أغلقت أشغال الريادة والاستكشاف بالموقع الأثري «مرسى الدجاج» بزموري البحري، شرق ولاية بومرداس، أول أمس، برفع تقرير مفصل لوزير الثقافة من أجل الترخيص لإطلاق حفرية بعد أن تم التأكد بأن ما تم اكتشافه على السطح من أثار تعود إلى القرن الرابع هجري، الأمر الذي يستدعي حفرية معمقة. أفادت الأستاذة عائشة حنفي رئيسة البعثة العلمية للآثار التابعة لمعهد الآثار بجامعة الجزائر «2»، في حديثها ل»المساء»، على هامش إغلاق أشغال الريادة والاستكشاف بموقع «مرفأ الدجاج» بزموري البحري، أن القراءة الصحيحة لتاريخ هذا الموقع، انطلاقا من المصادر ومن العمل الميداني. ومن خلال ما تم رفعه من اكتشافات به، تؤكد بأن الموقع يعود إلى الفترة الممتدة بين القرن ال4 هجري (10 ميلادي) والقرن ال6 هجري (12ميلادي)، بالتالي التأكيد بأنها تعود إلى فترة الدولة الحمادية. أعربت الأستاذة عن فخرها الشديد لمثل هذا الاكتشاف، مبرزة بأنه «لم تكن هناك أشغال اكتشاف بهذا الحجم والقيمة التاريخية منذ الاستقلال، وأضافت «اكتشفنا أسوارا قد تكون لمنازل متتابعة، مما قد يعني وجود مدينة بأكملها، ونحن نرفع نداء للسلطات لتسييج الموقع وتأمينه بالشكل الذي يحميه من كل أشغال السطو أو التخريب». ربطت الأستاذة ما تم اكتشافه بالموقع الأثري «مرسى الدجاج»، بما تم اكتشافه في ساحة الشهداء، لأثار تعود إلى فترة بني مزغنة ووجود الزيريين، ودليل ذلك استعمال نفس تقنية البناء، وكذا اللُقى التي تم رفعها بالمكان المتشكلة أساسا من أدوات فخارية ومواد بناء وأحجار كلسية وغيرها، وهنا أشارت إلى وجود آثار تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، أي لفترة حكم الملك ماسينيسا، لتصرح «سيتم إرسال كل اللُقى لمعهد الآثار للتحليل، ثم يتم حفظها بالمتحف الوطني، على أن تعاد لمديرية الثقافة ببومرداس». في السياق، يؤكد مدير الثقافة جمال فوغالي، أن مصالحه سترفع في الأيام القليلة القادمة تقريرا مفصلا لنتائج أشغال الريادة والاستكشاف بموقع «مرسى الدجاج»، «طالبين الترخيص من أجل إجراء حفريات بالموقع في عملية خامسة لاستكشاف أغوار التاريخ عن كثب، بعد عمليات الاسبار الأول في 2007، إلى الجرد الإضافي للمعلم الأثري بزموري البحري، إلى التصنيف الذي صدر بالجريدة الرسمية في 2016، إلى أشغال الريادة والاستكشاف التي تم فتحها قبيل 15 يوما وأبانت عن أن الموقع له تاريخ أقدم عما كان متوقعا، «حيث توجد فرضيات تفيد بأن حضارة النوميدين مرت من هنا في القرن الثاني قبل الميلاد». ويضيف المسؤول ملفتا في المقابل أن هذا الموقع يسبق قصبة دلس المصنفة (القرن السابع هجري). تم اكتشاف قطعة نقدية تعود للفترة النوميدية وفترة حكم الملك ماسينيسا، أي للقرن الثاني قبل الميلاد، على سطح حجرة كلسية أثناء أشغال الريادة والاستكشاف، مما يعطي في المقابل قراءات أخرى لحقبة تاريخية أقدم سادت بنفس المنطقة، ومنه اكتشاف أحجار رملية تشير مقاساتها ونوعية ربطها بأحجار أخرى إلى أن تاريخها يعود إلى هذه الحقبة الزمنية، فمن خلال مقارنتها بآثار امدغاسن وضريح يوبا الثاني بتيبازة، يمكن القول إنه استعملت نفس تقنية البناء، وهو ما يعني أنها ترجع إلى نفس الفترة الزمنية، أي القرن الثاني قبل الميلاد، مثلما يؤكده ل»المساء»، الأستاذ محمد مصطفى فلاح، مدير مخبر علم الآثار والقياس بمعهد الآثار بجامعة الجزائر «2»، موضحا أن كل تلك الاكتشافات سيتم إرسالها للمخبر من أجل الدراسة والتحليل لتأكيد كل تلك الفرضيات. للإشارة، فإن والي بومرداس زار الموقع بمناسبة إغلاق أشغال الريادة والاستكشاف، ووقف على كل الاكتشافات الأثرية، واستمع إلى شروح المختصين والأساتذة، واعدا باتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل حماية هذا الموروث الثقافي. تعليق الصور: جانب من الأشغال موقع محتويات.