سيستفيد قريبا الموقع الأثري المشهور باسم مرسى الدجاج الكائن بزموري البحري (شرق بومرداس)، الذي أكتشف سنة 2006 إثر عمليات تحري وتنقيب أولية أجرتها مصالح مديرية الثقافة بالتنسيق مع الجمعية الثقافية السواقي ، من مخطط تقني لحمايته واستصلاح مكوناته شرع مكتب دراسات متخصص مؤخرا في إعداده، حسب ما أفاد به مدير القطاع. وأوضح قوديد عبد العالي، في تصريح، بأنه تم إختيار وتنصيب مكتب الدراسات المذكور من طرف اللجنة الولائية لحماية الممتلكات الثقافية، بعدما تم تسجيل وتصنيف هذا المعلم الأثري الهام سنة 2016 كمعلم أثري وطني، وإثر النتائج الإيجابية لعمليات الحفر والتنقيب الأولية التي قام بها خبراء المعهد الوطني للآثار. كما كشف مدير الثقافة في هذا الإطار، بأن هذا الموقع الذي يتربع على مساحة سبعة هكتارات، سيستفيد قريبا أيضا بعدما تم تسجيله في قائمة الجرد الإضافي للولاية، من عملية تسييج بالكامل بالتعاون مع بلدية زموري من أجل حمايته من الإتلاف وسرقة محتوياته الأثرية. وحظي هذا الموقع الأثري، الذي يحتوي على طبقات جوفية أثرية لمختلف الحقب الحضارية والتاريخية للمنطقة بدءا بعصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية (الفترة الممتدة ما بين القرن الرابع هجري -10 ميلادي- والقرن السادس هجري -12ميلادي-)، بالعناية إبتداء من سنة 2017 بعدما استفاد من أشغال ريادة واستكشاف أثري، شارك فيها 35 طالبا من معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 تحت إشراف و تأطير الأستاذة الجامعية، حنفي عائشة، بمشاركة أساتذة وباحثين من مختلف التخصصات. وتعد عملية الريادة والإستكشاف الأثري، إستنادا إلى نفس المصدر، الثانية من نوعها حيث أن هذا الموقع استفاد كذلك من حفريات سبر الأغوار (Sondage Archéologique) شهر مارس 2007، وحققت العملية نتائج علمية هامة أكدت ما يكتنزه من أثار باطنية شجعت على تصنيف الموقع وطنيا بتاريخ 28 أفريل 2016. وكشفت أعمال الريادة والإستكشاف المذكورة التي تواصلت على مدار 15 يوما، إستنادا إلى نفس المصدر، عن وجود أسوار قد تكون لمنازل متتابعة تدل على وجود مدينة بأكملها عاشت لأحقاب بالمكان، وكذا لُقى عبارة عن أدوات فخارية ومواد بناء وأحجار كلسية ورملية وقطع نقدية تعود إلى الفترة النوميدية أي القرن الثاني قبل الميلاد. تجدر الإشارة، إلى أنه تم إكشاف هذا الموقع الأثري سنة 2006 جراء عمليات التحري والمعاينة اجرتها مصالح التراث الثقافي بمديرية الثقافة للولاية بالتنسيق مع الجمعية الثقافية (السواقي) المتخصصة في المجال، ليتم بعد ذلك التأكد من أهمية الموقع من الوجهة التاريخ وعلم الآثار وثرائه الأركيولوجي. و على إثر ذلك، أثبتت التحريات الميدانية والمصادر والمراجع التاريخية التي إستندت عليها الأبحاث التي أجريت في المجال من طرف أخصائيين، حسب قوديد، بأن المكان الأثري المذكور يتضمن موقع للمدينة التاريخية المعروفة بإسم مرسى الدجاج التي اشتهرت في الفترة الإسلامية وعرفت قديما بإسم روسوبيكاري ، وهي من أشهر مدن موريطانيا القيصرية ، حيث بنيت وشيدت على أنقاض مرفأ روسوبيكاري الذي شيده القرطاجيون خلال القرن السادس قبل الميلاد. وحسب المؤرخين، فقد تعرضت مدينة مرسى الدجاج سنة 1225 بعد الميلاد لهجوم عسكري بقيادة يحيى بن أبي غانية الميورقي، الذي ثار على الموحدين فهدم مدن وحصون هذه الدولة الموحدية ولم يتم تعميرها بعد هذا الخراب، مما أدى إلى تحولها إلى أطلال غطتها الرمال لقرون من الزمن ولم يعاد إكتشاف مكانها إلا سنة 2006.