وقفات إحتجاجية أمام مبنى قصر الحكومة خرج آلاف الطلبة في العاصمة وولايات عديدة أخرى، في مظاهرات هي الرابعة من نوعها منذ بداية شهر رمضان، حيث تم رفع مطلب التغيير الجذري والإصلاحات الشاملة وتجديد رفض بقايا نظام الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة . وتمكن ألاف الطلبة، صبيحة أمس بالعاصمة، ولأول مرة منذ بداية الحراك الشعبي، من اجتياز الحواجز الأمنية الموجودة حول محيط ساحة البريد المركزي والوصول إلى مبنى قصر الحكومة، اين رفعوا مجددا مطلب التغيير الجذري والإصلاحات الشاملة. وانطلقت المسيرات الطلابية الحاشدة في نسختها الرابعة خلال الشهر رمضان الفضيل من مختلف جامعات العاصمة، ورغم حرارة الطقس وعناء الصيام، إلا أن هذا لم يثني من عزيمة الطلاب وساروا من شارع عبد الكريم خطابي وصولا إلى ساحة البريد المركزي، أين تجمعوا مقابل الجامعة المركزية مرددين شعارات مناهضة لبقايا النظام، من بينها الجزائر حرة ديمقراطية . ورفع الطلبة شعارات عند وصولهم إلى قصر الحكومة تطالب بالرحيل الجذري للنظام وهتفوا مطولا لرحيل الباءات الثلاث، كما حملت اللافتات التي رفعها الطلبة شعارات أخرى ترفض موعد إجراء الانتخابات المزمع تنظيمها في الرابع من جويلية القادم. وفرقت قوات الشرطة المحتجين المتجمهرين أمام قصر الحكومة، اين حدثت احتكاكات بين قوات مكافحة الشغب وبعض المشاركين في المسيرة السلمية، مما أدى إلى تراجع الطلبة إلى شارع باستور، قبل أن يعودوا إلى البريد المركزي أين توقفوا أمام مقر الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات. وفي نفس السياق، شهدت مختلف جامعات الوطن مسيرات مماثلة وبنسب متفاوتة بسبب الحرارة والصيام، وحملت هاته المسيرات شعارات مشتركة طالبوا فيها بالتغيير الجذري، وضرورة تحرك العدالة من أجل محاربة رؤوس الفساد. ليواصل بهذا الطلبة صمودهم وإصرارهم على المساهمة على تغيير الأوضاع، على الرغم من كل الظروف التي يعانون منها ورغم المضايقات التي أصبحت تطالهم في المسيرات الأخيرة، إلا أنهم عازمون على الاستمرار في مسيراتهم التي بدؤوها، مؤمنين بأن التغيير يولد من مقاعد الجامعات. وبالأحد الماضي، خرج آلاف الطلبة في مسيرة حاشدة رفعت الشعارات ذاتها بالعاصمة ومدن عدة، وتمكنوا من محاصرة مجلس الأمة، في حين تمكنت مسيرة لآلاف الطلبة، الثلاثاء الماضي، من كسر حواجز الشرطة وتحولت لاعتصام حاصر مبنى البرلمان، وسط ترديد شعارات مطالبة برحيل رئيسه، معاذ بوشارب. هذا ويسود تخوف لدى النقابات والفعاليات الطلابية من سنة بيضاء في ظل استمرار مقاطعة الطلبة للدراسة منذ مارس الماضي، وإصرارهم على رحيل بقايا رموز النظام.