبد الرزاق مقري بما جرى مؤخرا من قمع للصحراوين بمخيم الحرية بمدينة العيونالمحتلة،وجدد موقف حزبه من القضية الصحراوية الداعي إلى "ضرورة التوصل إلى حل سلمي للقضية ، يقوم على مبدأ التفاوض وتقرير المصير عن طريق الاستفتاء. وقال "إن المفاوضات غير الرسمية الأخيرة،التي جرت بين جبهة البوليساريو والحكومة المغربية في منهاست الأمريكية هيمنت عليها أحداث العنف في الأراضي الصحراوية المحتلة مما أثر عليها"،مشددا في الآن ذاته على حساسية القضية داخل الفضاء الاستراتيجي بين شعوب وحكومات دول المنطقة المغاربية فهي ترهن بناء مشروع الاتحاد المغاربي الذي طالما ظل حلما ينتظر التجسيد . وعلى ذلك يضيف مقري "إن أهم ما نشدد عليه هو الحكمة والتوجه نحو حل واقعي ودائم،ينبني على السعي نحو تفاوض يقوم على مبدأ أساسي هو استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي ، وهو المبدأ الذي تتبناه الهيئات الدولية ،وتدعمه السلطات الجزائرية"،كما أنه هو موقف حركة حمس "الذي لا يحيد عن الدعوة إلى التفاوض حول سبل تجسيد مبدأ التسوية عن طريق استفتاء حر يقرر فيه الصحراويون مصيرهم". وعن الصمت المطبق على عملية قمع الصحراويين في مخيم اكديم إزيم من قبل العالم الإسلامي والعربي اعتبر المتحدث باسم حركة مجتمع السلم أن "ذلك يعود إلى سوء إطلاع صحيح على ما يحدث بالصحراء الغربية، وسوء فهم لما جرى بسبب تقصير جبهة البوليساريو في عرض القضية إعلاميا،مضيفا إننا نعتبر إنه لا يمكن وضع هذه القضية على قدم المساواة والقضية الفلسطينية بسبب إن هذه الأخيرة تقوم على قناعة دينية ،وأنها قضية إستراتيجية تستوجب الاتحاد من أجل الوصول إلى تحقيق حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله,فهي إذن القضية الأساسية في العالم العربي والإسلامي".